كيف نحسّن من صحة القلب

يُخصص شهر فبراير من كل عام للتوعية بصحة القلب وتسليط الضوء على مجالات الوقاية وسبل تحسين صحة القلب. وتركز حملات التوعية هذا العام على تأثير العوامل الوراثية على أمراض القلب، وما يمكن فعله لتقليل مخاطر أمراض القلب، حتى إذا كان هناك تاريخ عائلي من مشاكل قلبية وعائية.
ما هي أمراض القلب
أمراض القلب هي مصطلح شامل، يشير إلى عدة حالات تؤثر على بنية القلب ووظيفته، إلا أن النوع الأكثر شيوعًا من أمراض القلب هو مرض الشريان التاجي، وعادةً ما يحدث نتيجة تراكم الترسبات على جدران الشرايين وحولها في القلب. وهناك أيضاً أمراض صمامات القلب، أمراض عضلة القلب أو اعتلال عضلة القلب، إلى جانب الحالات التي تؤثر على النظام الكهربائي للقلب أو اضطرابات النظم القلبي وأمراض القلب الخلقية. وتختلف الأعراض الدقيقة حسب نوع المرض وشدته.
عوامل نمط الحياة وتأثيرها على صحة القلب
تلعب عوامل نمط الحياة، والتي تشمل مدى النشاط البدني، ونوعية النظام الغذائي، ومدى جودة النوم، الدور الأكبر في صحة القلب، كما يقول ستيفن كوبسكي، دكتور في الطب، أخصائي أمراض القلب في مايو كلينك. لكن هناك ظروف لا يمكن التحكم بها وهي الوراثة والتاريخ العائلي، التي تؤثر أيضًا على خطر الإصابة بأمراض القلب. على سبيل المثال، يُعتقد أن أمراض القلب الخلقية تميل إلى الانتقال في العائلات، ما يعني أن الحالة قد تُورَّث من الوالد إلى الطفل. تشير أبحاث أخرى إلى أن بعض الحالات الوراثية، مثل متلازمة داون وأنواع معينة من ضمور العضلات (الحثل العضلي)، قد تكون مرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تأثير العوامل الوراثية

قد يكون للتاريخ العائلي دور في أمراض القلب التي تتطور لاحقًا في الحياة. وعلى الرغم من أن الأرقام الدقيقة قد تختلف، فإن الأبحاث تشير باستمرار إلى أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من مرض الشريان التاجي، على سبيل المثال، لديهم خطر أعلى بشكل ملحوظ للإصابة بالمرض بأنفسهم. وبالمثل، فإن الأشخاص الذين ينتمون إلى عائلات شهدت حالتين أو أكثر من الوفيات المبكرة المرتبطة بالقلب، لديهم خطر أعلى بثلاثة أضعاف للإصابة بأمراض القلب الوعائية قبل سن الخمسين. ويقول الدكتور كوبسكي، في هذا الإطار إلى أهمية فهم التاريخ العائلي، الذي يُعد جزءًا مهمًا من الصورة الكاملة. ولكن من المهم بنفس القدر عدم المبالغة في تقدير المخاطر الجينية. فالوراثة تشكل 20% إلى 30% فقط من عوامل الخطر، كما يوضح الدكتور كوبسكي. ولكن العادات الإيجابية مثل ممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي صحي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الجينات، بل وأكثر من ذلك.
أهمية أنماط الحياة الصحية
يشير الدكتور كوبسكي، إلى أنه يمكن لبعض أنماط الحياة الصحية أن “تُعطّل” الجينات السيئة وتُفعّل الجينات الجيدة، ويقول “نرى مرضى في عيادتنا الوقائية يعانون من ارتفاع شديد في الكوليستيرول بسبب عوامل وراثية. نعلم أنه إذا اتبعوا نمط حياة صحيًا وبدأوا ذلك في وقت مبكر من حياتهم، فإن ذلك يقلل من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.” بعبارة أخرى، يقول الدكتور كوبسكي إن العادات اليومية التي تلتزم بها لحماية صحة قلبك على مدار السنوات غالبًا ما تكون أكثر تأثيرًا من العوامل الوراثية”. بالطبع ليس هناك سحر أو نظام واحد يمكنه منع أمراض القلب ومضاعفاتها الخطيرة مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وبحلول هذا الوقت، يعرف معظم الناس أن الخيارات الصغيرة والمستمرة في جميع جوانب الحياة تُحدث فرقًا كبيرًا.
أبرز الإرشادات لاعتماد نمط حياة صحي
يجب إدخال مجموعة متنوعة من الأطعمة المغذية. عند اختيار وجبات الطعام والأطعمة الخفيفة بين الوجبات، يمكن التركيز على الفواكه الطازجة، والخضروات، والبقوليات، والحبوب الكاملة. التقليل من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الملح أو الأطعمة المعالجة، لأنها قد ترفع ضغط الدم ومستويات الكوليستيرول. التحرك قدر الإمكان. بالنسبة للبالغين، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بممارسة نشاط بدني معتدل لمدة لا تقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا. يمكن للتمارين الرياضية أن تساعد في خفض ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليستيرول، والحفاظ على وزن صحي للقلب. للبدء في هذه الرحلة الصحية، ينصح الدكتور كوبسكي بإدخال المزيد من الحركة إلى الروتين اليومي قدر الإمكان وتخصيص وقت للتدريبات الخفيفة لتقوية العضلات وتمارين الفواصل بقدر ما تستطيع، يشمل ذلك أعمال البستنة، والمشي، واستخدام الدَّرَج. كما يشير الدكتور كوبسكي، إلى أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد لصحة القلب وجودة الحياة بشكل عام. ولضمان الراحة الكافية، يوصي الدكتور كوبسكي بالنوم والاستيقاظ في نفس الوقت يوميًا.
التوقف عن التدخين وتجنب الكحول

تكون النوبات القلبية أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يدخنون.إذا كنت تستخدم أي منتجات تبغ، فإن الإقلاع عن التدخين في أقرب وقت ممكن يساعد في تقليل خطر إصابتك بأمراض القلب. وبالمثل، من الجيد الحد من دخول الكحول إلى الجسم أو تجنبه تمامًا. على الرغم من أن إجراء العديد من التغييرات قد يبدو أمرًا مرهقًا، تذكر دائمًاً يقول الدكتور كوبسكي “إن أي شيء تفعله لحماية قلبك ليس صغيرًا أو متأخرًا أبدًا. عندما يتعلق الأمر بصحة قلبك، قد تجد أن التعزيز الإيجابي يعد دافعًا أقوى بكثير من الشعور بالخجل أو الخوف. حتى التغييرات الصغيرة يمكن أن تتراكم مع مرور الوقت وتساعد في حماية صحة قلبك، لذا افعل ما تستطيع، قدر ما تستطيع، واحتفل بالنجاحات على طول الطريق.