«غولدن غلوب» 2023
تستعيد شيئاً من بريقها..
على الرغم من كلّ الهجوم والمقاطعة التي تعرّض لها حفل الغولدن غلوب خلال السنوات القليلة الماضية إلّا أن القيّمون على هذه الجائزة نجحوا في إعادته الى خارطة المهرجانات الدولية، إذ أعاد القيّمون على هذا الاحتفال تقييم أدائهم وقاموا بالكثير من التغييرات التي يبدو أنها نجحت وإن بتحفّظ، باستعادة بعض ألق هذا المهرجان. فعاد غولدن غلوب من جديد إلى التلفزيون والإنترنت، واستقطب الكثير من المشاهير.. على الرغم من استمرار بعض المقاطعة.
بعد الاتهامات التي طالتها في 2021، أصبح الحفل يخضع للتدقيق، ويبدو أن الإصلاحات التي تبنّتها رابطة الصحافة الأجنبية المنظمة لهذه الجائزة قد أتت ثمارها، إذ عاد البث التلفزيوني لهذه الجائزة كما عاد غالبية المشاهير الى أحضانها في حين رأت الصحافة أن الجوائز هذا العام راعت كلاً من إنتاجات السينما والتلفزيون في العام المنصرم والواقع الاجتماعي بشكل أفضل من الماضي، لتستعيد دورها كمقدّمة لجوائز الأوسكار.
ثلاث جوائز لفيلم «ذا بانشيز أوف إنيشيرين»
حصد فيلم The Banshees of Inisherin، ثلاث جوائز رئيسة، هي جائزة أفضل فيلم في فئة الاستعراض أو الكوميديا، وأفضل سيناريو، فضلاً عن جائزة أفضل ممثل كوميدي لنجمه الممثل الأيرلندي كولين فاريل. وقال فاريل: «لا أتوقع إطلاقا أن تشهد أفلامي إقبالا جماهيريًا، وعندما يحدث ذلك يكون الأمر صادمًا بالنسبة لي».
يروي هذا الفيلم، الذي صُوّر في جزيرة نائية قبالة السواحل الغربية لإيرلندا، قصة نهاية مفاجئة لصداقة جمعت بين اثنين.
ويشهد الفيلم تعاوناً جديداً يجمع فاريل مع المخرج مارتن ماكدونا، والنجم المشارك بريندان غليسون، وكان الثلاثي الفني قد اجتمع في عمل سابق عام 2007 في فيلم Bruges.
وقال فاريل، في كلمة مفعمة بالحماس: «أنا مدين لك بالكثير يا مارتن ماكدونا، أنت غيّرت مسار حياتي إلى الأبد بطرق تجعلني ممتناً لك بقية أيام حياتي».
أما ماكدونا الذي حمل جائزة أفضل سيناريو عن نفس الفيلم نفسه، فقال مازحًا إنه «سيسعى إلى عدم الابتعاد مدة 14 عامًا أخرى» لتكرار العمل مع الفريق نفسه.
سبيلبيرغ يحمل جائزة أفضل فيلم درامي
فاز فيلم «ذا فيبلمانز» للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، وهو من فئة أفلام السيرة الذاتية، بجائزة أفضل فيلم درامي. واختارت لجنة التحكيم ستيفن سبيلبرغ للفوز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «ذا فيبلمانز»، الذي يحكي قصة شاب مولع بصناعة السينما، والفيلم مستوحى بشكل واسع من طفولة سبيلبيرغ نفسه.
ميشيل يوه أفضل ممثلة وكي هوي أفضل ممثل مساعد
فاز فيلم Everything Everywhere All At Once، بجائزة التمثيل لاثنين من نجومه، هما الممثلة ميشيل يوه والممثل كي هوي كان.
وقال المخرج في كلمة أثناء تسلم الجائزة: «وضعت أشياء كثيرة في هذه القصة. رويت هذه القصة بشكل أساسي طوال مسيرتي المهنية، لكنني لم أمتلك الشجاعة لمواجهتها بشكل مباشر».
وحملت ميشيل يوه جائزة أفضل ممثلة عن أدائها في هذا الفيلم وهو من نوع الخيال العلمي الجامح، أدت خلاله دور عاملة في مغسلة ملابس تقفز إلى عوالم متعدّدة لاستكشاف نسخ مختلفة لنفسها.
وقالت يوه أثناء تسلّم جائزتها: «بلغت الستين من العمر العام الماضي. وأعتقد أنكم جميعًا تعلمون هذا، مع زيادة الأيام والسنوات والأرقام، تبدأ الفرص في التراجع».
وأضافت: «ربما فكرت في ذلك ذات مرة، حسنًا، حظيت بمسيرة فنية جيدة حقًا، عملت مع بعض أفضل الأشخاص… Everything Everywhere All At Once.
وبدت علامات التأثّر على الممثل هوي كان، وهو يستلم جائزة أفضل ممثل مساعد فئة الفيلم السينمائي الفيلم نفسه وقد شكر المخرج ستيفن سبيلبيرغ الذي قدّم له أول دور سينمائي في فيلم Indiana Jones and the Temple of Doom. وقال: «نشأت على ألا أنسى من أين جئت، وأن أتذكّر دائمًا من منحني أول فرصة. أنا سعيد جدًا برؤية ستيفن سبيلبيرغ هنا الليلة».
أوستن بتلر أفضل ممثل
فاز الممثل أوستن بتلر، بعد منافسة شرسة، بجائزة أفضل ممثل درامي، لتجسيده دور مغني الروك أند رول، إلفيس بريسلي، في فيلم Elvis، وهو من أعمال السيرة الذاتية التي كتبها وأخرجها باز لورمان.
وقال بتلر: «أنا مدين بهذا الفوز لمخرج جريء وصاحب رؤية، أتاح لي التجربة متحمّلاً المخاطر، كنت أعلم دائماً أنني أحصل على دعم، باز لورمان، أنا أحبك. وأخيراً، أحب إلفيس بريسلي نفسه، كان أيقونة وثائراً».
كيت بلانشيت أفضل ممثلة درامية
حصلت الممثلة كيت بلانشيت على جائزة أفضل ممثلة درامية عن دورها في فيلم Tar، لكنها لم تحضر لاستلام الجائزة نظرًا لارتباطها بعمل في فيلم يُصوّر في المملكة المتحدة.
أنجيلا باسيت أفضل ممثلة مساعدة
فازت أنجيلا باسيت بجائزة أفضل ممثلة مساعدة سينمائية عن أدائها في فيلم Wakanda Forever، واغتنمت باسيت، الفرصة في كلمتها أثناء استلام الجائزة لتكريم الراحل تشادويك بوسمان، الذي لعب دور البطولة في أول أفلام سلسلة «بلاك بانثر».
وقالت: «كنا محاطين كل يوم بنور وروح تشادويك بوسمان. بفضل سلسلة بلاك بانثر التاريخية هذه، التي تعدّ جزءاً من إرثه… أظهرنا للعالم كيف تبدو وحدة وقيادة وحب السود وراء الكاميرا وخلفها وأمامها».
«بينوكيو» أفضل فيلم رسوم متحركة
فاز غييرمو ديل تورو، مخرج فيلم Pinocchio، بجائزة افضل فيلم رسوم متحرّكة. وأشار غييرمو ديل تورو، إلى حقيقة أن حفل هذا العام هو أول حفل لتوزيع جوائز غولدن غلوب يبثه التلفزيون منذ وباء كوفيد، وقال مازحاً: «أنا أسعد بوجودي معكم شخصياً، لقد عدنا» كما أنه اغتنم الفرصة أيضاً للدفاع عن صناعة أفلام الرسوم المتحركة، وقال: «كان عاماً رائعاً للسينما بمختلف أحجامها وطموحاتها، وتقلباتها الكبيرة، وبالتالي كان عاماً رائعاً لأفلام الرسوم المتحركة، لأن الرسوم المتحركة هي السينما. الرسوم المتحركة ليست نوعاً أدبياً للأطفال، إنها ليست سوى وسيلة».
جوائز التلفزيون
كانت جائزة أفضل مسلسل تلفزيوني في فئة الكوميديا من نصيب مسلسل «أبوت إليمنتري»، وهو من نوع الكوميديا المدرسية، بينما حصل اثنان من نجومه، تايلر جيمس ويليامز وكوينتا برونسون، على جوائز التمثيل.
كما فاز مسلسل «ذا وايت لوتس» بجائزة أفضل مسلسل قصير، وإشادة بنجمته جنيڤر كوليدج. التي شكرت كوليدج، في كلمة استمرت أربع دقائق تقريبا أثناء استلام الجائزة، مخرج المسلسل مايك وايت على الدعم الذي أتاحه المسلسل لمسيرتها الفنية.
وقالت: «كانت لدي أحلام وتوقّعات كبيرة بالنسبة لشخص صغير السن، بيد أن الحياة أفسدتها. كانت لدي أفكار كبيرة، أريد فقط أن أقول إن مايك وايت منحني الأمل، منحني بداية جديدة».
ومن بين الفائزين بجوائز التمثيل فئة الأعمال التلفزيونية، جيرمي ألين وايت عن دوره في مسلسل The Bear، والممثلة جوليا غارنر عن دورها في مسلسل Ozark، والتي قالت إن تجسيدها لشخصية روث لانغمور، التي تحظى بشعبية كبيرة، كان «أعظم هدية في حياتي».
جيرود كرمايكل يثير الجدل
أثار مقدم الحفل جيرود كارمايكل ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار كارمايكل إلى الحفل، الذي أقيم في فندق بيفرلي هيلتون، ووصفه بأنه «الفندق الذي قتل ويتني هيوستن، كما تحدث إلى بعض النجوم مباشرة من على المسرح، وطلب من ريهانا أن تتجاهل ضغوط المعجبين، وأن تأخذ وقتها في تسجيل ألبومها القادم الذي طال انتظاره.
وجاءت السخرية الأكثر جذبًا عندما اقترح أن تُقدم جوائز غولدن غلوب الثلاث، التي أعادها توم كروز، من أجل «ضمان عودة آمنة لشيلي ميسكافيج»، في إشارة إلى زوجة ديفيد ميسكافيج، رئيس كنيسة السيانتولوجية والتي اختفت عن المشهد العام منذ عام 2007.
كما أشار كارمايكل إلى واقعة صفع النجم ويل سميث للنجم كريس روك في حفل توزيع جوائز الأوسكار، قائلاً إن الممثل فاز «بجائزة روك هيدسون عن أفضل تجسيد للرجولة على شاشة التلفزيون».
وقال جيرود كرمايكل، الذي يقدّم الحفل للمرة الأولى، مازحًا: «سأخبركم عن سبب حضوري الحفل، أنا هنا لأنني أسود»، مشيراً إلى عدم وجود تنوّع داخل لجنة تحكيم جوائز غولدن غلوب، الأمر الذي سُلّط عليه الضوء في عام 2021.
وكان المونولوغ الافتتاحي الساخر محرجاً للغاية، وقضى كارمايكل وقتاً كبيراً طالباً من الحضور التزام الهدوء، بيد أن أداءه أصبح أكثر ثقة مع استمرار الحفل.
وقال عدد من المشاهدين إنهم يتفهمون رغبته في إثارة لحظات محرجة في الحفل بشخصيته الصادقة بعنف في كثير من الأحيان، بيد أن آخرين شعروا أن نكاته مسيئة أو تفتقد إلى الذوق.
إيدي ميرفي يتسلّم جائزة سيسيل ديل ميل
قدم تريسي مورغان جائزة سيسيل بي دي ميل المرموقة للنجم إيدي مورفي، وهي واحدة من أرفع جوائز غولدن غلوب، وأشار إلى صفعة ويل سميث خلال حفل الأوسكار في معرض تقديمه نصائح للممثلين الصغار أثناء كلمته.
وقال مورفي: «لتحقيق النجاح والازدهار وطول العمر… كل ما عليك فعله هو هذه الأشياء الثلاثة: ادفع ضرائبك، واهتم بعملك، ولا تلفظ اسم زوجة ويل سميث أبدا على لسانك».
ونجوم مقاطعون
لفترة طويلة، اعتُبرت جائزة غولدن غلوب، الجائزة السنوية التي تمنحها رابطة الصحافة الأجنبية في هوليوود (HFPA) للإنتاجات السينمائية والتلفزيونية، مقدّمة جامحة ومقدّمة لحفلة الأوسكار التي تقام بعدها ببضعة أسابيع. لكن، في الآونة الأخيرة، تعرّض المضيفون لانتقادات شديدة لدرجة أنه في العام الماضي، من بين كل الأشياء، أعُلنت الحفلة التي كانت تحظى بشعبية لدى الجمهور مجتمعاً مغلقاً على شلّة ضيقة وشبه منبوذة من الجميع تقريباً. في العام الماضي، لم تبث رابطة صحافيي هوليوود الحفلة، والطريقة الوحيدة لرؤية الفائزين كانت من خلال موقع غولدن غلوب ووسائل التواصل الاجتماعي. كان التصعيد وشيكاً لفترة طويلة. لسنوات، اتُهمت الرابطة بالفساد والعنصرية والتمييز على أساس الجنس. ففيما يصوّت ما يقرب من 10000 عضو في لجان تحكيم جوائز الأوسكار، ظلّ الأمر في غولدن غلوب منوطاً بما يقرره 90 مندوباً غالبيتهم من الرجال البيض، والذين أيضاً بدوا منفتحين تماماً على تلقّي الهدايا والمزايا من الفائزين المحتملين بالجوائز.
كما الأوسكار من قبلها، استجابت رابطة هوليوود لتراجع شعبيتها وخفوت ألقها، من خلال فرض قواعد جديدة واستحداث منصب «مسؤول التنوع الرئيسي». في سبتمبر الماضي، أعلنت الرابطة أيضاً أنها رفعت عدد الأعضاء المصوّتين في هيئة المحلفين لتضم 200 شخص، نصفهم من النساء ونصفهم «متنوعين عرقياً». بالنسبة للكثيرين، لم يكن ذلك كافياً. على الرغم من الإصلاحات، انتقد البعض في صناعة السينما رابطة هوليوود لرفضها التعامل الحازم مع سوء السلوك السابق وتاريخ طويل من الشُبهات.
وبينما عاد الحفل هذا العام الى شاشات التلفزيون واستقطب الكثير من النجوم إلاّ أن بعض المشاهير ما زالوا غير مقتنعين بهذه التغييرات وواصلوا مقاطعتهم للحفل. وفي حين تسلّم معظم الفنانين الفائزين جوائزهم شخصيا، بقي آخرون غائبين عن المشهد.
توم كروز مقاطعاً
ابتعد توم كروز الذي حقّق فيلمه «توب غن: مافريك» إيرادات كبيرة، عن الحدث احتجاجاً، حتى أنه تنازل عن جوائزه السابقة، تعبيراً عن احتجاجه على الفضائح التي أثيرت في شأنها.
برندن فرايزر يقاطع رغم ترشيحه
كذلك تغيّب عن الحدث برندن فرايزر الذي كان مرشحاً لجائزة أفضل ممثل عن أدائه لدور الأستاذ السمين المنعزل في منزله في «ذا وايل».
وفي حديث إلى مجلة «جيه كيو»، قال فرايزر الذي يتهم الرئيس السابق للرابطة بالاعتداء عليه جنسياً عام 2003: «سبب المقاطعة هو تاريخي معهم، ووالدتي لم تُربِّني كمنافق».
وكان الرئيس السابق للرابطة فيليب بيرك، الذي ينفي التهمة، قد أقيل من الرابطة لوصفه «حياة السود مهمة» بأنّها «حركة عنصرية بغيضة».
وجاءت إقالته في الربيع بعد عام حافل بالمشاكل بالنسبة إلى الرابطة، التي غرقت في فضائح فساد أعضائها ووُجِهَت إليها الانتقادات بسبب افتقارها إلى التنوّع.
وقالت رئيسة الرابطة هيلين هون لمجلة «هوليوود ريبورتر»، إنّ الرابطة باتت مختلفة عمّا كانت عليه سابقا.
وأضافت: «أحترم قرار برندن فرايزر وآمل شخصياً بصدق أن يكون ممكناً أن نتقدم، وأن نستعيد ثقة فرايزر وكذلك ثقة القطاع السمعي والبصري برمّته».
كيت بلانشيت تغيب بسبب انشغالات سابقة!
كما غابت كيت بلانشيت الحائزة جائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم تود فيلد الأخير الرائع «تارّ». وقالت كيت إنها لم تحضر نظرًا لارتباطها بعمل في فيلم يُصوّر في المملكة المتحدة.
كيفين كوستنر وزندايا يتغيبان رغم فوزهما
وكان من بين الفائزين الذين لم يحضروا الحفل، كيفن كوستنر وزندايا، اللذان فازا بجائزة أفضل ممثل وممثلة عن فيلم Euphoria في فئة الدراما التلفزيونية.