بيرين سات
إنتقائية فـي أعمالها وبارعة فـي أدوارها
كان حلم بيرين سات منذ الصغر، أن تشاهد نفسها يومًا على الشاشة الكبيرة. وكانت معجبة مذ ذاك بالمقدم التلفزيوني والممثل سلجوك يونتم، التي سمحت لها الظروف فـي أن تضطلع بدور الى جانبه فـي مسلسل «العشق الممنوع».
آخر عمل لها كان مسلسل «ذي غيفت» أو «عطية»، الذي تمّ عرضه على منصّة نتفليكس بثلاثة أجزاء، وهو المسلسل الذي أعادها إلى الشاشة بعد غياب، إذ كانت قد صرّحت أنها ليست «دمية باربي»، بل ممثلة محترفة يفترض بالمسلسلات وبالأدوار التي تعهد إليها وتضطلع بها، أن تعبّر عن قصة متماسكة، تتضمّن فـي جوهرها رسالة ما، وأنها لن تعود إلى التمثيل فـي مسلسلات حب تتصف بالسطحية وبمجرد دغدغة المشاعر لا تقتنع بمضمونها، هذا الموقف الإنتقادي، وبالرغم من جدية ومشروعية مضمونه، لم يلق إستحسانًا لدى شريحة من متابعي ومحبّي المسلسلات بكافة أنواعها، وتم التساؤل عمّا يمكن أن تكون عليه رسالتها فـي مسلسلها الجديد، لتطل بشخصية عطية التي أجادت تجسيدها بشكل لافت وأداء متقن.
تابعت بيرين سات دروسها الثانوية فـي معهد «تي. إي. دي كوليدج فاونديشن»، وهو من معاهد أنقرة الخاصة المرموقة، ثم إلتحقت لفترة من الزمن بكلية الإقتصاد والعلوم الإدارية فـي جامعة «باسكنت»، ثم ما لبثت أن إمتهنت التمثيل التلفزيوتي والسينمائي والأداء الصوتي، وأصبحت من أكثر نجوم الفن السادس شهرة ونجاح».
بدأت مسيرتها فـي مجال الإعلانات التلفزيونية الترويجية لبعض العلامات التجاربة. وشاركت فـي مسابقة تمثيل خلال فترة دراستها الجامعية، بناء لنصيحة من صديقها الراحل إيفـي غوراي، ففازت فـيها بمرتبة طليعية، ولفتت نظر المنتجة والمخرجة تومريس غيريتلي أوغلو، التي ساعدتها على التدرّج فـي عالم التمثيل، فأثبتت حضورها ولمع إسمها لتحصل خلال مسيرتها على جوائز عديدة وعلى تقدير النقّاد والصحافة والمؤسسات والجامعات، وبالتالي حب الجمهور. وإستحقت ألقابًا عديدة منها «أفضل ممثلة» عن دورها فـي مسلسل «العشق الممنوع»، و«أكثر ممثلة ناجحة»، وجوائز «غولدن توليب فاين آرتس» وجائزتي «الفراشة الذهبية»، عامي ٩٠٠٢ و٠١٠٢
وعن دورها فـي المسلسل الشهير «ما ذنب فاطمة غول» نالت العديد من الجوائز ونقلها إلى العالمية إذ تمّ عرضه فـي أكثر من مئة دولة حول العالم.
إختيرت للقيام بإعلانات ترويجية لعدد من العلامات، ومنها منتجات «ريكسونا»، مع الإشارة على سبيل المثال، الى أن مبيعات رقائق البطاطس ماركة «باتوس» إرتفعت بنسبة ٤٥ فـي المئة بعد أن قادت حملة ترويجية لهذا المنتج.
يضاف الى ذلك، بأنها خُصصت بتمثال من الشمع، فـي فرع «متحف توسو» الفرنسي الشهير فـي إسطنبول.
الذي كان قد إفتتح فرعه فـي إسطنبول بتاريخ ٨٢ نوفمبر ٦١٠٢؛ وهو يضم عشرات التماثيل لشخصيات تركية وأجنبية مختلفة، منها الشخصيات التركية التالية: مصطفى كمال أتاتورك وسليمان العظيم مؤسس السلطنة العثمانية ولاعب كرة القدم أردا توران وكيفانش تتليتوغ، ومن الشخصيات الأجنبية أنجلينا جولي وريهانا وليونيل ميسي ومارلين مونرو والملاكم العالمي محمد علي. . .
أدوار لافتة فـي مسلسلات ناجحة
ظهرت عام ٤٠٠٢ فـي أول مسلسل تلفزيوني شهير، بعنوان نعم هناك موت فـي حبنا، بدور نرمين؛ ثم قامت بدور أساسي فـي مسلسل الحب فـي المنفى، ما بين عامي ٥٠٠٢ و ٦٠٠٢، تمّت دبلجته الى اللغة العربية بعنوان حكاية سمر.
ما بين ٦٠٠٢-٨٠٠٢، كان لها مسلسل بعنوان تذكر يا عزيزي، حول الأحداث السياسية التي دارت فـي تركيا ما بين ٠٥٩١ و ٠٧٩١؛ و فـي مسلسل الجانب الأوروبي عام ٧٠٠٢.
تلاه مسلسل العشق الممنوع، من ٨٠٠٢ الى ٠١٠٢، وقد حظي بنجاح واسع، لا سيما فـي العالم العربي. كما تمّ توزيع النسخ المدبلجة منه فـي الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، وحاز جوائز عدة. وقد قالت بهذه المناسبة أنها إكتشفت «المرأة» التي تكمن فـي داخلها من خلال دورها فـي المسلسل.
وقد يكون أبرز المسلسلات التي شاركت فـيها، فـي موسم ٠١٠٢-٢١٠٢، مسلسل ما ذنب فاطمة غول، بدور قروية طيبة وجميلة تحلم بالزواج، تقع ضحية جريمة إغتصاب. وقد شاركها فـي التمثيل أنجين أكيورك، وبالرغم من الإعتراض الذي أحدثه تصوير مشهد الإغتصاب لدى فئة من المشاهدين، فقد وزّع المسلسل فـي أكثر من مئة دولة، ولا سيما فـي دول عربية وأوروبية وأميركية وآسيوية عديدة، وزاد من شهرتها عالميًا فـي مختلف القارات، إذ إعتبر مساهمة هامة فـي الدفاع عن حقوق المرأة وكرامتها.
عام ٣١٠٢، كانت بطلة مسلسل إنتقام، وهو مقتبس من مسلسل «ريفنج» الأميركي، قامت فـيه بدور المنتقمة، وتدرّبت على فن قتال الكاراتيه طيلة ستة أشهر لهذا الغرض.
أما عام ٥١٠٢، فشاركت فـي مسلسل القرن العظيم: كوسم، قامت فـيه بدور السلطانة كوسم، والدة أكثر من سلطان عثماني واحد، وذلك فـي الموسم الأول من المسلسل.
وإبتداء من ديسمبر ٩١٠٢ ولغاية يونيو ١٢٠٢، لمعت فـي مسلسل ذي غيفت، المعروف كذلك بعنوان «عطية»، إسم البطلة فـيه، وعُرض على منصة نتفليكس. جسّدت فـيه شخصية فنانة تركية من إسطنبول تدعى عطية، ترافق عالم آثار تعرّفت اليه، فـي رحلة تجمع فـي مشاهدها وأحداثها، بين عالمي المادة والروح، ومسائل تتعلق بماضيها السحيق. وتتمحور الأحداث حول هيكل «غوبكلي تيبي»، أقدم هيكل فـي العالم، إعتبرته منظمة الأونسكو بمثابة تراث تاريخي عالمي.
يذكر بأن قصة وشخصيات المسلسل منقولة عن قصة بعنوان «توبراك» للروائية التركية بوكيت اوزونير، من دون إذنها على ما أفادت، ما دفعها إلى تقديم مراجعة قضائية ضد نتفليكس ومنتج المسلسل.
وفـي السينما أدوار صعبة
بدأت مسيرتها فـي عالم التمثيل السينمائي عام 2009، بمشاركتها فـي فـيلم آلام من الخريف، بدور صعب، إذ جسّدت شخصية بنت هوى يونانية تدعى «إيلينا»، يقع فـي حبها سياسي قومي تركي مناهض للأجانب، يجسّد دوره مراد يلدريم، تلاه فـي العام نفسه فـيلم أجنحة الليل، وفـي عام ٣١٠٢، أبدعت فـي فـيلم دنياي وهو مستوحى من الفـيلم الهندي «بلاك»، الصادر عن «بوليوود» عام ٢٠٠٥ بدور الفتاة المكفوفة «إيلا». وشاركت فـي دوبلاج العديد من الأفلام.
حياتها الخاصة
تعرّفت عام ٢١٠٢ على مغني البوب كنان دوغولو وعقدت خطبتها عليه بتاريخ ٣٢ فبراير ٤١٠٢ فـي مدينة إسطنبول. إحتفلا بعدها بزواجهما فـي إطار خاص على شاطئ ماليبو فـي لوس أنجلس فـي ٩٢ يوليو ٤١٠٢.
سرت شائعات عام ٩١٠٢ بأنهما إنفصلا. إلاّ إنهما عادا وقررا إعطاء فرصة جديدة لعلاقتهما، فأمضيا إجازة فـي لندن بمناسبة عيد ميلادها فـي فبراير ٠٢٠٢، ثم فترة من الزمن فـي لوس أنجلس حيث كانا قد تزوجا قبل ستة أعوام، ويمتلكان فـيها شقة للسكن، وإحتفلا بالذكرى السادسة لزواجهما فـي ٩٢ يوليو ٠٢٠٢، بتبادل عبارات الحب. هذا وقد لخّصت الموقف بالقول: «لم يكن بوسعنا فعلاً أن ننفصل، طالما أننا ما زلنا نشعر بالحب تجاه بعضنا البعض».
أعمالها الخيرية وهواياتها
منذ بداية مسيرتها الفنية تشارك فـي العديد من الأعمال والمشاريع الخيرية. ووهبت، على سبيل المثال، مبالغ كبيرة من أصل أرباح جنتها، لمؤسسة تعنى بإيواء النساء بدون منزل ثابت، ومبالغ أخرى لجمعيات تعنى بتعليم وتربية الفتيات اليتيمات، وللاطفال المصابين بأمراض مستعصية. . .
من بين هواياتها السفر والتصوير وإقتناء السيارات الرياضية الجميلة، لا سيما من ماركة «أستون مارتن»، وإحدى وجهات سفرها المفضلة لندن. كما أنها تحب الغناء، خاصة وأنها تتمتّع بصوت جميل.
وهي تعنى فـي منزلها بحيوانين أليفـين، إذ لديها كلب أسمته «غولدن بوس»، وآخر، هو المفضل لديها، أسمته «شمشك»، وتقول عنه أنه ساعدها على أكثر من صعيد، أكثر مما ساعدته. وقد عبّرت صراحة عن إفتقادها له، خلال فترة إرتباطها فـي «مردين»، بعيدًا عن المنزل، لتصوير آخر مسلسلاتها. لا بل أنها تذهب الى حد القول عن كلبيها، بأنهما بمثابة أولادها، لشدّة تعلقها بهما.