ما بين الطب والمسرح والسينما، من هو أيمن مطهّر؟
أيمن مطهّر هو طبيب أسنان وممثل ومخرج مسرحي وأحد مقدّمي برنامج “شباب هب” الذي يُعرض على قناة أم بي سي. وُلد أيمن في 4 يناير 1992 في منطقة جازان في المملكة العربية السعودية، ودخل عالم التمثيل في عام 2010، من خلال انضمامه لنادي المسرح في جامعة جازان. وعلى الرغم من دراسته طبّ الأسنان إلا أن شغف أيمن بالمسرح لم يخمد، إذ كان يخصّص إجازاته لحضور دورات في التمثيل، حيث تابع دورات في مسرح National Youth Theater بين عام 2013 -2016 في لندن، المملكة المتحدة، وفي مسرح The Acting Central في عام 2017-2018 في لوس أنجليس، الولايات المتحدة.
فاز أيمن بأول جائزة له كممثل رئيسي عن دور “الشيطان” في مسرحية Talisman، خلال مهرجان فاس الدولي للمسرح الاحترافي في عام 2014، كما فاز بجائزة الممثل الرئيس للدور عينه في مهرجان مسرح الجامعات الخليجية في عام 2015.
وبعد تعمّقه في المسرح، قام أيمن بإخراج أول مسرحية له في عام 2016، وهي مسرحية “Prisoners of Truth”، التي نالت الكثير من الثناء في مهرجان مسرح الجامعات الخليجية، كما فازت بثلاث جوائز في ذلك العام، جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل رئيسي وأفضل مسرحية أصلية.
من المسرح الى التلفزيون والسينما
شارك مطهّر في بطولة مسلسله الأول “رشاش” في عام 2021، والذي يعتبر من أكبر المسلسلات السعودية إنتاجاً من حيث مسلسلات الجرائم الحقيقية، وهو من تأليف توني جوردن وإخراج المخرج البريطاني كولن تيج.
يُجسّد المسلسل قصة حقيقية عن رجل المخدرات السعودي الشهير “رشاش الشيباني” الذي تم القبض عليه من قبل الشرطة في الثمانينيات. وتم إصدار المسلسل المكون من ثمانية أجزاء في الأول من يوليو 2021 على خدمة شاهد VIP للبث المباشر.
عرض أول فيلم طويل لأيمن، فيلم “كيان”، لأول مرة في مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2021، وفي عام 2022 ، تم عرض الفيلم في مهرجان الفيلم السعودي، حيث رُشح مطهر لجائزة أفضل ممثل.
من الجدير ذكره أن في رصيد أيمن العديد من الأفلام القصيرة كذلك بما في ذلك طوق نجاة وGoin South، وهو الآن يعمل على إنتاجات جديدة في نجلات متعددة سيتم عرضها خلال الأشهر المقبلة.
مقابلة حصرية
النجم السعودي أيمن مطهّر
“أصداء فيلم كيان كانت رهيبة وفاقت توقعاتي”
شغف كبير بالتمثيل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي نقله إلينا أيمن مطهّر خلال مقابلتنا معه حيث أخبرنا بحماس عن رحلته من عالم الطبّ الى عالم التمثيل وشاركنا طموحاته وآماله العالية بمستقبل السعودية بشكل عام والفنّ فيها بشكل خاص.
هل تخبرنا قليلاً عن مسيرتك ،أي كيف ولماذا انتقلت من طب الأسنان الى تقديم البرامج فالتمثيل المسرحي وصولاً الى التمثيل السينمائي؟
بدأت في الطب في جامعة جازان كطبيب أسنان في عام 2010، وأثناء الدراسة الجامعية، التحقت بنادي المسرح في الجامعة كممثل.
كنت مركزاً على طب الأسنان وكان المسرح بالنسبة لي نشاطاً أمارسه في وقت الفراغ. مع مرور السنين، أحببت المسرح وأصبح عشقاً بالنسبة لي وما زال حتى اليوم.
شاركت في مسرحيات على مستوى المهرجانات السعودية والخليجية والعربية والعالمية، وكانت أول مسرحية سعودية لي أشارك فيها لذوي الاحتياجات الخاصة وأنا فخور جداً بهذا العمل.
طوّر هذا الزخم من المهرجانات والتجارب بالإضافة إلى الدورات، من حبّي للمسرح، وأنا لم أتوقف هنا، فاستغليت الإجازات الصيفية وذهبت إلى لندن وأميركا لألتحق بدورات في المسرح والسينما.
بعد الحياة الجامعية، دخل عالم الفن والمسرح في حالة ركود، فاستمريت في الطب وذهبت إلى بلجيكا لدراسة الماجستير، ولكن لم يخمد شغفي بالمسرح.
وعند عودتي، لم تسنح لي الفرصة كي أدخل العالم الفني، ولكن، تواصل معي برنامج “شباب هب” ورأيت هذا الأمر كوسيلة وليس غاية لأمارس موهبتي وأن أصبح ممثلاً. وبعد هذه التجربة شاركت في مسلسلات قصيرة، لأشارك في عام 2020 في مسلسل رشاش.
انطلق عرض فيلمك الطويل الأول “كيان” في صالات السينما السعودية منذ أسابيع قليلة. كيف كان الإقبال حتى الآن وهل أنت راضٍ عن الأصداء؟
أنا سعيد وفخور جداً بهذا العمل كونه أول فيلم لي، بالإضافة إلى مشاركة أصدقائي في هذا العمل، فهو من إخراج وكتابة صديقي الدكتور حكيم جمعة، ومن إنتاج مجموعة MBC Studios، بالإضافة إلى مشاركة البطولة مع الفنانة سمر ششة. كانت التجربة مثرية بالنسبة لي، كونه أول فيلم، حيث اكتشفت نفسي من خلال هذا العمل.
تطلب هذا الفيلم، الخيال من حيث الأداء، والتحضير النفسي العالي المستوى كونه فيلم رعب يُركّز على الرعب النفسي.
فأنا استفزني دور سلمان كثيراً للصراحة، وانعزلت لمدة أربعة أشهر عن وسائل التواصل الاجتماعي وأصدقائي والمجتمع. وهذا الانعزال هو ما أدخلني في الحالة والدور.
حصد فيلم كيان نجاحاً كبيراً في السعودية خاصةً كونه عُرض في مهرجانات السعودية ودور السينما السعودية، وهو سيُعرض على منصة شاهد قريباً. أمّا الأصداء فكانت رهيبة جداً وفاقت توقعاتي بصراحة.
ينتظر الجمهور قريباً عرض مسلسل “الهبوب” وهو أيضاً ينطلق من فكرة جديدة على الدراما العربية عموماً والسعودية خصوصاً. هل تحب خوض غمار أعمال ريادية بنوعها؟ أخبرنا أكثر عن قصة المسلسل والموعد المتوقع لعرضه؟
يعرض المسلسل على منصة شاهد، وهو مؤلف من 10 حلقات وستُعرض حلقتين منه في كلّ أسبوع. شاركتُ في بطولة العمل، وهي بطولة جماعية مع نخبة من الفنانين الشباب، حيث ألعب دور شخصية فيصل، قناص في الحد الجنوبي.
تنطلق الأحداث من بحث بطلة المسلسل عن والدها، ونحن كأبناء نساعدها لتجد والدها الذي اختفى خلال ثقب زمني ليظهر في حقبة الدولة العثمانية وأثناء الحرب التي حصلت مع العرب.
هذا العمل هو عمل خيالي ويمزج بين النوع الملحمي والأكشن والدراما، وأتمنى أن يصل إلى كل العالم العربي، فأنا كممثل يكمن دوري في تقديم أداء ودور ملهم وممتع للمشاهدين.
شاركت كذلك في مسلسل “اعترافات فاشينيستا”، نرى أن أدوارك متنوّعة جداً هل تسعى وراء هذا التنوّع أم أن الأمر صدفة؟ وهل من الممكن أن تشارك في أدوار كوميدية؟
أعتقد أن السبب الأول لتنوّع أدواري هو سبب عام وهو الفترة الذهبية التي نعيش فيها ضمن رؤية 2030 بقيادة سمو ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يقدّم تسهيلات كي نذهب ونكتشف مناطق جديدة وأن نبتعد عن السائد والمألوف.
والسبب الثاني هو أنّني أحب أن أنوّع في أعمالي وأن أوسّع في الخط الدرامي ولا أحب أن أكرّر أدواري، فأنا أشعر أنه من المهم أن يحاول الممثل أن ينوّع في الأدوار لمعرفة ما الذي يناسبه.
من حيث الكوميديا، أنا لا أختار الشخصية بل الشخصية هي التي تختارني، فعندما أرى شخصية مكتوبة على الورق بطريقة صحيحة وتستفزني وتلمسني بطريقة أو أخرى، أنطلق في هذا الدور.
تحضّر حالياً للكثير من الأعمال الجديدة هل يمكنك اطلاعنا على بعضها؟
أنا أعمل حالياً على مسرحية، بالعودة إلى الفترة الذهبية التي تكلّمت عنها، فأنا توقفت عن الأعمال المسرحية منذ عام 2016 بسبب الركود المسرحي الذي حصل في السعودية.
وخلال موسم الرياض، سيكون هناك مسرحية مختلفة وجديدة من نوعها. حيث بدأنا التحضيرات وستعرض من 15 نوفمبر حتى نهاية الشهر.
بالعودة إلى سمو ولي العهد، أي نوع من الدعم يأتيك، فأنت تساهم وتشارك في مسلسلات ولديك أفكار وإنتاجات جديدة، فما الدعم الذي تحصل عليه وما هي الخلفية لهذا الدعم؟
الخلفية عميقة صراحةً، فسمو ولي العهد هو إلهام ويولّد لدينا شغف، ويوجهنا لهذه الحالة من خلال لقاءاته. ومن خلال رؤية 2030، تستطيع فهم رؤية سمو ولي العهد.
وانطلاقاً من هذا المبدأ، أنا أستلهم وأعمل على المستوى الشخصي وأتدرّب حتى اليوم وأخطط للخطوات التالية، هادفاً أن أحسّن في كّل من، هذه الصناعة من ناحيتي كممثل، وفي اختياراتي في الأدوار.
أمّا من الناحية العملية، فتقيم الأكاديميات ووزارة الثقافة وهيئة المسرح والسينما دورات لتعزيز الفن، وهذا الحراك ما زال قائماً، حيث يُعلَّم الفن اليوم في المدارس أيضاً.
تُعتبر صناعة السينما السعودية حديثة وفي خطواتها الأولى، هل تتوقع لها مستقبلاً وهل تنصح المواهب السعودية الشابة بدخول هذا المجال؟
أنا أؤمن كثيراً بلغة الأرقام، التي هي ثقافة تعتمد عليها الشركات للتقييم والتطوّر. وأنا لا أنصح الجميع بالانضمام إلى هذا المجال، فمن الممكن ألّا يحالف الحظ الفرد وأن يعتقد أن نصيحتي ليست بجيدة، ولكنّني أنصحه بأن يركّز على وظيفة ثابتة وأن يمارس شغفه في الوقت عينه، وبمجرد أن يصبح محترفاً، ينطلق في هذا المجال. فأنا أمارس طب الأسنان بالإضافة إلى عملي الفني في الوقت عينه.