المناطيد تعود إلى كابادوكيا
عند الحديث عن كابادوكيا سرعان ما يتبادر الى أذهاننا صور المناطيد الملوّنة المتطايرة فـي السماء مضفـية الكثير من الحيوية والجمال على مدينة تمتاز بآثارها وفن عمارتها. وقد تأثّرت كابادوكيا كما جميع مناطق العالم بجائحة كورونا التي وإن نجحت لأشهر بحرمان سماء هذه المدينة من ألوانها غير أن كابادوكيا سرعان ما سيطرت على الوضع لتعلن عودة رحلات المناطيد ضمن إجراءات صحية عالية.
تُعَدُّ كابادوكيا إحدى أهم مدن تركيا السياحية، وأكثرها شهرة فـي العالم، لما تتميّز به من طابع أثري هام، وقد أُدرِجتْ على لائحة التراث العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة اليونيسكو، بكونها أهم المراكز السياحية فـي العالم، بما تضمّه من معالم سياحية متفرّدة، كما أن كابادوكيا تحتضن العديد من المعالم المذهلة، ويتوافد السياح إليها من داخل تركيا ومن دول العالم كافة ليشاهدوا عظمة هذه المدينة الساحرة، التي تعتبر مدينة أثرية بامتياز، وقد أُدرِجتْ على لائحة التراث العالمي التابع لمنظمة الأمم المتحدة اليونيسكو عام 1985، وبالتالي فهي تحتضن الكثير مِن المعالمَ الفريدة، أبرزها:
مداخن العفريت
ولا يمكن مغادرة المدينة من دون زيارة مداخن العفريت. الاسم قد يوحي بأن المكان مخيف ولكن الحقيقة عكس ذلك تماماً، إذ تقع المداخن فـي القرية الحجرية الساحرة غوريم، والمتميّزة بسحر طبيعتها، الممتدة عبر مجموعة كبيرة من الجبال والهضاب الصغيرة، التي تغيّرت ملامحها بفعل العوامل الطبيعية، ولذا يطلق عليها اسم مداخن العفريت، وتفتح أبوابها يومياً أمام السياح للتجول داخلها.
مدينة الجن
تقع هذه المدينة تحت الأرض ويعود تاريخها إلى العصر البرونزي، وقد اشتهرت إبان فترة الإمبراطورية البيزنطية فـي القرنين السادس والسابع الميلاديين، عندما كان المسيحيون يختبئون فـي كهوف كابادوكيا وفـي متاهاتها وأنفاقها هرباً من الغزاة. واليوم أصبحت اسطورة مدينة الجن كابادوكيا مفتوحة للزوار وتحتوي على أربعة مستويات من الغرف والمتاهات.
البراكين وقرية جافوشين
تُعَدُّ قرية جافوشين من أهم المعالم السياحية الساحرة فـي كابادوكيا، وتقع بين مدينتي أفانوس وغورمة التابعتين للمنطقة، تطل على القرية طبقةٌ من الصخور التي تشكلتْ نتيجة ثوران البراكين فـيها قبل ستين مليون سنة، ومن خلالها يمكن مشاهدة قرية جافوشين الصغيرة تحت الصخور المنحوتة. قديماً كان المسلمون يعيشون مع الروم قرب قرية جافوشين التي كان يقطنها الرهبان المسيحيون الهاربون من طغيان الوثنيين، ما جعل الديانة المسيحية منتشرة فـي المنطقة، وبحلول القرن الثامن أصبحت قرية جافوشين مركزاً دينياً هاماً. وعندما صارت المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية، تحول مخبأهم لدير عبادة، وأُنشئت كنيسة القديس يحيى، أقدم كنائس جافوشين وأكبرها، ولم يبقَ منها سوى أربعة أعمدة.
شاليهات وفنادق كابادوكيا
تضم كابادوكيا أفضل فنادق تركيا فـي التصنيف، كما أن شاليهاتها تعتبر الأجمل والأفخم لما توفّره من أماكن إقامة مريحة فـي مواقع هادئة وقريبة من معالم المدينة الجذابة.
ويعدّ فندق دينلر من أفضل فنادق كابادوكيا، ويطل على منطقة كاياكابي، يوفر الفندق أماكن إقامة مريحة وهادئة، بغرفه الفخمة وأجنحته المميزة، ويحتوي على مرافق ترفـيهية عديدة، كما أنه يرتّب لنزلائه رحلات إلى المناطيد الهوائية ورحلات سياحية أخرى.
كما أن فندق كابادوكيا لودج من أرقى فنادقها، ويقع على بعد خمسة كيلومترات من مدينة نيوشهير، ويوفّر إضافة إلى غرفه الأنيقة وخدماته المميزة، ملعباً للتنس.
تتميّز المدينة بكثرة الفنادق والشاليهات ذات الطابع الأثري التاريخي، ومنها فوكاس كيف سويتس، إذ يقع فـي قرية جافوشين، فما زالت أجواء الماضي تعبق فـيه إضافة إلى غرفه المريحة وأسرّته الوثيرة وأجنحته الفخمة، بما فـي ذلك شرفة كبيرة توفر مناظر خلابة تطل على المناظر الطبيعية بما فـيها المداخن والتكوينات الصخرية.
كذلك يتميز فندق ميوزيام (تركيا أُتْشيسار)، وهو فندق فاخر بإطلالته الساحرة وخدماته المميزة، وعبقه التاريخي الفاخر، كما يعدّ المسبح الخارجي الدافئ أحد أفضل المرافق فـي الفندق.
أما فندق بريميوم كيفز فـيقع على بعد عدة كيلومترات من مناطق الجذب الرئيسة، مثل متحف زلفـي المفتوح، وهنا يتمكّن السائح من البقاء فـي غرف القرون الوسطى المنحوتة مباشرة من صخور المناظر الطبيعية، كما أن غرف الفندق تتميّز بالديكور الراقي، وفـيه الجداريات الحجرية المزخرفة، والأثاث المنقوش باليد، والمسبح الرائع فـي الهواء الطلق، بما يضمّه من مأكولات تركية فاخرة. . . وغير ذلك من فنادق وشاليهات تاريخية فاخرة.
مناطيد كابادوكيا
تشتهر كابادوكيا بمناطيدها، ولعل هذا من أجمل النشاطات فـي المدينة، وما زال السياح يقصدون المنطقة لخوض هذه التجربة الرائعة. فهل هناك أروع من التحليق بمنطاد فـي أحضان الطبيعة الساحرة، والتحليق فوق الجبال والمناظر الطبيعية الخلابة، ليتمتعوا بكل لحظات هذه التجربة الممتعة، بدءاً من عمليات نفخ المنطاد وإشعال النيران فـيه، وصولاً الى انطلاقه فـي تدرِّج لطيف من الأرض إلى المرتفعات.