تضج بالحيوية والجمال
بورجو بيريجيك
إعمالها هذا العام تؤكّد تفوقها
ممثلة بارعة، نجحت على مدى أكثر من عقد من الزمن بإقناعنا بالشخصيات التي تجسّدها على الرغم من تنّوعها وتناقضها. فمن شخصية السكريتيرة والجارية وعاملة النظافة وصولاً الى المرأة الشرسة الطباع الشقية والمشاغبة وتلك ذات القدرات الجاسوسية. . . كلّها أدوار أقنعتنا بها بورجو بيريجيك حتى باتت اليوم فـي مصافـي نجمات الصف الأول فـي تركيا وقد تصدّرت غلاف مجلات «فوغ» الأميركية، و«ستايل» الأسترالية، و«إيليل» التركية، و«ماري كلير» الفرنسية.
لا يجادل إثنان فـي موهبة بورجو بيريجيك ولا حتى بجمالها وجاذبية ملامحها، علماً أنها فازت بلقب «ملكة جمال البحر الأبيض المتوسط» فـي إنطاليا عام ٦٠٠٢، وكانت فـي السابعة عشرة من عمرها، وهي القائلة بأن جمال الممثل والدور الذي يعهد اليه ليس هما الأساس، بل النجاح فـي تأدية دوره على أفضل وجه، ومدى تأثيره على الجمهور، وذلك بحسن أدائه وبالإنطباع والرسالة التي ينجح فـي إيصالها.
«فتاة النافذة» تثير الجدل
تصدّرت بورجو بيريجيك فـي الآونة الأخيرة الأخبار والجدال بين محبي المسلسلات التركية، فهي تؤدّي شخصية «نالان يلماز»، فـي مسلسل «فتاة النافذة» الذي بدأ عرضه منذ بداية شهر أبريل. ويروي المسلسل الذي يحوز نسب متابعة عالية، قصة شابة جميلة إسمها نالان تبناها رجل وإمراة مسنان وأخفـيا عنها الحقيقة. ولم تتمكّن نالان من أن تعيش أي قصة حب مع أحد الى أن يتقدّم نجل مالك الشركة التي تعمل فـيها للزواج منها بإصرار من والده، فـيوافق الشاب مرغماً لأنه يعيش قصة حُب مع إمرأة متزوجة تكبره بسنوات عدّة ولديها أطفال.
وقد أثار المسلسل جدلاً واسعاً بعد الحلقة التي عُرض فـيها مشهد لفحص العذرية للممثلة بورجو بيريجيك. وتم الحديث عن هذا المشهد على مواقع التواصل الاجتماعي وتفاعل الجمهور والمتابعون معه وكانت الإنتقادات تعتبر أن فحص العذرية هو إهانة للمرأة ولكرامتها واعترضوا على تصوير المشهد وإنتقدوا بورجو على قبولها تصويره مقارنين بينها وبين هازال كايا التي رفضت تصوير هكذا مشهد فـي مسلسل أسميتها فريحة.
على نتفليكس
كذلك تتصدر أخبار بورجو بيريجيك المواقع، فالجميع ينتظر بشغف انطلاق مسلسلها الجديد «فاطمة» المتوقّع بدء عرضه فـي ٧٢ إبريل ١٢٠٢، على شبكة نتفليكس. تقوم فـيه بورجو بدور البطولة، حيث أنها تجسّد شخصية «فاطمة»، عاملة نظافة عادية يصعب أن تقع عليها أية شبهة، تصبح بصورة غير متوقعة قاتلة متسلسلة، لأسباب شخصية ونفسية ستظهر تباعاً؛ وسيكون المسلسل مختلفاً عن المسلسلات الدرامية التركية المعهودة، بموضوعه وبنسبة العنف والغموض الذي يحتويه.
ضيفة فـي «الغرفة الحمراء»
عام 2021 حافل حتى الآن بالنسبة لهذه الممثلة البارعة التي شاركت كذلك كضيفة فـي مسلسل الغرفة الحمراء، ولعبت دور بونجوك بحرفـية وبراعة قل مثيلها ونالت عليه الكثير من ردود الفعل الإيجابية على وسائل التواصل الاجتماعي. والمسلسل عبارة عن قصص متنوعة مأخوذة من كتاب للطبيبة النفسية التركية غولسيران بودايجي أوغلو وهي الكاتبة نفسها لمسلسل «فتاة النافذة».
وعن سبب إقبال الناس على الدراما النفسية قالت بورجو: «جائحة كورونا التي جعلتنا نشعر بفراغ لم نعتد عليه من قبل فـي حياتنا، وبدأنا نعود لأنفسنا ونستجوبها».
2016 سطوع نجمها
شهد شهر فبراير من عام ٦١٠٢ إنطلاقتها الأولى بدور البطولة المطلقة، فـي مسلسل ناجح بعنوان أغنية الحياة، وقد حازت عنه جائزة «ممثلة العام»، وهو مؤلف من جزئين لموسمي ٦١٠٢- ٧١٠٢، قامت فـيه بدور هوليا وهي فتاة فقيرة تبدو قوية وشقية وشرسة الطباع، كرد فعل على ما عانته فـي طفولتها من تعنيف وسوء معاملة على يد والدها، خلافًا لشقيقتها الكبرى التي كانت رقيقة الطباع.
وفـي عام 2018 أدت دور «بهار يوكسيل» فـي مسلسل اليوم الثامن، إلاّ أنه ورغم حبكته الجميلة وأبطاله الشهيرين، لم يعتبر من المسلسلات الناجحة؛ تلاه مسلسل كوزغون- الغراب، بدور ديلا بيلجين عام ٩١٠٢، الى جانب النجم باريش أردوتش.
صحيح أن سطوع نجم هذه الممثلة كان فـي العام 2016، غير أن بداية مسيرتها الفنية تعود إلى العام 2006 حين لم تعهد اليها، حينها سوى أدوار ثانوية فـي بداياتها أي أن طريق النجومية استغرق منها 10 سنوات من العمل. وقد كان ظهورها الأول فـي مسلسل أوميت ميلي، حول مغامرات سنوات المراهقة؛ وعامي ٦٠٠٢ ٢٠٠٧، بدور سكرتيرة، فـي مسلسل بعنوان ماشولار – مفتولي العضلات؛ كما شاركت فـي مسلسل حريم السلطان عام ١١٠٢، المسلسل الذي لاقى رواجًا كبيرًا فـي العالم العربي، قامت فـيه بدور جارية السلطانة هوري، وذلك بعد خمس سنوات من الغياب عن الشاشة الصغيرة؛ وأسطورة كمال عام ٢١٠٢، بدور ميريتش، حول مرحلة نشوء الجمهورية؛ الأخوة الأعداء، بدور داريا فـي العام نفسه؛ وأحبني كما أنا، بدور سيدا الأتاس فـي موسم ٣١٠٢-٤١٠٢؛ وأولان إسطنبول بدور كويبرا، حول مجموعة من اللصوص يعملون كعائلة ويعمدون الى السرقة لمساعدة الغير فـي إسطنبول؛ ومسألة شرف، بدور كبرا لموسم ٤١٠٢-٥١٠٢، الى جانب الممثل كرم بورشين.
على المسرح وفـي الأفلام
صحيح أنها اشتهرت بالمسلسلات غير أن حبها للتمثيل دفعها أحيانًا إلى المشاركة فـي مسرحيات ناجحة على خشبات المسرح فـي بلادها، ولا سيما خلال فترة التدريب، بموازاة الدراسة الجامعية.
أما على صعيد الأفلام فقد كان لها مشاركات عديدة وهي حائزة جائزة أفضل ممثلة فـي مهرجان «مانهايم» السينمائي التركي.
بدأت مسيرتها السينمائية عام 2006 حين شاركت فـي فـيلم قصير بعنوان توبراجين غونلوغو، جسّدت فـيه شخصية توبراك؛ وبعد عام، شاركت فـي فـيلم ذي كلاس أو بانو، وهو يروي قصة مجموعة من الطلاب اليافعين، الذين يسعون جهدهم لعدم إغلاق مدرستهم.
فـيلمها الطويل الأول كان عام ٣١٠٢، كوميديا رومانسية مسرحية بعنوان كيدي أوزليدي بدور ليلى، ويروي الفـيلم قصة علاقة تتلاشى بين زوجين، فـيأتي تبنيهما لقط صغير، ليعيد بعض التفاهم الى علاقتهما.
كما شاركت فـي فـيلم إيناندج أودازي – غرفة الأيمان، بدور قربان عام ٣١٠٢؛ وفـيلم بانا ماسال أنلطما- لا تحكي لي روايات، بدور إيزجي عام ٥١٠٢، حول سائق باص صغير، يرتبط بعلاقة صداقة متينة مع أميرة.
وقامت عام ٦١٠٢ بدور أصلي، فـي الفـيلم الشعبي تشوك أوزك فظلا ياكين -بعيد وقريب جدًا. وفـي عام ٨١٠٢، لعبت دور دينيز فـي فـيلم هر شاي سينينلي غوزال – كل شيء معك جميل.
فـي يناير ٩١٠٢، صدر لها فـيلم عملية شيشرو، الذي جسّدت فـيه شخصية كورنيليا كاب، السكريتيرة فـي السفارة الألمانية فـي تركيا. تدور أحداث الفـيلم خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يقوم أحد العاملين لدى السفـير البريطاني فـي تركيا يدعى إلياس بازنا أعطي إسم شيشرو، يجسده النجم إردال بيسشكتش أوغلو، بأعمال تجسسية لمصلحة ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، فـيتواجه مع مجموعة معلومات وأحداث لم يكن يتوقعها، تدفعه إلى التردّد فـي إكمال مهمته التجسّسية، وفقًا لما هو مطلوب منه، علمًا بأن الفـيلم يستند فـي جوهره الى أحداث تاريخية حقيقية.
أما آخر أدوارها فكان فـي فـيلم إنسانلار إيكيا آريلير عام ٠٢٠٢، تقوم فـيه بدور دويغو، أحد الأشخاص المكلفـين بأجراء ضغوط نفسية على المدينين، لاسترجاع الديون غير المسدّدة من قبلهم الى المصارف.
من أنطاليا الى اسطنبول
تتسم بورجو بالحيوية والنضارة والجمال، هي من مواليد ٤ مايو ٩٨٩١ فـي مدينة إلمالي فـي أنطاليا، الواقعة على البحر الأبيض المتوسط. وتنحدر من مجموعة عرقية تركية تدعى يوروك، منحدرة بدورها من الأوغوز، أو ما يعرف بالتركمان.
كانت تتابع المسلسلات وأداء الممثلين بإهتمام منذ صغرها، وفازت أيام الدراسة بجائزة على حسن أدائها فـي مهرجان شاركت فـيه، وهو ما شجعها على أن تتجه نحو التمثيل.
حصلت عام ٧٠٠٢ على درجة البكالوريوس فـي علم الآثار من جامعة إيجه الحكومية، فـي مدينة بورنوفا التابعة لمقاطعة إزمير، وتلقت بموازاة ذلك، تدريبات فـي التمثيل فـي مسرح بلدية المدينة، وشاركت، كمبتدئة، فـي مسرحيات عديدة.
هكذا، وبعد الانتهاء من الثانوية ومن الجامعة، ومن تدريباتها على التمثيل على سبيل الهواية، إختارت أن تأتي الى إسطنبول، لتجرب حظها فـي التمثيل الإحترافـي، كما قالت.
وإسم بورجو إسم تركي معناه عبير أو أريج العطور. اما شهرتها بيريجيك، فتعني الوحيدة، أو الفريدة.
إنفصل والدها عن والدتها عندما كانت صغيرة، ولم تعد على إرتباط به، وقد أحاطتها جدتها برعايتها، وإضطرت والدتها للعمل، ونشأت بالتالي تحت كنفهما، الى جانب شقيقها الذي يصغرها سنًا. كما كانت تعمل خلال فصل الصيف، فـي أحد مقاهي إنطاليا، لكسب بعض المال.
أمضت إجازة سياحية فـي سريلانكا عام ٦١٠٢، مع المصور التركي إمري يتكين، الذي كانت قد تعرفت عليه عام ٥١٠٢ وعرض عليها الزواج حينها. عقدا قرانهما فـي ٠٣ يوليو ٦١٠٢، وإحتفلا به وفقًا للتقاليد التركية، ، وعادا الى سريلانكا لتمضية شهر العسل. وتقول عن زوجها إنه ذكي، لطيف، ومرح.
تعشق السفر. . ولا تميل للقراءة
الى جانب التمثيل، تهوى بورجو ممارسة التمارين الرياضية فـي النادي، مع مدربها الخاص عثمان كيسكين؛ وكذلك ممارسة اليوغا وركوب الدراجات، إلا أن الأمور أصبحت إشكالية منذ إنتشار جائحة كورونا، ونصحت جمهورها ربيع عام ٠٢٠٢، بعدم الخروج كثيرًا من المنزل إلا للأمور الضرورية.
يهمها حماية البيئة والطبيعة والحيوانات، ويستهويها التخييم فـي الطبيعة.
بشكل عام تحب السفر، والتعرف على بلدان جديدة، كما يحلو الأمر لزوجها، من سري لانكا الى النمسا وأندونيسيا وفـييتنام ودول عديدة اخرى، وهي تنفق على سفرها أكثر مما تنفق على ملابسها.
لا تميل كثيرًا للقراءة، وتتفاعل مع الأمور وفقًا لشعورها وخبرتها العملية.
بالرغم من شهيتها لتناول المأكولات، فهي تضبط ميلها لأي إفراط، وتلتزم بموجبات النظام الغذائي المناسب، وتقوم بنفسها بتحضير وجباتها المفضلة، ولا سيما طبق السبانخ المليء بالڤيتامينات.
ومن باب الخدمة المجتمعية، تشارك فـي بعض الجمعيات.
تحب متابعة المسلسلات والأفلام بهدوء فـي منزلها، عوض الذهاب الى النوادي الليلية، ويستهويها الذهاب الى المتاحف، ومن ممثليها المفضلين الأميركية ميريل ستريب.