حفل الأوسكار بنسخته الـ ٩٢ الكوري «بونغ جوون-هو» يراكم الجوائز
جرت إحتفالية توزيع جوائز الـ«أكاديمي أواردس» الـ ٢٩ هذا العام مساء الأحد ٩ فبراير ٠٢٠٢ في الـ«دولبي تياتر» في «هوليوود» لوس أنجلس، بتنظيم من اكاديمية فنون وعلوم السينما الأميركية الـ «أكاديمي أوف موشون بيكتشور آرتس أند ساينس» التي بات يرأسها ديفيد روبين منذ العام ٩١٠٢، بتغطية من آي.بي.سي والعديد من وسائل الإعلام المرئي والمسموع، وهو حدث يتابعه الملايين.
كانت معظم التوقّعات ترجّح فوز أحد الأفلام التالية في جوائز «الأكاديمي أواردس-الأوسكار» لهذا العام: «٧١٩١»؛ «بارازايت»؛«جوكر»؛ «جودي»؛ «وانس أبون إي تايم إن هوليوود»، «جوجو رابيت»؛ «زي آيريشمان»؛ «ليتل وومن»؛ «مارياج ستوري»؛ «لي ميزرابل»؛ «فورد ف فيراري»؛ «بين اند غلوري»؛ «زي تو بوب».
لم ترد هذه الأفلام في لائحة نتائج مهرجان «ساندانس» المستقل الذي إنعقد في ولاية «يوتاه» الأميركية من ٣٢ يناير الى ٣ فبراير ٠٢٠٢، والذي أشرنا اليه سابقًا.
أما نتائج جوائز الـ«بافتا» («ذي بريتيش آكاديمي أوف فيلم أند تلفيزن آرتس»)، التي إنعقدت في لندن بتاريخ ٢ فبراير ٠٢٠٢، فقد أظهرت فوز بعض الأفلام التي سبق وأن تمّ توقّع فوزها في الأوسكار، ومنها بالتسلسل أفلام: «٧١٩١»، و«زي آيرش مان»، و«جوكر»، و«وانس أبون أي تايم إن هوليوود»، و…«بارازايت». وفاز فيها «ليوناردو دي كابريو» كأفضل ممثل في فيلم «وانس أبون إي تايم إن هوليوود»، و«جيسي باكلي» كأفضل ممثلة في فيلم «وايلد روز».
فهل أتت نتائج الأوسكار هذا العام بنتائج أخرى وبمفاجآت؟ أم أن حسن الإنتاج يفرض النتيجة نفسها بنجاح مثبت أينما حل وفي أي مهرجان عرض؟
نشير بداية الى أن الجوائز لا تشمل فئة الأفلام فقط، إنما تتعلق كذلك بأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل وثائقي، وغيرها من الجوائز، كأفضل سيناريو وأفضل ديكور وأفضل إعداد وأفضل موسيقى وأفضل ماكياج، تشمل ٢٤ فئة تكريم مختلفة… جاءت النتائج على الوجه التالي:
أفضل فيلم
في يناير من العام الماضي فاز «غرين بوك» لـ«بيتر فاريللي» كأفضل فيلم في جوائز الأكاديمي أواردس.
أما هذا العام فقد تنافست على الجائزة الأفلام التالية: «٧١٩١» لـ«سام مندس»، «ذي آيرشمان» لـ«مارتن سكورسيزي»، «بارازايت» للكوري الجنوبي «بونغ جوون-هو»، «لومانس ٦٦» لـ«جيمس مانغولد»، «جوجو رابيت» لـ«تايكا وايتيتي»، «جوكر» لـ«تود فيليبس»، «بنات الدكتور مارش الأربعة» لـ«غريتا غيرويغ»، «وانس أبون إي تايم إن هوليوود» لـ«كوانتين تارنتينو» و«مارياج ستوري» لـ«نواه بومباخ».
وجاءت النتائج لتعطي كأس الفوز هذا العام، كما أشارت الترجيحات، للفيلم الكوري الجنوبي «بارازايت»، والخصوصية أنه أول فيلم بغير اللغة الإنكليزية الذي يحظى بمثل هذه الجائزة، وأن المخرج بونغ جوون-هو راكم الجوائز، فتمكّن كذلك من الحصول على جائزة أفضل مخرج، وأفضل فيلم بلغة أجنبية، وأفضل سيناريو أصلي، كما فعل «وولت ديزني» عام ٣٥٩١ الذي فاز حينها بأربع جوائز في سهرة واحدة.
سبق للفيلم أن فاز بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» العام الماضي، وهو من نوع الكوميديا التشويقية والساخرة من بطولة «هان جين-وون» وغيرهم، يتناول مشكلة التفاوت الإجتماعي والتحايل للإرتقاء الى حياة أفضل.
أفضل ممثل
فاز «رامي مالك» العام الماضي بجائزة أفضل ممثل في فيلم «بوهيميان رابسودي» لـ«برايان سنغر».
وقد تنافس على اللقب هذا العام كل من «يواكيم فينيكس» في فيلم «جوكر»، و«أنطونيو بانديراس» في فيلم «باين أند غلوري»، و«ليوناردو دي كابريو» في فيلم «وانس أبون إي تايم…إن هوليوود»، و«آدم درايفر» في فيلم «مارياج ستوري»، و«جوناتان برايس» في فيلم «البابوان».
أما جائزة أفضل ممثل لهذا العام، فذهبت لـ«يواكيم فينيكس» في فيلم “«جوكر». كان إسمه في أعلى لائحة التوقّعات، وركّز في كلمته في هذه المناسبة على مواضيع البيئة وحبه للسينما، داعيًا لمحاربة الظلم ؛ كما نال «براد بيت» (في فيلم «وانس ابون إي تايم…إن هوليوود») الجائزة الثانية لفئة أفضل ممثل مساعد.
أفضل ممثلة
فازت «أوليفيا كولمان» بجائزة أفضل ممثلة لعام ٩١٠٢. وقد تنافست للفوز باللقب هذا العام كل من: «رينيه زيلويغر» في فيلم «جودي»، و«سينتيا إيريفو» في فيلم «هارييت»، و«سكارليت جوهانسون» في فيلم «مارياج ستوري»، و«ساوارس رونان» في فيلم «ليتل وومن»، و«شارليز تيرون» في فيلم «بومبشل».
وجاءت النتيجة كذلك وفقًا لأغلب الترجيجات، لتكافىء «رينيه زيلويغر» في فيلم «جودي» بجائزة أفضل ممثلة لعام ٠٢٠٢؛ و«لورا ديرن» (في فيلم «مارياج ستوري») بجائزة أفضل ممثلة مساعدة.
أفضل مخرج
تنافس على الجائزة هذا العام عدة مخرجين أبرزهم: «بونغ جون-هو» في فيلم «بارازايت»، و«سام مندس» في فيلم «٧١٩١»، و«تود فيليبس» في فيلم «جوكر»، و«مارتن سكورسيزي» في فيلم «ذي أيرشمان»، و«كوينتين تارانتينو» في فيلم «وانس أبون إي تايم في هوليوود»؛ مع ترجيح لأحد المخرجين «سام مندس» أو «بونغ جوون-هو».
وقد فاز فعلاً «بونغ جوون-هو» بجائزة أفضل مخرج، إضافة لفوز فيلمه بجائزة أفضل فيلم.
أفضل فيلم باللغة الأجنبية
تنافست هذا العام في هذه الفئة الأفلام التالية: «كوربوس كريستي» من بولونيا إخراج «يان كوماسا»، «هاني لاند» من مقدونيا الشمالية إخراج «لجوبو ستيفانوف»، «لي ميزرابل» من فرنسا إخراج «لادج لي»، «بين أند غلوري» من إسبانيا إخراج «بدرو ألمودوفار»، و«بارازايت» من كوريا الجنوبية من إخراج «بونغ جوون-هو»؛ مع ترجيح لفيلم «بارازايت». وقد راكم المخرج الكوري الجنوبي الجوائز كما أشرنا، بفوز فيلمه «بارازايت» بهذه الجائزة كذلك.
أفضل وثائقي
تنافست هذا العام بعض الأفلام الوثائقية ومنها: الوثائقي السوري «الكهف» (زي كايف) من إخراج «فراس فياض» مع «ناشيونال جيوغرافيك» حول الحرب في سوريا؛ و«لأجل سما» (فور سما) للمخرجة السورية «وعد الخطيب» و«إدوارد واتس»؛ و«أميركان فاكتوري» لـ«ستيفان بوغنار» و«نيتفلكس»؛ و«زي إيدج أوف ديمقراسي» لـ«بيترا كوستا» و«نتفليكس»؛ و«هوني لاند» لـ«جوبو ستيفانوف» و«نيون»؛ مع ترجيح لـ«هاني لاند» أو «فور سما». وأتت النتائج مخيبة للآمال العربية بفوز وثائقي «أميركان فاكتوري».
جوائز الوثائقي القصير
من بين الأفلام القصيرة يذكر الفيلم التونسي«إخوان»(برازرهوود) من إخراج «مريم جوبير»؛ والفيلم الجزائري التونسي«نفتا فوتبول كلوب» من إخراج الفرنسي «إيف بيات» و«داميان مغربي»؛ و«زي نايبورس ويندو» لـ«مارشال كاري»، و«ساريا» لـ«برايان باكلي»، و«إي سيستر» لـ«دلفين جيرار» وقد فاز بالجائزة هذا العام وثائقي «ليرنينغ تو سكيتبورد».
اما الجوائز الأخرى فتوزعت كالتالي:
«توي ستوري ٤» لفئة الأفلام الطويلة للرسوم المتحركة.
«٧١٩١» لفئة التصوير السينمائي.
«ليتل وومان» لفئة تصميم الملابس.
«فورد ف فيراري» لفئة المونتاج.
«بومبشل» لفئة أفضل ماكياج.
فيلم «جوكر» لفئة أفضل موسيقى.
وكذلك «آي آم غونا لوف مي أغين» موسيقى «إلتون جونس» لفئة أفضل أغنية أصلية.
فيلم «وانس أبون إي تايم إن هوليوود» لفئة تصميم الإنتاج.
فيلم «هير لاف» لفئة الأفلام القصيرة المتحركة.
«زي نايبورس ويندو» لفئة الفيلم القصير لايف.
«فورد ف فيراري» لفئة تحرير الصوت.
فيلم «٧١٩١» لفئة خلط الصوت والتأثيرات البصرية.
«جوجو رابيت» و«بارازايت» لفئة كتابة النص.
نجاح الكوري الجنوبي «بونغ جوون-هو» في مراكمة الجوائز، وجمال إحتفاليات الأوسكار في سجادتها الحمراء وتألّق المشاركين فيها ومكان تنظيمها والاموال التي تخصص لها والتغطية الإعلامية الشاملة التي تؤمن لها، طغت على سهرة توزيع جوائز الـ«أكاديمي آواردس» المعروفة بجوائز الأوسكار.
وبالرغم من ذلك، تستمر الإنتقادات ككل عام، بشأن عدم وجود تنوّع سينمائي وفني كاف يطاول مختلف الثقافات، وعدم لفتها الأنظار الى ما يوجع العالم من مشاكل وحروب ومآس إنسانية وظلم؛ وبالتالي طغيان الرأسمال والتكنولوجيا الحديثة والتأثيرات الصوتية والبصرية على الأفلام والإحتفاليات التي تحتضنها، وهذه تبدو جميعها في عالمنا الحاضر، كما لو أنها عناصر متوجبة لتوفير شروط الربح والنجاح.