علي القرني
الطيار المقاتل
الذي أصبح
رائد فضاء
This slideshow requires JavaScript.
برز اسم علي القرني مع إعلان الهيئة السعودية للفضاء إرسال أول رائد ورائدة فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية ضمن مهمّة AX-2.
يعمل علي القرني البالغ من العمر 31 عاماً كرائد فضاء، وقد كان فـي السابق يحمل رتبة طيار مقاتل على متن بعض الطائرات من طراز F-15 SA، وقد أنهى «القرني» حياته الجامعية بنجاح وحصل على درجة البكالوريوس فـي علوم الطيران، من جامعة الملك فـيصل الجوية المتواجدة فـي العاصمة السعودية الرياض.
يعمل علي القرني فـي مجال الطيران منذ ما يقرب من ١٢ عامًا، ويحمل رتبة نقيب طيار وقد تصدَر اسمه أخيراً أغلب مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن وقع الاختيار عليه لتمثيل السعودية مع رائدة فضاء سعودية تُدعَى ريانة برناوي؛ وذلك لقيادة الرحلة المتوجهة إلى الفضاء، والتي من المُقرر أن تنطلق خلال الأشهر المقبلة من الولايات المتحدة الأميركية، وذلك ضمن المهمة التي أعلنت عنها هيئة الفضاء السعودية والتي تُعرَف باسم AX-2.
تأتي هذه المهمة الفضائية ضمن سلسلة من المشاريع المُتوقع أن يتمّ الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة؛ للارتقاء بمكانة المملكة بين جميع دول العالم، وتحقيق رؤية المملكة 2030.
تمّ إنشاء برنامج رواد الفضاء الذي سيشارك فـيه علي القرني، بالتعاون مع مجموعة من الجهات السعودية، والتي جاء فـي مقدمتها وزارة الدفاع السعودية، وهيئة الطيران المدني، ووزارة الرياضة، ومراكز الأبحاث العلمية المختلفة، والمستشفى التخصّصي للملك فـيصل، إلى جانب مؤسسة «أكسيوم سبيس» المتخصّصة فـي تبني رحلات الفضاء، والتطوير من البنية التحتية للفضاء فـي الولايات المتحدة الأميركية.
سيرة مميّزة
ولد رائد الفضاء علي القرني فـي 26 يونيو 1985 فـي مدينة جدة فـي المملكة العربية السعودية. درس الهندسة الكهربائية فـي جامعة الملك فهد للبترول والمعادن فـي الظهران، وتخرج منها عام 2009.
فـي عام 2015، تم اختياره كواحد من ثلاثة مرشحين سعوديين للمشاركة فـي برنامج ناسا لتدريب رواد الفضاء، وبعد مرور عامين تم اختياره رسمياً ليصبح أول رائد فضاء سعودي.
شارك القرني فـي بعثة «مهمة 61 إي» التي أطلقت فـي عام 2019 وهي بعثة استكشافـية لمحطة الفضاء الدولية، حيث قضى فـيها نحو شهر واحد على متن المحطة الفضائية.
يعدّ القرني رمزاً للتطور العلمي والتقدم التكنولوجي فـي المملكة العربية السعودية، وقد تمّ تكريمه من قبل الحكومة السعودية والعديد من المنظمات العالمية لإسهاماته فـي مجال العلوم والتكنولوجيا والفضاء.
تأهيل كوادر فضائية سعودية
لا بدّ من التوقّف عند البرنامج الذي أطلقته الهيئة السعودية للفضاء، فـي وقت سابق «برنامج المملكة لروّاد الفضاء»، وتأتي هذه الرحلة ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرّسة لخوض رحلات الفضاء، والمشاركة فـي التجارب العلمية والأبحاث الدولية، والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء، والمساهمة فـي رفع مكانة المملكة، وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
وتشمل أولى مهمات برنامج السعودية لروّاد الفضاء إرسال أوّل رائد ورائدة فضاء سعوديين إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من عام 2023، إذ إن ريانة برناوي وعلي القرني سيلتحقان بطاقم مهمة AX-2 الفضائية.
وستنطلق الرحلة العلمية من الولايات المتحدة الأميركية إلى محطة الفضاء الدولية، بحيث يشمل البرنامج تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة، وهما مريم فردوس وعلي الغامدي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس).
السعودية تعزّز مكانتها وسط السباق العالمي نحو الفضاء
قال رئيس إدارة مجلس الهيئة السعودية للفضاء المهندس عبدالله بن عامر السواحه: «تسعى المملكة من خلال برنامج روّاد الفضاء إلى تفعيل الابتكارات العلمية على مستوى علوم الفضاء وتعزيز قدرتها على إجراء أبحاثها الخاصة بشكل مستقل». مشيراً إلى أن بلاده تعوّل على برنامج روّاد الفضاء فـي تعزيز مكانتها وسط السباق العالمي نحو القطاع واستكشافه ورفع مكانتها على خريطة الدول التي تتسابق إليه وتستثمر فـي علومه المتخصّص.
يأتي برنامج روّاد الفضاء بالتعاون مع مجموعة من الجهات فـي مقدّمتها وزارتا الدفاع والرياضة وهيئة الطيران المدني ومستشفى الملك فـيصل التخصصي ومركز الأبحاث، إضافة إلى شركة “أكسيوم سبيس” المتخصصة فـي رحلات الفضاء المأهولة وتطوير البنى التحتية الفضائية فـي الولايات المتحدة.
يشار إلى أن الهيئة السعودية للفضاء أطلقت فـي وقت سابق برنامج السعودية لروّاد الفضاء وتأتي هذه الرحلة ضمن حزمة متكاملة بهدف تأهيل كوادر سعودية متمرّسة لخوض رحلات فضائية والمشاركة فـي التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهمات المستقبلية المتعلقة بالفضاء والإسهام فـي رفع مكانة البلاد وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.
أحلام قديمة ترى النور
عام 1985 كانت أول رحلة للمكوك الفضائي للعرب بمسمى «ديسكفري»، شارك فـيها آنذاك فريق علمي سعودي تخطى عدد أفراده الثلاثين عالماً ورائد فضاء، ويُعتبر الأمير السعودي سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي.
تعود طموحات السعودية نحو الفضاء إلى عام 1977، إذ أنشأت البلاد «المركز الوطني العربي السعودي للعلوم والتقنية» ليضطلع بدوره فـي إجراء البحوث العلمية التطبيقية لخدمة التنمية والتطور حتى تحول مسمى المركز بمرسوم ملكي صدر عام 1985 إلى «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية».
بدورها عملت المدينة على النهوض بهذا القطاع الحيوي، ومنه رسمت خطة نقل وتوطين تقنية الأقمار الاصطناعية عام 1988، عندما التحقت بالمركز الوطني لتقنية الأقمار الاصطناعية مجموعة كبيرة من المتخصصين فـي مجالات وأقسام هندسية مختلفة تشمل الميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات والتحكم والضوئيات والبرمجيات وغيرها.
واصلت السعودية اهتمامها بقطاع الفضاء من خلال التعاون مع الجهات العلمية الدولية، بحيث نفّذت «مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية» تجارب علمية فـي الفضاء بالتعاون مع وكالة «ناسا» وجامعة «ستانفورد» على متن القمر «سعودي سات 4»، وشاركت فـي مهمة استكشاف القمر «تشانغ إي 4» بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية عام 2018 فـي مهمة نادرة لإستكشاف الجانب غير المرئي من القمر.
ما بين أعوام 2000 إلى 2019 تمكنت المملكة من إطلاق 16 قمراً اصطناعياً سعودياً إلى الفضاء بإشراف “مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية” (كاكست)، سجل آخرها القمر السعودي للاتصالات «SGS1» الذي أطلق فـي السادس من فبراير 2019، حاملاً توقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كتب عليه عبارة «فوق هام السحب».
عوائد إستثمار الفضاء
اهتمام المملكة باختراق قطاع الفضاء وطموح الاستثمار فـيه، برزا بعدما سجلت دراسة أجراها بنك «مورغان ستانلي» أن «اقتصاد الفضاء من عوائد خدمات الأقمار الاصصناعية والصواريخ سيتخطى تريليون دولار عام 2040» وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي أن «تتراوح عوائد الاستثمار فـي الفضاء ما بين 280 و300 مليار دولار».
لم يتوقف حلم الرياض عند إطلاق الأقمار وصناعتها، بل امتد إلى تنميته والوعي به لدى الأجيال الجديدة عبر برنامج «أجيال الفضاء» التابع للهيئة السعودية للفضاء والمعني بتنمية رأس المال البشري فـي القطاع تحقيقاً لرؤية البلاد.
بدوره أصدر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قراره بالموافقة على الإستثمار فـي عدد من الشراكات لتطوير قطاع الفضاء باستثمار مليار دولار فـي كل من «فـيرجن غالاكتيك» وشركة «ذا سبيس شيب» و«فـيرجن أوربت»، وتوفـير 480 مليون دولار كخيار إضافـي فـي المستقبل للاستثمار فـي قطاع الخدمات الفضائية.
فـي السياق كثّفت الرياض تدريب وتطوير الكوادر البشرية فـي ما يتعلق بعلوم الفضاء، الأمر الذي أثمر عن وجود ثلاثة كوادر سعودية ضمن فريق وكالة «ناسا» منهم مشاعل الشميمري، أول سعودية تلتحق بالوكالة، وتعمل مهندسة متخصصة فـي صناعة الصواريخ والمراكب الفضائية، إضافة إلى الأكاديمية السعودية ماجدة أبورأس التي اختارتها «ناسا» ضمن فريقها العلمي لتنفـيذ مشاريع علمية وبحثية وبرامج لتطوير الخليج.
وليس أخيراً انضمام المهندس السعودي مشعل بن سعيد الشهراني إلى الوكالة الأميركية، إذ كان واحداً من فريق العمل الخاص بمشروع «Microgravity» الذي يهدف إلى تصميم جهاز يعمل على محاكاة بيئة منعدمة الجاذبية لمدة تزيد على 21 يوماً.