أوسكار 2021.. يعيد البريق الى المهرجانات
بعيداً عن شاشات وتطبيقات التواصل نجح منظمو أوسكار 2021 بالتحدي وأعادوا التألق الى هذا المهرجان الذي طالما كان قبلة أنظار ليس محبي السينما فحسب وإنما عشاق الموضة كذلك الذين يتلهفون لرؤية إطلالات النجوم على السجادة الحمراء التي كانت غائبة عن جميع الأحداث التي أقيمت منذ تفشي وباء كورونا.
وبعد عزل استمر لأكثر من عام، عاد البريق الى أوسكار 2021 الذي وإن أقيم بعدد قليل نسبياً من المدعووين ووسط اجراءات وقاية عالية. فبهدف تحقيق التباعد الاجتماعي قدم المنظمون الحفل في حلة جديد، ونقلوه إلى محطة “يونيون” للقطارات في وسط مدينة لوس أنجلوس علماً أنه كان يقام تاريخياً في مسرح الدولبي. وقد تم إخضاع جميع الضيوف لإجراءات صارمة شملت فحوص الكشف عن فيروس كورونا، ثم سار المرشحون للجوائز والضيوف على السجادة الحمراء معظمهم من دون كمامات. وجلسوا في مقر الاحتفال الذي كان أشبه بالملهى أو تبادلوا الأحاديث في “الهواء الطلق“.
أقيم الحفل الذي تُمنح فيه أهم الجوائز في صناعة السينما بعد عام صعب مع توقف الإنتاج وإغلاق دور السينما لعدة أشهر كما تأجل عرض بعض الأفلام الشهيرة لأكثر من عام بسبب فيروس كورونا.
نومالاند خرج بنصيب الأسد
في حفل أوسكار “استثنائي” خرج فيلم “أرض الرُحل” (نومادلاند) بنصيب الأسد من ليلة لن تنسى، بعدما فاز بجائزة أوسكار أفضل فيلم، إضافة الى جائزتي أفضل إخراج وجائزة أفضل ممثلة في دور رئيسي.
ويحكي فيلم “نومالاند”، قصة مجموعة من قاطني الشاحنات في الولايات المتحدة إبان فترة الركود، يتنقلون من عمل إلى آخر في مسعى صعب لكسب العيش.
كلويه جاو أول امرأة آسيوية تفوز بالأوسكار
فازت المخرجة الصينية كلويه جاو بجائزة أفضل إخراج عن فيلم “نومالاند” لتصبح أول امرأة آسيوية وثاني امرأة على الإطلاق تفوز بالجائزة. وكانت كاثرين بيجيلو أول امرأة تحصد الجائزة عام 2010.
فرنسيس مكدورماند تفوز بثالث أوسكار لها
وفازت فرانسيس مكدورماند بثالث جائزة في تاريخها عن دورها في فيلم “نومالاند”، وهي واحدة من بضعة ممثلين محترفين شاركوا في الفيلم الذي أدى فيه العديد من الهواة شخصياتهم الحقيقية.
فرانسيس مكدورماند سبق لها الفوز بجائزتي أوسكار كأفضل ممثلة رئيسية، عام 1997 عن دورها في فيلم “Fargo”، وعام 2018 عن دورها في فيلم “Three Billboards Outside Ebbing, Missouri “ .
يون يوه جونغ أول كورية تفوز بالأوسكار
كذلك حازت الممثلة الكورية الجنوبية يون يوه جونغ، جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور مساعد عن فيلم Minari للمخرج لي إيزاك تشيونج، لتصبح أول ممثلة كورية جنوبية تفوز بالأوسكار طوال تاريخ الأوسكار منذ انطلاقه عام 1929 لغاية هذا العام.
وقالت الممثلة الكورية الجنوبية يون يوه جونغ البالغة من العمر”73 عاماً” في خطابها: “عادة، عندما أعيش في الجزء الآخر من العالم، أشاهد التلفاز فقط وهناك جائزة الأوسكار. لكنني، كوني هنا، بنفسي. لا أستطيع أن أصدق أنني هنا”.
وحين سئلت حول رواية قصص متنوعة، أشارت، إلى ضرورة تنوع صناع السينما والعاملين فيها قائلة: ” من الجيد جدًا أن نفهم بعضنا البعض. يجب أن نحتضن بعضنا البعض. لا ينبغي تصنيف الناس، لأنها ليست طريقة جيدة للتقسيم. إذا جمعنا الألوان معاً سنجعلها أجمل. حتى قوس قزح له سبعة ألوان”.
وفيلم Minari التي فازت يون يوه جونج عن دورها فيه بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة بدور مساعد، أثار الإعجاب في كل من شاهده لتميز أحداثه بمعالجة درامية ناضجة لقصة عائلة كورية جنوبية تقليدية انتقلت للعيش في أركنساس لبدء مشروعها العائلي وإقامة مزرعة في حقبة الثمانينيات، وبينما تسعى العائلة في عيش الحلم الأميركي بهدوء، وتأمين حياة كريمة لنفسها في الولايات المتحدة، تنقلب الأمور فجأة عندما تقتحم حياتهم جدة متناقضة معهم ، فتتغير حياتهم بشكل كامل.
حصة كبيرة للنساء
رغم أن احتمالية منح جوائز التمثيل الأربعة لأشخاص ملونين للمرة الأولى لم تتحقق، إلا أن 15 امرأة حصدن 17 جائزة هذا العام وهو رقم قياسي.
ومن بين الجوائز التي فازت بها نساء جائزة أحسن صوت لفيلم (ساوند أوف ميتال)، وجائزة تصميم الإنتاج التي ذهبت لفيلم (مانك)، وأفضل سيناريو مكتوب خصيصا للسينما وهي الجائزة التي فاز بها فيلم (بروميسينغ يانغ وومن).
أنطوني هوبكنز أكبر ممثل يحصل على الأوسكار
دخل الممثل المخضرم أنطوني هوبكنز تاريخ جوائز الأوسكار بعدما أصبح رسمياً أكبر الممثلين الحاصدين لجائزة الأوسكار بعدما انتزع، جائزة أفضل ممثل في دور رئيسي عن دوره في فيلم “The Father” عن عمر 83عاماً.
تغلّب هوبكنز على الممثل الراحل تشادويك بوزمان الذي فاز بجائزة غولدن غلوب عن دوره في “ما رينيز بلاك بوتوم” بعد وفاته من السرطان في عمر الثالثة والأربعين .
ونافسه على الجائزة أيضا غاري اولدمان (مانك) وريز أحمد (ساوند اوف ميتال) وستيفن يون (ميناري).
وانتظر الممثل العالمي طيلة 29 عاماً ليحصد جائزة الأوسكار الثانية في تاريخه من أصل 6 ترشيحات.
إطلالات النجوم
غياب البذخ … والكمامات
حضر نجوم الأوسكار على السجادة الحمراء بكامل أناقتهم وسط تدابير احترازية فرضتها جائحة كورونا إلا أنّ البساطة كانت سمة المهرجان فالبذخ الذي كان يشهده حدث هام كحفل الأوسكار غاب وخفت معه بريق الماس النادر والفساتين الضخمة الاستعراضية باستثناء إطلالات نادرة…
وقبل أن يحين موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار 2021 ، بعثت اللجنة المشرفة على حفل الأوسكار وعلى رأسها المنتج ستيفن سوديربيرغ رسالة واضحة الى المرشحين للجوائز تفيد بوضوح أن الفساتين الرسمية هي موضع ترحيب والكاجوال ممنوع، والكمامات مرفوضة مع تجديد اللجنة وعدها باتخاذ أقصى تدابير السلامة الصحية للضيوف، فهل التزم النجوم بها؟ الجواب في الإطلالات التي اخترناها.