الشهر العالمي للزهايمر: ما هي أهم التدابير الوقائية؟
في شهر سبتمبر من كل عام يحيي العالم، الشهر العالمي للزهايمر، هذا المرض الذي يصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. إذ وفق المنظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص ممن يعانون من الخرف إلى 139 مليوناً بحلول العام 2050، من هنا يتوجب فهم هذا المرض العصبي التنكسي والتعرف على أهم التدابير الوقائية المتعلقة به.
مرض الزهايمر الأكثر شيوعاً حول العالم
يُعدّ مرض الزهايمر أكثر شيوعاً مما يتوقع الكثيرون، فهو مسؤول عن نسبة تصل إلى 80 في المئة، من إجمالي حالات الخرف لدى كبار السن، ويؤثر على أكثر من 50 مليون شخص في العالم. وقد أظهرت دراسة حديثة نشرتها لانسيت للصحة العامة، أن دولة الإمارات ودول الخليج الأخرى مرشحة لتسجيل واحدة من أكبر نسب الزيادة في حالات الخرف عالمياً على مدار السنوات الثلاثين المقبلة. وبحلول العام 2050، يتوقع أن تشهد دولة الإمارات زيادة هائلة بواقع 1,795 في المئة في حالات الخرف، بينما يتوقع أن تسجل دول الخليج الأخرى ارتفاعاً ضخماً، ومنها قطر والبحرين بنسبة 1,926 في المئة و1,084 في المئة على الترتيب.
ما هو مرض الزهايمر؟
يسبّب مرض الزهايمر تدهوراً بطيئاً في الذاكرة، ويزداد سوءاً بمرور الوقت، ما يؤدّي إلى تلف خلايا المخ تدريجياً. ويحدث هذا بسبب تراكم بروتينات غير طبيعية، ولكن المصابين بمرض الزهايمر قد يعيشون لأكثر من عشر سنوات دون أعراض واضحة. وعند موت خلايا الدماغ، يهاجم المرض منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة، لذلك فإن فقدان الذاكرة، وخاصة الذكريات الأخيرة، هي أولى الأعراض المبكرة في الغالب.
أسباب مرض الزهايمر وسبل الوقاية
على الرغم من إجراء الكثير من الدراسات والأبحاث المكثفة، ما يزال السبب الدقيق لمرض الزهايمر غير مفهوم تماماً، ولكن العلماء يعتقدون بأن هناك احتمالاً بأن المرض ينتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية بالإضافة إلى أسلوب الحياة. وقد سلّطت العديد من الدراسات الضوء على دور نمط الحياة الصحي في تقليل خطر الإصابة بالزهايمر أو تأخير ظهوره مثل النظام الغذائي الصحي، إذ تلعب التغذية دوراً مهماً في صحة الدماغ، وقد يساعد النظام الغذائي الغني بالفواكه والمكسرات والألياف في تقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر. هذا إلى أهمية النشاط البدني، من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، والتي تعتبر مفيدة للجسم والدماغ على حد سواء، حيث يمكن أن تساعد الأنشطة مثل المشي أو السباحة أو اليوجا في الحفاظ على الوظيفة الإدراكية وتقليل خطر فقدان الذاكرة. ويكتسب التفاعل والتواصل الاجتماعي، أهمية خاصة، حيث يفيد البقاء على تواصل مستمر مع الآخرين من خلال التفاعلات الاجتماعية الإيجابية صحة الدماغ، فالنشاط الاجتماعي يمكن أن يساعد في حماية الدماغ من خطر الإصابة بمرض الزهايمر سواء عبر قضاء الوقت مع الأسرة أو الانضمام إلى نادٍ محلي أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية.
يبقى مرض الزهايمر مشكلة صحية حرجة على الصعيد العالمي وفي المنطقة، وتواصل دول المنطقة التعاون ودعم الجهود الدولية لتحسين مستوى الرعاية وزيادة الوعي وتطوير البحث حول هذا المرض كجزء من مبادراتها المتزامنة مع الشهر العالمي للزهايمر.