نهر السين قابل للسباحة قبل أسابيع من انطلاق الألعاب الأولمبية

على الرغم من الشكوك الكثيرة، التي طالت قدرة باريس على تنظيف نهر السين قبل موعد انطلاق الألعاب الأولمبية، وعلى الرغم من أحوال الطقس غير الملائمة، يبدو أن نهر السين سيكون هو نجم الألعاب الأولمبية الباريسية، إذ أعلنت بلدية باريس يوم الجمعة الماضي إن نهر السين كان نظيفا بدرجة كافية للسباحة خلال معظم الأيام الـ 12 الماضية، وذلك قبل أسابيع فقط من انطلاق الألعاب الأولمبية.
نظيف رغم الأمطار غير المتوقعة
نجحت السلطات الفرنسية وإن في الدقائق الأخيرة بالوفاء بوعودها، وهي اليوم تعقد الآمال على الأحوال الجوية الجيدة لمساعدتها في تنفيذ الخطط الرئيسة لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية في 26 يوليو، والتي سيكون نهر السين نجمها، إلا إذ شاءت الأمطار غير الموسمية التي تشهدها باريس حاليًا عكس ذلك.
وشهدت منطقة باريس هطول أمطار غير موسمية خلال الأسابيع الأخيرة، ما أدّى إلى رفع مستويات التلوث في نهر السين حيث تتدفق مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى النهر.
ومن المتوقع أن يكون الطقس في باريس جافًا في الغالب خلال آخر 14 يومًا قبل بدء الألعاب. ومن المقرر أن يتم استخدام نهر السين في مرحلة السباحة في الترياتلون يومي 30 و31 يوليو و5 أغسطس، بالإضافة إلى السباحة في المياه المفتوحة يومي 8 و9 أغسطس.
وزيرة فرنسية تسبح في نهر السين لتؤكد جهوزيته

ولتأكيد هذا الخبر وضحد الإشاعات والأخبار الكاذبة وكل الشكوك التي ساورت الكثير من المتابعين، سبحت وزيرة الرياضة الفرنسية إميلي أوديا كاستيرا في مياه نهر السين، يوم السبت في إطار دعاية تأمل السلطات الفرنسية من خلالها أن تُظهر أن النهر نظيف بما يكفي وجاهز لاستضافة مسابقات السباحة.
والتقطت عدسات المصورين صورًا للوزيرة الفرنسية أثناء السباحة لفترة وجيزة في النهر الشهير بالقرب من جسري ألكسندر الثالث وأنفاليد. ومن المقرّر أن تقام سباقات الترياتلون والماراثون في دورة الألعاب الأولمبية في نهر السين.
توني إستانجيت وآن هيدالجو يستعدان للغطس في مياه السين
وفي السياق ذاته أعلن المحافظ بالإقليمي مارك غيوم اليوم خلال برنامج France Bleu Paris، أنّه سيقوم بالسباحة في نهر السين يوم الأربعاء 17 يوليو أي قبل تسعة أيام من انطلاق الألعاب الأولمبية، وسيشاركه في السباحة كلّ من رئيس اللجنة المنظمة توني إيستانغيت وعمدة باريس آن هيدالغو. وقال المحافظ: “على مدى 15 يومًا، رأينا أننا على مستوى المعايير في ما يتعلق بالجودة البكتريولوجية للنهر”.
أما بالنسبة إلى التدفق، الذي لا يزال أعلى بثلاث مرات من المعتاد صباح الاثنين، بأكثر من 450 مترًا مكعبًا في الثانية مقارنة بـ 100 إلى 150 عادة في الصيف، فإنه سيتجه نحو “الانخفاض” الذي سيكون “متوافقا مع حفل الافتتاح”. وأكد المحافظ أن عرضًا بحريًا غير مسبوق سيجري على نهر السين.
ومع ذلك، فمن المحتمل أن يتم استبدال القوارب ذات مجاري الهواء الأكبر بأخرى أصغر، كما أشار مارك غيوم.
وقد استثمرت الدولة ومجتمعات إيل دو فرانس 1.4 مليار دولار في هذه الخطة. وقال مارك غيوم: “سنكون قد قمنا بعملية تنظيف تتجاوز الأهداف المحدّدة”.
أحد الأهداف ذات الأولوية للخطة هو تصحيح توصيلات المجري الضعيفة لـ 23000 منزل تقع أعلى منبع باريس والتي تتصل مباشرة بنهر السين والمارن دون معالجة مياه الصرف الصحي.
ومن الجدير ذكره أن هذه ليس المرة الأولى التي يكون فيها السين جزءاً من الألعاب الأولمبية إذ سبق له أن استضاف استخدم أولمبياد باريس عام 1900.