مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يستبق موعده
أيام تفصلنا عن إنطلاق مهرجان القاهرة السينمائي الذي لا زال يحيطه الكثير من الغموض خاصة بالنسبة لبرنامجه والأفلام المشاركة، ولكن الجميع متحمّس لمتابعة الدورة الـ 43 من هذا المهرجان الدولي الذي يعتبر أحد أعرق المهرجانات فى العالم العربي وأفريقيا والأكثر انتظاماً، كما أنه ينفرد بكونه المهرجان الوحيد فى المنطقة العربية والأفريقية المسجّل فى الفئة A فى الاتحاد الدولي للمنتجين فـي باريس (FIAPF).
قرّر القائمون على المهرجان تقديم موعد انطلاق دورته الـ 43 المقبلة، ليصبح فـي الفترة من 26 نوفمبر إلى 5 ديسمبر 2021، وذلك مراعاة لمتغيّرات خريطة المهرجانات العربية.
جاء ذلك بعد دراسة جيدة لخريطة المهرجانات المنتظر إقامتها خلال الفترة المقبلة، ليسمح الموعد الجديد للصحفـيين والسينمائيين العرب والأجانب، بالتواجد فـي المهرجانات المختلفة لمشاهدة جميع الإنتاجات المتاحة وحضور وتغطية الفعاليات.
وسوف تُقام الدورة الـ 43، مع اتخاذ كل التدابير الاحترازية وفقاً لإرشادات الحكومة المصرية ومنظمة الصحة العالمية، من أجل ضمان سلامة صُنَّاع الأفلام المشاركين والجمهور وفريق المهرجان.
تكريم كريم عبد العزيز بجائزة فاتن حمامة للتميّز
من المقرّر أن يمنح المهرجان فـي دورته المنتظرة، النجم كريم عبد العزيز، جائزة فاتن حمامة للتميّز، وذلك تقديرًا لمسيرته الفنية الحافلة بأعمال سينمائية بارزة.
وقال محمد حفظي، رئيس المهرجان: «إن المهرجان يحرص دائمًا على أن يكرّم النماذج التي تجمع فـي مسيرتها ما بين الموهبة والجماهيرية والعطاء للسينما، وهو ما ينطبق على النجم كريم عبد العزيز».
وتابع قائلاً: «كريم عبد العزيز، احترمته على مدار 20 عامًا من النجاح فـي مشوار قدّم من خلاله الكوميديا والأكشن والإثارة والرعب والرومانسية، ونجح فـي ذلك باقتدار وفاجأنا أحيانا باختياراته الجريئة، وليس من الصدفة أنه ضمن النجوم الأعلى إيرادًا فـي تاريخ السينما المصرية دون أن يسير على وهم النمط المضمون».
من جانبه شكر النجم كريم عبد العزيز، إدارة المهرجان على هذا التكريم الذي يحمل اسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، واصفًا التكريم بأنه بمثابة نقطة فارقة فـي مسيرته الفنية التي انطلقت من فـيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة»، وصولاً إلى مسلسل «الاختيار 2» الذي عرض فـي رمضان الماضي وفـيلم «كيرة والجن» الذي يواصل تصويره حاليا.
وقال عبد العزيز، إن التكريم ذكّره ببداياته التي كان يأمل فـيها أن يكون ضمن الفنانين المدعووين لحضور فعاليات المهرجان، الذي يُعدّ أحد أعرق المهرجانات السينمائية بل وأهمها فـي منطقة الشرق الأوسط، ليجد نفسه الآن، مكرّمًا وليس مدعوًا فقط.
وكريم، هو نجل المخرج الكبير محمد عبد العزيز، ولذلك فإن العمل فـي المجال الفني لم يكن أمرًا غريبًا عليه، إذ إنه عاش طفولته فـي استديوهات التصوير إلى جوار كبار الفنانين، حيث شارك فـي العديد من الأفلام السينمائية التي أخرجها والده من بينها «انتبهوا أيها السادة» (1978)، «البعض يذهب للمأذون مرتين» (1978)، «قاتل ما قتلش حد» (1979)، «منزل العائلة المسمومة» (1986)، هذا إلى جانب وقوفه أمام فنانين كبار مثل عادل إمام وسعاد حسني، من خلال تجسيده لدور «علي ماهر» خلال فـيلم «المشبوه» الذي أخرجه سمير سيف، عام 1981.
بعد سنوات من عمله كممثل خلال طفولته، درس الإخراج فـي معهد السينما وتخرج عام 1997، ليستأنف مشواره الفني من جديد، إذ عمل لفترة وجيزة كمساعد مخرج، ومن ثم قرّر العودة إلى التمثيل، وكانت انطلاقته الحقيقية من خلال مسلسل «امرأة من زمن الحب»، الذي أخرجه إسماعيل عبد الحافظ، وقامت ببطولته الفنانة سميرة أحمد، عام 1998.
توالت عليه الأعمال بعد ذلك، وحظي بفرصة التمثيل إلى جانب الفنان الكبير الراحل أحمد زكي، من خلال فـيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» (1998)، وبدأ بعدها مرحلة جديدة من مشواره شارك فـيها العديد من أبناء جيله الذين استطاعوا أن يصبحوا نجومًا فـي وقتنا الحالي، حيث حقّق نجاحًا كبيرًا من خلال مشاركته فـي فـيلم «عبود على الحدود»، الذي أخرجه شريف عرفة عام 1999، وقام ببطولته الفنان الراحل علاء ولي الدين.
لم يقتصر عمله فـي المجال الفني على السينما والتلفزيون فقط، وإنما وقف أيضًا على خشبة المسرح من خلال المسرحية الشبابية حينها «حكيم عيون» عام 2001، الذي يُعدّ عام الحظ بالنسبة له، إذ إنه بدأ مرحلة جديدة من مشواره كان فـيها بطلاً لجميع الأعمال التي توالت بعد ذلك والتي حقّقت نجاحًا وصدى لدى الجمهور.
ومن أهم أعماله خلال فترة انطلاقته فـيلم «حرامية فـي تايلاند» (2003)، و«أبو علي» (2005).
رغم أنه برع للغاية فـي الأعمال الكوميدية والرومانسية، إلاّ لمع أيضًا فـي أدوار الأكشن، ومن بين هذه الأعمال «ولاد العم» (2009)، «خارج عن القانون» (2007).
فـيما حقق فـيلمه «الفـيل الأزرق 2» الذي أخرجه مراون حامد، وعرض عام 2019، إيرادات غير مسبوقة فـي تاريخ السينما المصرية، إذ تخطت الـ 100 مليون جنيه.
المخرج الصربي إمير كوستوريتسا رئيسًا للجنة التحكيم
إختار مهرجان القاهرة السينمائي الدولي المخرج الصربي إمير كوستوريتسا، رئيسًا للجنة تحكيم المسابقة الدولية فـي الدورة الـ 43.
ويُعدّ كوستوريتسا، أحد أبرز المخرجين العالميين، الذين حازت أعمالهم جوائز هامة من كبرى المهرجانات الدولية. أبرزها جائزة الأسد الفضي لأفضل فـيلم فـي مهرجان فـينيسيا السينمائي الدولي عن فـيلمه الروائي Do You Remember Dolly Bell، كما حصد فـيلمه السياسي When Father Was Away on Business عام 1985، الجائزة الأولى فـي مهرجان «كان» السينمائي، بالإضافة إلى جائزة فـيبريسي، وترشيحه لجائزة أوسكار كأفضل فـيلم بلغة أجنبية.
كما فاز عام 1989، بجائزة أفضل مخرج فـي مهرجان «كان» السينمائي عن فـيلمه Time of the Gypsies فـيما حصل فـيلمه Arizona Dream، الذي يُعدّ أول فـيلم له باللغة الإنكليزية، على جائزة «الدب الفضي» من مهرجان برلين السينمائي عام 1993، هذا إلى جانب حصول فـيلم Underground، الذي يستعرض تفاصيل الحياة المريرة للبلقان، على جائزة السعفة الذهبية الثانية فـي مهرجان «كان» السينمائي عام 1995.
لم تقتصر نجاحات المخرج الصربي على حصده للجوائز فقط، وإنما تم اختياره أيضًا عام 1993 كعضو لجنة تحكيم فـي مهرجان «كان» السينمائي، فـيما أصبح رئيسًا للجنة تحكيم نفس المهرجان عام 2005.
ملتقى مهرجان القاهرة السينمائي
كالعادة سيُقام على هامش المهرجان ملتقى مهرجان القاهرة السينمائي الذي يوفّر لمنتجي ومخرجي مشاريع الأفلام الحصول على فرصة إقامة اجتماعات مع محترفـي صناعة السينما من أجل تطوير مشاريعهم، ثم تقديمها أمام لجنة تحكيم وإمكانية الفوز بجوائز مادية تساهم فـي استكمال صناعة الفـيلم، وسوف يتمّ الإعلان قريباً عن قيمة جوائز نسخة هذا العام، مع قائمة الشركاء والرعاة.
وتشارك فـي مسابقة الأفلام الروائية فـي مرحلة التطوير سبعة مشاريع هي: السيدات الفاضلات (مصر) للمخرجة فريدة زهران، وأنا وسواقي (السعودية – المملكة المتحدة) للمخرجة عهد كامل، والحياة بعد سهام (مصر – فرنسا) للمخرج نمير عبد المسيح، ونور للمخرجة (مصر) سارة الشاذلي، وبلاد آرام (لبنان – أرمينيا) للمخرجة تمارا ستيبانيان، وغربان المدينة (مصر – السودان) للمخرج أدهم الشريف، وعائشة (تونس – فرنسا) للمخرج مهدي البرصاوي.
وفـي مسابقة المشاريع الوثائقية فـي مرحلة التطوير تشارك ثلاثة مشاريع هي: الطلقة ما بتقتل بقتل سكات الزول (تونس – فرنسا) للمخرجة هند المؤدب، وحلم أميركي (مصر) للمخرج أمير الشناوي وباي باي طبريا (الجزائر – فرنسا – بلجيكا – قطر) للمخرجة لينا سويلم.
وتنافس فـي مسابقة المشاريع الروائية فـي مرحلة ما بعد الإنتاج ثلاثة مشاريع هي: صيف فـي بجعد (المغرب) للمخرج عمر مولدويرة، وعَلَم (فلسطين – فرنسا) للمخرج فراس خوري، ونزوح (سوريا) للمخرجة سؤدد كعدان.
وفـي مسابقة المشاريع الوثائقية فـي مرحلة ما بعد الإنتاج يشارك مشروعان، هما محسن العراق (العراق – كوستاريكا) للمخرجة عشتار ياسين، وفوق التل (تونس) للمخرج بلحسن حندوس.