الإمارات تصل الى المريخ
نجح “مسبار الأمل” الذي يعتبر أول بعثة إماراتية وعربية لاستكشاف الفضاء بدخول مدار الكوكب الأحمر لتصبح الإمارات خامس دولة ترتاد الفضاء لهذه المهمة بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وأوروبا والهند.
سيسجل التاريخ يوم 9 شباط 2021 ، كيوم مفصلي بالنسبة إلى دولة الإمارات العربية التي دخلت بنجاح عالم الفضاء. فالمهمة لم تكن سهلة، إذ مع دخول مسبار الأمل مدار الالتقاط حول المريخ، تبدأ سرعته بالتباطؤ ذاتيًا من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة فقط، وذلك خلال 27 دقيقة تعرف باسم “الـ27 دقيقة العمياء”، وذلك باستخدام محركات الدفع العكسي الستة “دلتا في” المزود بها المسبار.
وخلال الدقائق العمياء هذه يعالج “مسبار الأمل”، كافة التحديات بطريقة ذاتية، إذ يكون الاتصال بمركز التحكم في المحطة الأرضية بالخوانيج في دبي متأخرًا.
وتعد اللحظة الحاسمة، هي عندما يتمكن فريق المحطة الأرضية في الخوانيج من استلام الإشارة من المسبار فور تخطيه الدقائق الـ27 العمياء إيذانا بإعلان نجاح المهمة في هذه المرحلة.
الجدير بالذكر أن استقبال إشارات الراديو من المريخ إلى الأرض يستغرق نحو 20 دقيقة، ولتخطي هذا التحدي صُمم “مسبار الأمل” بطريقة يستطيع من خلالها إكمال عملية الالتقاط بشكل آلي دون الحاجة للتحكم من المحطة الأرضية.
ومن المقرّر أن يظل مسبار الأمل في مداره حول المريخ فترة عامين، أو “سنة مريخية”، يدرس خلالها كل ما له علاقة بطقس وجو الكوكب الأحمر، مستعيناً بثلاثة أجهزة علمية متطورة، هي المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية، وكاميرا استكشاف رقمية عالية الدقة.
ويحمل المسبار ثلاث أدوات ستراقب، من بين أهداف أخرى، كيف تتسرب الذرات المحايدة من الهيدروجين والأكسجين، بقايا المياه الوفيرة من المريخ، إلى الفضاء.
وسيتيح المسبار إرسال بيانات عن الغلاف الجوي والمناخ هناك.علماً أن لوكالة الإمارات للفضاء خطة طموحة لبناء مستوطنة على المريخ بحلول عام 2117.
إنجاز لفت أنظار العالم
قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: “نجاح مسبار الأمل بالوصول إلى المريخ إنجاز لفت أنظار العالم وأثبت أننا في دولة الإمارات قادرون على صنع المستحيل عبر التحلي بالعلم والعزيمة. إن وصول الإمارات إلى الفضاء حلم تمناه أجدادنا وسعى نحوه الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد منذ تأسيس دولة الإمارات، أصبح اليوم واقعا.”
وأضاف: “هذا الإنجاز الجديد لن يكون الأخير لأننا نؤمن بأن النجاح والتقدم لا حدود لهما، فما زال في الفضاء أسرار كثيرة ونحن نعمل من أجل خدمة البشرية وتوفير حياة أكثر تطوراً لشعبنا وجميع شعوب العالم”
من جهته قال يوسف حمد الشيباني، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء:
” بفضل رؤية قيادتنا الرشيدة وإخلاص المواهب الإماراتية سنتمكن من مواصلة الطريق لنضيف المزيد لهذا الإرث الإماراتي العلمي بحيث نحقق الهدف الأكبر بخدمة البشرية عبر تنفيذ المزيد من المهمات الناجحة لنكشف أسرار عالم الفضاء ونسهم في تحقيق تقدم تكنولوجي يخدم البشرية جمعاء. إن كل ما حققناه وسنحققه ما هو إلا استكمالا لفكر زرعه قادة الإمارات في شبابنا بأن المستحيل لا وجود له في قاموسنا.”
أما المهندس سالم المري، مساعد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء للشؤون العلمية والتقنية فعلّق: ” أصبحنا ثالث دولة تصل إلى المريخ من أول محاولة. لا تزال قدراتنا في قطاع الفضاء تنمو وتتطور بوتيرة سريعة ونتطلع إلى مواصلة عملنا لتعزيز طموح مهمة استكشاف الفضاء الإماراتية.”
من جهتها قالت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أن الحدث الذي تشهده اليوم دولة الإمارات مع وصول مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ يمثل حدثاً تاريخياً في تاريخنا وتاريخ كل شعوب المنطقة.
وأوضحت الأميري، أن 6 سنوات من العمل والمثابرة لمهندسي ومهندسات وباحثي دولة الإمارات سبقت لحظة الوصول إلى النقطة التي وصلنا إليها اليوم.
ناسا تُغرّد بأبيات المتنبي
اختارت وكالة الفضاء الأميركية تهنئة نجاح مساعي الإمارات الفضائية بأسلوب متميّز فنشر حساب تويتر للمركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لناسا، التي تقوم بمهمة في المريخ، تغريدة موجهة إلى حساب مسبار الأمل، جاء فيها: “تهانينا لوصولك إلى المريخ!. وبكلمات الشاعر المتنبي:
إذا غامرت في شرف مروم فَلا تقنع بما دون النجوم”.
وكاظم الساهر يتغنى بمسبار الأمل
وقبل اقتراب مسبار الأمل من الوصول إلى مدار الالتقاط حول المريخ بأيام فاجأ قيصر الغناء العربي كاظم الساهر محبيه عبر محطات التلفزيون وشبكات الإذاعة ومواقع الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، بأغنية تقدير لهذا الإنجاز العربي الإماراتي التاريخي من ألحانه وكلمات كاظم السعدي وتوزيع الموسيقار ميشال فاضل.
وقال كاظم الساهر بعد أن أطلق أغنيته في فضاءات العالم العربي: ” أشعر بفخر كبير، حين أرى الإمارات تحقق لذاتها، ولكل العرب، الإنجاز تلو الإنجاز، فهذا الحدث عربي، يمس قلوبنا، ويحرك فينا الأمل، فنحن أمة لها تاريخها، وهي قادرة دوماً على تبوؤ المكانة التي تستحقها”
وأضاف: “الموسيقى والشعر يؤرخان إنجازات الأمم، فهما ليسا ترفاً عابراً، وكثيراً ما يرتبط حدث تاريخي، بشعر أو نثر أو نقش يعبر عن تلك اللحظة”