مخرج مميّز عالميًا
إمير كوستاريكا يترأس لجنة التحكيم في مهرجان القاهرة الدولي
احتفل النقاد ومحبو السينما في مصر بإعلان المخرج الدولي إمير كوستاريكا رئيساً للجنة تحكيم مهرجان القاهرة الدولي معتبرين القرار بمثابة إعلان عن نيّة المنظمين الحفاظ على مستوى هذا المهرجان الذي يعدّ أول مهرجان سينمائي دولي في العالم العربي، كما أنه المهرجان الوحيد المسجّل ضمن الفئة A في الاتحاد الدولي للمنتجين في باريس FIAPF .
يعدّ إمير كوستوريتسا، من أبرز المخرجين على الساحة العالمية، الذين حازت أعمالهم جوائز هامة من كبرى المهرجانات العالمية، لعل أبرزها جائزة الأسد الفضي لأفضل فيلم في مهرجان فينيسا السينمائي وجائزة أفضل مخرج في “كان” فضلاً عن سعفتين ذهبيتين.
ولم تقتصر نجاحات كوستوريتسا على الجوائز التي حصدها فحسب، وإنما كذلك فقد تم اختياره عضواً في لجنة تحكيم مهرجان “كان” السينمائي عام 1993، وأصبح رئيساً لنفس للجنة التحكيم نفسها عام 2005.
ممثل جيد في الحياة ولكن ليس في السينما
خلال مشاركته في المحاضرات التي تقام ضمن أيام القاهرة لصناعة السينما التي تعقد قبل المهرجان، قال المخرج الصربى إمير كوستاريكا إنه لا يعتبر نفسه ممثلاً جيدًا فى السينما، لكنه ممثل جيد فى الحقيقة، مشيرًا إلى أنه شارك فى الأفلام لكى يجنى الأموال التى تساعده في إنتاج أفلامه الخاصة، وعند الاشتراك بإرادته فى بعض الأعمال كممثل كانت لإيصال رسالة محدّدة من خلال الدور الذى يلعبه، وأكد أنه شارك فى بعض الأعمال لأنه يريد ذلك.
وأكد كوستاريكا أنه لو كان امرأة لكان قدّم جميع الأعمال التى قدمها، ولن يغيير فيها أي شيء، خاصة مع وجود الكثير من المخرجات العالميات اللاتى أكدن إجادتهن لمهنة الإخراج، وأكد أنه لا يوجد شخص كامل، لكن تختلف الصفات من شخص إلى آخر دائمًا، وبالتالي يجب على كل شخص الاستمتاع بخصاله التي تميزة عن غيره في أي عمل يقوم به.
وعن تعريفه الخاص عن الحب والوقت، أشار كوستاريكا إلى أن: “الوقت وفقا لأحد الفلاسفة “لا وجود له”، ولكننى أعتقد أن الوقت يتواجد حينما يقع الشخص في الحب، لكن مع الوقوع فى الحب يجب على الشخص تفهم خصائص الوقت نفسه، لأنه يجب علينا حينها الاستفادة من الوقت بأكثر من طريقة”.
وعند سؤاله عن الأسلوب البسيط في السينما أجاب كوستاريكا: “البساطة مسمى فلسفي جدًا، ولا يتم استخدامه في السينما بشكل صحيح، خاصة مع قيام الكثيرين بالمقارنة بشكل مستمر بين الاعمال السينمائية، وبين المخرجين.
اضاف كوستاريكا اختلاف العصور يساهم أيضًا في اختلاف مفهوم البساطة، خاصة مع وجود بعض المنتجين الذين لا يريدون وضع الكثير من الأموال في إنتاج الأعمال، ولكنهم يريدون جني الكثير من الأموال.
وأضاف كوستاريكا قائلاً إنه قام بـإخراج الكثير من الأعمال الهامة على مدار تاريخه والبساطة كانت من أهم سمات هذه الأعمال، إلا إنها لم تكن بسيطة على الاطلاق، من أهم الأشياء التي تعلّمها في دراسته كانت استخدام الجاذبية في الأفلام، خاصة مع أبطال العمل، لكي يتعلق بهم المشاهد ويتفاعل مع حياتهم اكثر واكثر.
واختتم كوستاريكا حديثه بجملة “كل شخص يريد أن يذهب إلى الجنة لكن لا أحد يريد أن يموت”، وهذا هو المعنى الحقيقى للحياة التى أؤمن بها دائما، إننا جميعا نريد الأفضل دون السعى إليه”.
مسيرة مميزة من النجاحات
ولد كوستاريكا فى سراييفو عام 1954، ودرس الإخراج السينمائى فى أكاديمية الفنون المسرحية عام 1978 فى براغ، وخلال فترة دراسته استطاعت أفلامه القصيرة أن تحصد العديد من الجوائز من بينها فيلمه القصير ” Guernica” الذي نال الجائزة الأولى بمهرجان أفلام الطلاب فى كارلوفى فاري.
بعد تخرجه من أكاديمية الفنون أخرج العديد من الأفلام الروائية فى مسقط رأسه سراييفو، وبتعاونه عام 1981 مع كاتب السيناريو البوسنى عبد الله سدران، قدم أول فيلم روائى ناجح بعنوان Do You Remember Dolly Bell، الذي فاز بجائزة الأسد الفضى لأفضل فيلم فى مهرجان فينيسيا السينمائى الدولي.
وفى عام 1985، استطاع بفيلمه السياسى When Father Was Away on Business أن يفوز بالجائزة الأولى فى مهرجان كان السينمائي، بالإضافة إلى جائزة فيبريسي، وترشيحه لجائزة أوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية.
كما فاز عام 1989، بجائزة أفضل مخرج فى مهرجان “كان” السينمائى عن فيلمه Time of the Gypsies- ، الذى تم إنتاجه عام 1988، وهو فيلم من تأليف السيناريست الصربى جوردان ميهيتش، ويدور حول حياة عائلة غجرية تعيش فى يوغوسلافيا.
فيما حصل فيلمه Arizona Dream ، الذى يعد أول فيلم له باللغة الإنكليزية، على جائزة “الدب الفضي” من مهرجان برلين السينمائى عام 1993، هذا بجانب حصول فيلم Underground ، الذى يستعرض تفاصيل الحياة المريرة للبلقان، على جائزة السعفة الذهبية الثانية فى مهرجان كان السينمائى عام 1995.