أردم باتابوتيان
عالم لبناني يفوز
بجائزة نوبل للطب
وزميله الأميركيّ ديفـيد جوليوس بجائزة نوبل للطب
لعام 2021 البالغ قدرها 1,14 مليون دولار وذلك عن اكتشافاتهما
فـي مجال مستقبلات الحرارة واللمس.
ولد باتابوتيان فـي بيروت فـي العام 1967 وتلقّى دراساته الجامعية فـي الجامعة الأميركية فـي بيروت لمدّة عام قبل أن يهاجر إلى لوس أنجلوس فـي العام 1986، فـي خضمّ الحرب الأهلية، ويصبح مواطناً أميركياً وينال بعدها شهادة دكتوراه فـي العام 1996 من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فـي باسادي.
هرب من الحرب وتألّق فـي عالم الطب والأبحاث
فـي العام 2000 أصبح باتابوتيان عالماً وأستاذاً فـي قسم علم الأعصاب بمعهد سكريبس للأبحاث- كاليفورنيا، ومحقّقاً فـي معهد هوارد هيوز الطبي منذ العام 2014.
يعرّف أردم باتابوتيان نفسه على أنه «عالم أحياء جزيئية متخصّص فـي النقل الحسّي»، وتشمل مساهماته البارزة فـي العلوم تحديد قنوات ومستقبلات أيونية جديدة يتمّ تنشيطها بواسطة درجة الحرارة والقوة الميكانيكية وزيادة حجم الخلية، وقد أظهر مختبره أنّ هذه القنوات الأيونية تؤدّي أدواراً حاسمة فـي استشعار درجة الحرارة واللمس واستقبال الحسّ العميق والألم وتنظيم نغمة الأوعية الدموية.
نال جائزة الباحث الشابّ من جمعية علم الأعصاب فـي العام 2006، وعُيِّن محقّقاً فـي معهد هوارد هيوز الطبي فـي العام 2014. وهو زميل فـي الجمعية الأميركية لتقدّم العلوم، وعضو فـي الأكاديمية الوطنية للعلوم وفـي الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم.
كذلك، حاز جائزة آلدن سبنسر للعام 2017، من جامعة كولومبيا وجائزة روزنستيل للعمل المتميّز فـي البحوث الطبية الأساسية فـي العام 2019، بالإضافة إلى جائزة كافلي لعام 2020 فـي علم الأعصاب.
اكتشاف يمهّد الطريق لعلاج الآلام المزمنة
تتمحور اهتمامات باتابوتيان العلمية حول كيفـية إدراكنا للمنبّهات الجسدية مثل درجة الحرارة والضغط.
وقام مختبر باتابوتيان بتحديد وتمييز الجزيئات المسؤولة عن استشعار درجة حرارة البيئة، والتي تبدأ عادة بمستقبلات استشعار التحفـيز على الأطراف العصبية.
وحدّد فريقه لأول مرة خطًا خلويًا يعطي إشارة كهربائية قابلة للقياس عندما يتم وخز الخلايا الفردية بممص مجهري (الأداة المخبرية المُستخدمة فـي التعامل مع الأحجام الصغيرة من سوائل الميكروليترات).
وكان من المفترض أن المستقبل الذي يتم تنشيطه بواسطة القوة الميكانيكية هو قناة أيونية، وفـي الخطوة التالية تمّ تحديد 72 جينًا مرشحًا يشفر المستقبلات المحتملة.
وتم تعطيل هذه الجينات واحدة تلو الأخرى لاكتشاف الجين المسؤول عن الحساسية الميكانيكية فـي الخلايا المدروسة. ونجح باتابوتيان وزملاؤه فـي تحديد جين واحد جعل إسكاته الخلايا غير حساسة للضغط بالممص المجهري.
وتم اكتشاف قناة أيونية جديدة وغير معروفة وحساسة للميكانيكا، وأطلق عليها الفريق اسم Piezo1، المستوحى من كلمة يونانية تعني «ضغط». ومن خلال التشابه مع Piezo1، وقع اكتشاف جين ثان واسمه .Piezo2
وتوصل الباحثون إلى أن Piezo1 وPiezo2 يلعبان دورًا رئيسيًا فـي الحس العميق، وأنهما عبارة عن قنوات أيونية يتم تنشيطها مباشرة عن طريق الضغط على أغشية الخلايا.
وأثبتت الدراسات لاحقًا، أن Piezo1 وPiezo2، يشاركان أيضًا فـي تنظيم عمليات فـيزيولوجية هامة إضافـية بما فـي ذلك ضغط الدم والتنفس والتحكم فـي المثانة البولية.
وقالت أكاديمية نوبل إن المعرفة المكتسبة من بحث باتابوتيان تستخدم فـي تطوير علاجات لأمراض مثل الألم المزمن.