منافع ومضار تناول الطعام بين الوجبات
بات تناول الطعام بين الوجبات من العادات الشائعة بين غالبية الناس في عصرنا هذا. فمنهم من يأكل بسبب الشعور بالجوع، وهذا دليل على أنه لا يتناول وجباته الأساسية كاملة، ومنهم من يتناول الطعام نتيجة الشعور بالملل أو القلق، وذلك يعود إلى أسباب نفسية وانفعالية. وتتوقّف منافع ومضار هذه العادة بحسب إختصاصيي التغذية، على كمية السعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة التي يتمّ تناولها.
على عكس ما هو راسخ في الأذهان، لا يعتبر تناول بعض الأطعمة الخفيفة بين الوجبات الرئيسة، ضاراً بالصحة، فقد أظهرت الأبحاث الحديثة أن تناول الطعام مرات عدّة في اليوم، مفيد إذا ما تمّ بشكل صحيح. وبحسب إختصاصيي التغذية، فإن تناول الأطعمة الخفيفة الصحية بين الوجبات، يساعد في السيطرة على الوزن، كما يعتبر طريقة جيدة للحصول على العناصر الغذائية اللازمة للجسم، ولتجنّب تعكّر المزاج المرتبط بالجوع.
وجبات أكثر بكميات أصغر
تظهر دراسات عديدة، أن مستويات الكوليسترول تكون أكثر انخفاضاً لدى الأشخاص الذين يتناولون بضع وجبات خفيفة يومياً، إضافة الى الوجبات الرئيسة مقارنة بالآخرين الذين يكتفون بعدد أقل في الوجبات.
ويعتقد خبراء التغذية أن الأكل المتكرّر يمكن أن يساعد في الحفاظ على توازن مستويات الأنسولين، ما يؤدّي الى التخفيف من إفراز الكوليسترول أثناء عملية الأيض، لكن لا بد من تأكيد ضرورة زيادة عدد الوجبات من دون زيادة مجموع الوحدات الحرارية اليومية، وأسهل طريقة لتحقيق ذلك، هي تقسيم كمية الأكل التي نتناولها عادة الى وجبات أصغر حجماً وأكثر عدداً.
وللتغلّب على الشعور بالجوع يجب الإلتزام بتناول خمس وجبات يومية صغيرة الحجم، بمعنى الإلتزام بتناول الوجبات الثلاث المعتادة مع إضافة وجبة خفيفة “سناك” بعد ساعتين تقريباً من تناول كل وجبة أساسية، فتلك الطريقة تساعد على عدم الشعور بالجوع بشكل مستمر، وبالتالي لن تضطر الى تناول المزيد من الطعام، لأن تناول حفنة من المكسّرات أو ثمرة فاكهة أو حتى كوب لبن أو حليب خال من الدسم كوجبة خفيفة، تمنح الشعور بالشبع.
بعض الحيل للتغلّب على الجوع
على الرغم من التزامنا بتناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسة، قد يفاجئنا الشعور بالجوع ويعكّر مزاجنا، فنحتار ماذا نأكل كي لا نتخطى عدد السعرات الحرارية المسموح بها يومياً، في هذه الحالة من المفيد تجربة إحدى الحيل التالية:
شرب الماء: ضع زجاجة مياه إلى جانبك، واشرب كلما شعرت بالرغبة الملّحة لتناول الطعام، فكمية المياه المتناولة ستعمل على ملء البطن.
تناول الخضروات: يجب الحرص دوماً على تناول الخضار عند الشعور بالجوع قبل موعد الطعام. وهنا يمكن الاخيتار بين تناول الخيارمثلاً أو البروكولي أو حتى الخس، فتناول الخضروات وإن بكميات كبيرة لا يؤثر إطلاقاً على الوزن.
ممارسة التمارين الرياضية: عند ممارسة بعض التمارين الرياضية، ننسى الجوع أو الشغف لتناول الحلوى بشكل تلقائي، لأن العقل والتركيز منصبان على المجهود البدني المبذول.
مضغ العلكة: يبقي مضغ العلكة الخالية من السكر، الفم مشغولاً فلا يفكر العقل في الطعام، مع الحذر من تناول المزيد من قطع العلكة خاصة عند انتهاء مذاقها، فذلك دليل على الحاجة لتناول السكريات.
وجبة خفيفة وفوائد متنوّعة
للوجبات الخفيفة بين الطعام منافع جمّة أهمها التخفيف من شهيتنا لتناول الوجبات السريعة، فهي تساعد على كبت الشهية لتناول الوجبات غير الصحية التي تكون مليئة بالدهون والسعرات الحرارية. كذلك تساعد هذه الوجبات على تحسّن المزاج، فعندما ينخفض مستوى السكر في الدم يصبح المزاج أكثر توتراً لذلك فان السناك أو الوجبة الخفيفة في هذه الحالة تكون مفيدة جداً إذ تعمل بشكل فعال على تحسين المزاج، ولكن الخبراء ينصحون أن تكون هذه الوجبة بعيدة عن الدهون والسعرات الحرارية.
كذلك تساعدنا هذه الوجبات على إمداد أجسامنا بكمية أكبر وأكثر تنوّعاً من الفيتامينات والمواد المغذية التي نحتاجها بشكل يومي.
قلّة النوم تزيد الوزن!
تزيد فترات النوم القصيرة من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة بين وجبات الطعام الرئيسة، وتجعلنا نفرط في تناول الطعام. وقد بيّنت الدراسات أن قلّة النوم كذلك تؤثر في مناطق محدّدة من الدماغ وهي المسؤولة عن اتخاذ القرارات المعقّدة والتي تجعلنا نفضّل الأطعمة غير الصحية، كما تسبّب قلّة النوم أيضاً تغييرات في مستويات هورمونات الجوع لدينا، إذ يقلّ مستوى مادة الليسيتين في الدماغ، وهي المسؤولة عن تنظيم الجرعات والاشارات الخاصة بالطعام عندما يكون لدينا ما يكفي منه في أمعائنا، بينما ترتفع مادة الغريلين المسؤولة عن تحفيز الشهية وانتاج الدهون ونمو الجسم.