متلازمة التمثيل الغذائي: الأسباب وعوامل الخطر وسبل الوقاية
استناداً إلى التعريف الطبي، تُعتبر متلازمة التمثيل الغذائي، ويُطلق عليها أيضاً اسم “متلازمة مقاومة الأنسولين”، مجموعة من المشاكل الصحية والتي تشمل ارتفاع ضغط الدم، ومقاومة الأنسولين وارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم، والسمنة وخاصةً تراكم الدهون في منطقة البطن، وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار أو الدهون الثلاثية. وعندما تجتمع هذه المشاكل الصحية معاً أو ثلاثة منها عند الشخص، فإنه يمكن تشخيص الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والتي تسمى أيضاً متلازمة الأيض.
هذه المتلازمة تزيد من خطر الإصابة بمجموعة من الأمراض، مثل مرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب التاجية، والسكتة الدماغية، والأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية، والكبد الدهني، والعديد من أنواع السرطان. فما هي عملية التمثيل الغذائي؟ وما هو دورها في الجسم؟ وما مدى خطورة متلازمة التمثيل الغذائي؟
يشير مصطلح التمثيل الغذائي إلى العمليات الكيميائية الحيوية في الجسم والمرتبطة بتحويل الطعام والسكريات إلى طاقة، أي تشير إلى معدل حرق السعرات الحرارية لإنتاج الطاقة التي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه. وتؤدّي الاضطرابات في عملية التمثيل الغذائي إلى مشاكل صحية عدّة، يُطلق عليها اسم متلازمة التمثيل الغذائي.
أعراض متلازمة التمثيل الغذائي
معظم الاضطرابات المرتبطة بمتلازمة التمثيل الغذائي ليس لها علامات أو أعراض واضحة، لكن إحدى العلامات المرئية هي محيط الخصر الكبير، إلى جانب ارتفاع مستوى السكر في الدم. وتتعدّد الأسباب وعوامل خطر متلازمة التمثيل الغذائي، والتي تشمل السمنة، إذ إن هناك ارتباط وثيق بين هذه المشكلة الصحية وزيادة الوزن أو السمنة أو قلة النشاط. كما ترتبط متلازمة التمثيل الغذائي بحالة تسمى مقاومة الأنسولين الذي هو هرمون يفرزه البنكرياس ويساعد السكر على دخول الخلايا لاستخدامه كوقود، فعادةً يقوم الجهاز الهضمي بتقسيم الأطعمة التي نتناولها إلى سكر. عند الأشخاص الذين يعانون من مقاومة الأنسولين لا تستجيب الخلايا بشكل طبيعي للأنسولين ولا يمكن للغلوكوز دخول الخلايا بسهولة، ونتيجةً لذلك ترتفع مستويات السكر في الدم، حتى عندما يفرز الجسم المزيد والمزيد من الأنسولين لمحاولة خفض نسبة السكر في الدم.
عوامل خطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي
تتنوع العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي، وعلى رأسها تقدّم العمر، إلى جانب السمنة خاصةً في منطقة البطن وداء السكري أثناء الحمل أو إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بداء السكري من النوع 2. بالإضافة إلى أمراض أخرى مثل مرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول، أو متلازمة تكيس المبايض.
ما هي مضاعفات متلازمة التمثيل الغذائي
تُعدّ المضاعفات التي قد تنتج عن متلازمة التمثيل الغذائي خطيرة، وقد تكون طويلة الأمد ومزمنة، ومن هذه المضاعفات مرض السكري من النوع 2، لا سيما مع غياب التحكم في الوزن الزائد، فقد يصاب الشخص بمقاومة الأنسولين، ما قد يؤدّي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم والإصابة بمرض السكري من النوع 2. و يتمثل الخطر الثاني في إمكانية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يمكن أن يساهم ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم في تراكم اللويحات في الشرايين وتضيق هذه اللويحات وتصلبها، ما قد يؤدّي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية. وقد تشمل هذه المضاعفات الإصابة بنوبات قلبية، وأمراض الكلى والسكتة الدماغية ومرض الكبد الدهني اللاكحولي ومرض الشرايين المحيطي.
كيف يتم تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي
يتم تشخيص متلازمة التمثيل الغذائي من قبل الطبيب بناءً على الفحص البدني بالإضافة إلى نتائج بعض فحوصات الدم، ووفقاً للمعهد الوطني للقلب والرئة والدم وجميعة القلب الأميركية، يجب أن يكون لدى الشخص ما لا يقل عن ثلاثة من عوامل الخطر الأيضية الخمسة، وتشمل هذه العوامل ما يلي: ارتفاع ضغط الدم، بحيث يكون أعلى أو يساوي 85/130، نسبة مستوى السكر في الدم عند الصيام أو السكر الصيامي أكثر أو يساوي 100 ملغم/ 100 مللتر. انخفاض كوليسترول البروتين الدهني العالي الكثافة إلى أقل من 50 ملغم/ 100 مل لتر عند النساء، وأقل من 40 ملغم/ 100 مل لتر عند الرجال. وارتفاع الدهون الثلاثية في الدم إلى أكثر أو يساوي 150 ملغم/ ديسيلتر. إلى جانب السمنة المفرطة في منطقة البطن تحديداً؛ بحيث يكون محيط الخصر عند النساء 88 سم أو أكثر و102 سم أو أكثر عند الرجال.
علاج متلازمة التمثيل الغذائي
يجب اعتماد تغييرات في نمط الحياة مثل النظام الغذائي والتمارين الرياضية، والتي تُعتبر جزءاً من رحلة علاج متلازمة التمثيل الغذائي. إذ يوصي خبراء الصحة بممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل مثل المشي السريع يوميًا. والعمل على فقدان 7 في المئة من وزن الجسم، ما يساهم في تقليل مقاومة الأنسولين وضغط الدم وتقليل خطر الإصابة بمرض السكري، في الواقع أي مقدار من فقدان الوزن مفيد كما من المهم أيضًا الحفاظ على فقدان الوزن. بالإضافة إلى اعتماد نظام أكل صحي، يتضمن تناول الخضروات، والفواكه، والحبوب الكاملة الغنية بالألياف، والبروتينات الخالية من الدهون، كما تميل خطط الأكل الصحي إلى التوصية بالحد من المشروبات المحلاة بالسكر والكحول والملح والدهون وخاصةً الدهون المشبعة والدهون المتحولة. كما يؤدّي الإقلاع عن التدخين إلى تحسين الصحة العامة بشكل كبير، ويساعد النشاط البدني والتأمل واليوغا وغيرها من البرامج في التعامل مع التوتر وتحسين الصحة العاطفية والجسدية. كما قد يقترح الطبيب أدوية للمساعدة في التحكم في ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والسكر في الدم.