مقتطفات مختارة من الشعر العربي القديم والحديث
أمرؤ القيس – العصر الجاهلي
في وصف الليل
وليلٍ كمَوجِ البحر أرخى سدولَه
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي
فقلت له لمّا تمطّى بصُلبه
وأردف أعجازًا وناء بكلكل
ألا أيها الليل الطويلُ ألا انجلي
بصبح وما الإصباحُ منك بأمثلِ
فيا لك من ليل كأن نجومَه
بكل مُغار الفَتلِ شُدّتْ بيَذْبُلِ
كأن الثريّا علّقت في مَصامها
بأمراس كّتّان إلى صًمّ جندَلِ
الفرزدق – العصر الأموي
تَرَى النّاسَ ما سِرْنا يَسِيرُونَ خَلفَنا،
وَإنْ نَحنُ أوْمأنا إلى النّاسِ وَقّفُوا
أُلُوفُ أُلُوفٍ مِنْ دُرُوعٍ وَمن قَناً،
وَخَيلٌ كرَيعانِ الجَرَادِ وَحَرْشَفُ
وَإنْ نَكَثُوا يَوْماً ضَرَبْنا رِقابَهُمْ،
عَلى الدِّينِ، حَتى يُقْبِلَ المُتَألَّفُ
فإنّكَ إذْ تَسْعَى لتُدْرِكَ دَارِماً،
أنْتَ المُعنّى يا جَرِيرُ المُكَلَّفُ
إبن الرومي -العصر العباسي
في وصف من يقلي الزلابية
ومُستقرٍّ على كرسيِّه تَعِبِ
روحي الفداءُ له من مُنْصَبٍ نَصِبِ
رأيته سحراً يقلي زلابيةً
في رقَّةِ القِشْر والتجويف كالقَصَبِ
كأنما زيتُه المَغْليُّ حين بدا
كالكيمياء التي قالوا ولم تُصَبِ
يُلقي العجينَ لُجيناً من أناملهِ
فيستحيلُ شَبابيطاً من الذهبِ
أبو العلاء المعري -العصر العباسي
“ولمّا رأيتُ الجهلَ في الناس فاشيا
تجاهلتُ حتى قيل إني جاهلُ،
فَوا عجبا كم يدّعي الفضلَ ناقصُ
ووا أسفا كم يُظهر النقصَ فاضلُ
الشاعر السوري عمر أبو ريشة -الشعر الحديث
… ما أحزن الورد لم يعرف له عبق
وأضيع الغصن لم يقطف له ثمر
تصغين ؟ أي أياب تحلمين به
وأي درب به من خطونا أثر
بعض الطيور تغني وهي تحتضر