بديع أبو شقرا فنان يجسّد معاناة اللبنانيين على الشاشات وفـي الساحات
ممثل من الصف الأول سحر قلوب الكثيرين كما دفع الكثيرين لإعادة التفكير بالكثير من المسلّمات والعادات والقوانين الظالمة من خلال أدواره التي وإن كانت ذات طابع رومانسي بمجملها غير أنها تحمل فـي طياتها الكثير من المشاكل الاجتماعية التي يصرّ على الإضاءة عليها ومعالجتها، ليس درامياً فقط وإنما على أرض الواقع كذلك، إذ وعلى الرغم من كثرة الأعمال التي كان منغمساً بها مع بداية الثورة الشعبية فـي لبنان حرص دوماً على إيجاد الوقت للنزول الى الساحات حيث كان له دور فاعل وبارز.
بديع أبو شقرا ممثل مسرحي وتلفزيوني وسينمائي لبناني واسع الشهرة، يتميّز بثقافته ورومانسيته ونضاله فـي سبيل القضايا الإنسانية التي يؤمن بها. كما أنه كاتب وشاعر ملتزم.
هو من مواليد بيروت عام ٨٧٩١، لوالدين من بلدة عماطور العريقة فـي قضاء الشوف.
له شقيقتان «بيان» و«حنين»؛ علماً بأن «حنين» مطربة محترفة لاقت أغنيتها الأولى نجاحاً كبيراً، كونها شرقية الطابع على أيقاع موسيقى كوبية، قامت شركة «وورنر» بتوزيعها عالميا».
خلال إقامته فـي كندا إلتقى بديع أبو شقرا بسيدة كندية من أصل لبناني تدعى رنا أبو شقرا، وتزوجها فـي العام ٤١٠٢. لديه منها ثلاثة أولاد، فتاة إسمها ميان، وولدان إسمهما «جود» و«نيل»؛ علمًا بأنه يفضّل عدم الحديث كثيراً فـي وسائل الإعلام عن حياته العائلية التي يعتبرها من الشؤون الخاصة، إضافة الى أنه حريص على المحافظة على فسحة من الحرية فـي حياته بشكل عام.
مسيرته الفنية
بعد الإنتهاء من دراساته الثانوية عام ٤٩٩١، تابع بديع أبو شقرا دراسات جامعية فـي الهندسة المعمارية. إلاّ أنه لم يكمل هذا المسار، وفضّل الإنتقال فـي العام التالي الى صفوف المعهد العالي للفنون الجميلة التابع للجامعة اللبنانية، حيث حصل على إجازة فـي فن التمثيل عام ٨٩٩١.
شارك بعدها فـي ورش عمل حول تقنيات التمثيل فـي لبنان وفرنسا وتونس والأردن. سافر الى الولايات المتحدة عام ١٠٠٢ بعد حصوله على منحة لمتابعة تخصّصه. إلّا أن هذه المنحة ألغيت بعد أحداث ١١ سبتمبر، أي بعد أسبوع من وصوله الى نيويورك. إضطر حينها لأن يتسجل فـي معهد ليلي وأن يعمل كبائع فـي السوبرماركت وفـي صالات المسارح فـي مدينة بوسطن لتأمين مستوجبات العيش ونفقات الدراسة.
سافر بعد ذلك الى كندا، تلبية لدعوة أحد أصدقائه الفنانين«مجدي أبو مطر»، وإنتسب الى فرقته على مسرح «م. تي سبيس» فـي تورونتو. وكان قد إتخذ قراراً نهائياً بإختيار مهنة التمثيل التي إستهوته، بعد أن شاهد مسرحية «جعدنات». نال فـي الفترة نفسها ماجستير فـي إدارة الأعمال من إحدى جامعات كيبيك، كما حصل على الجنسية الكندية.
مجموع سنوات إقامته فـي الإغتراب ثلاث عشرة سنة، سنتان فـي الولايات المتحدة، وإحدى عشرة سنة فـي كنداولو بشكل متقطع، أي بين كندا ولبنان.
شارك فـي عدة مسلسلات طويلة فـي لبنان، منها: «طالبين القرب» عام ٧٩٩١ مع المخرج مروان نجار، و«لمحة حب» عام ٢٠٠٢، «زمن الأوغاد» عام ٣٠٠٢، «إبني» عام ٨٠٠٢، «جود»، «شيء من القوة» و«رياح الثورة» عام ٩٠٠٢، «جنى العمر» عام ١١٠٢، «الغالبون»، و«لولا الحب» عام ٢١٠٢، و«شوارع الذل» و«قيامة البنادق»، و«الرؤية الثالثة» عام ٣١٠٢، «مش أنا» عام ٦١٠٢ من تأليف الممثلة كارين رزق الله و«لآخر نفس» عام ٧١٠٢، و«مشيت» عام ٨١٠٢، و«إنتِ مين»، و«بيروت واو»، و«بردانة انا»، و«بالقلب» عام ٩١٠٢، و«العميد» الذي يرتقبه الكثيرون وسيعرض فـي أوائل العام ٢٠٢٠ الى جانب تيم حسن وكاريس بشار وغيرهم.
شارك كذلك فـي مسرحيات عديدة، وهو النوع التمثيلي المفضل بالنسبة لديه، ومنها «كبسة زر» عام ٠٠٠٢، و«فـينوس» مع الممثلة ريتا حايك، وهي مسرحية معقدة تتحدث عن كيفـية تحويل بعض المجتمعات الحب الى سلعة تباع وتشترى، و«بنت الجبل» عام ٥١٠٢، و«إبن بطوطة»، و«كلكن سوا» عام ٧١٠٢، وقراءة فـي إطار مسرحي لمختارات من إصدارات الكاتب الفرانكوفوني اللبناني ألكسندر نجار، و«كاس ومتراس» على مسرح «تياترو فردان» عام ٨١٠٢، و«فرضًا إنو».
ويذكر من المسرحيات، تلك التي شارك فـيها خلال إقامته فـي الخارج، ومنها «مواسم الهجرة الى الغرب»، و«يس أور نو»، و«إكزيت ستراتيجي»، و«بودي ثيرتين» ومشاركات أخرى على الـ«تشانيلز زيرو آور».
فـي مجال التمثيل السينمائي، لعب الدور الرئيس فـي فـيلم «أحبيني» عام ٣٠٠٢، و«أرض ألطف» عام ٧٠٠٢، و«رصاصة طايشة» عام ٩٠٠٢ من إخراج نادين لبكي، و«تاكسي البلد» عام ١١٠٢، ومشاركات فـي «تورونتو فـيلم فـيستيفال» فـي كندا عام ٢١٠٢، و«ترويقة فـي بيروت»، و«يللا عا قبالكن»عام ٥١٠٢، و«يللا عاقبالكم شباب» عام ٦١٠٢ مع الممثلة نبال عرقجي، و«مطلوب»، والفـيلم الدرامي والرومانسي «بالصدفة» عام ٩١٠٢ مع المغنية كارول سماحة. سبق وأن شارك عام ٠١٠٢ فـي فـيلم «كارلوس الإرهابي» للمخرج الفرنسي «أوليفـيي أساياس» الذي صور فـي لبنان وفرنسا وألمانيا والمجر. . . وقد إضطلع ابو شقرا فـي هذا الفـيلم بدوروزير النفط السعودي الراحل الشيخ «أحمد زكي يماني»، عندما هاجمت مجموعة كارلوس مقر «الأوبك» فـي ڤيينا عام ٥٧٩١. كما إضطلع بدور محدود فـي فـيلم «ورقة بيضا-ناتس» عام ٧١٠٢، وهو فـيلم إشكالي بعض الشيء من إنتاج اللبناني طارق سكياس وإخراج الفرنسي هنري بارجيس.
إنتاجه الأدبي والشعري
صدر لبديع أبو شقرا ديوان شعربعنوان «الرجل الذي رقص» عام ١٠٠٢، ورواية بعنوان «إعتزلت الحياة فـي الرابعة» عام ٥٠٠٢، و«اليوم السابع» و«نفس» عام ٤١٠٢.
الفنان الثائر
يعتبر بديع أبو شقرا من النجوم الأوائل الذين ساندوا الثورة اللبنانية التي بدأت فـي 17 أكتوبر وهو مشارك دائم فـي التحرّكات التي تقام فـي الساحات العامة خاصة التحركات الفنية. و ينشر دوماً التغريدات الداعمة للثورة والثوار، ومن أبرز تغريداته: «ثورة فرح، وهذا ما يُغيظُهم. لقد قمعتُم البسمة على وجوهِ الفقَراء، قمعتم لمسةَ الوجهِ على ايدي الأُمّهات، طريقُ المطار تشهد امامكُم على كميّةِ ألَمِ الفُراق».
ومن الجدير ذكره أن أبو شقرا اقتحم مع مجموعة من زملائه الممثلين مبنى التلفزيون الرسمي اللبناني الذي كان غائباً عن تغطية الأحداث لإجبارهم على نقل صوت الشارع.
كما شارك أبو شقرا بالعرض المدني الذي نظّمه الثوار بمناسبة عيد الاستقلال كما ساهم بحفل إضاءة شجرة الميلاد الذي نظمه الثوار فـي ساحة الشهداء وسط العاصمة اللبنانية بيروت.
الجوائز التي حصل عليها
حاز بديع أبو شقرا جائزة على فـيلمه «ستراي بولين». كما فاز بجائزة أفصل ممثل خلال حفل لـ«موركس دور» عام ٢٠٠٢، ومهرجان بياف عام ٨١٠٢.
شارك فـي الجزء الرابع من برنامج «دانسينغ ويز ذيستارز» عام ٧١٠٢ مع التونسية ريم السعيدي، حيث حل فـي المرتبة الاولى.
ومع ذلك، يعتبر أبو شقرا أن النجاح الحقيقي هو «الشعور الداخلي بالإنجاز وبالرضى»، بقطع النطر عن الشهرة أو عما قد يحصده أو لا يحصده من جوائز. يضيف أن الهام للفنان، الثبات على كيانه وأفكاره، وهذا، فـي ما خصه، له علاقة بقناعاته الفلسفـية والإنسانية والعقائدية، علمًا بأن توجهاته تعتبر ليبرالية وعلمانية بشكل عام. وهو يدافع عنها بأشكال عديدة، بما فـي ذلك فـي مداخلاته فـي وسائل الإعلام، وفـي إعلانات دعم أو ترويج لحملات ذات طابع إنساني أو إجتماعي.