عرض منزل عائلة الموناليزا في فلورنسا للبيع
هل تساءلت يوماً عن صاحبة الابتسامة الساحرة في اللوحة الفنية الأكثر شهرة في العالم، الموناليزا؟ من هي، وما هي جنسيتها وأين كان تقيم؟ إذ أعاد الإعلان عن طرح فيلا تاريخية عمرها 700 سنة للبيع، في ريف سكانديتش غرب فلورنسا، إلى الأذهان قصة حياة ونسب الموناليزا، أو “السيدة النبيلة” كما يلقبّها الإيطاليون. إذ تعود الملكية الأولى لهذه الفيلا إلى فرانشيسكو ديل جيوكوندو، وهو تاجر حرير، سكن في هذه الفيلا من عام 1498 إلى 1517، وفي تلك الفترة قام بتكليف ليوناردو دا فينشي برسم صورة لزوجته، أصبحت لاحقاً اللوحة الفنية الأشهر حول العالم – الموناليزا، والمملوكة حالياً للحكومة الفرنسية، وهي معروضة في متحف اللوفر في باريس، خلف لوح زجاجي مقاوم للرصاص، وفي بيئة يتمّ التحكم بمناخها، منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى اليوم.
ما هي قصة فيلا أنتينوري أو فيلا الموناليزا؟
تم تشييد الفيلا التاريخية عام 1300، وهي تقع في بلدة يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة. عام 1498 أصبحت الفيلا مملوكة لعائلة جيوكوندو وزوجته موناليزا، وانتقلت في النهاية إلى عائلة أنتينوري، وسمّيت على اسمها. تبلغ مساحة الفيلا المؤلفة من أربعة طوابق نحو 43000 قدم مربع، وهي معروضة للبيع بمبلغ يصل إلى 20 مليون دولار. وتتمتع الفيلا، بأهمية فنية وتاريخية خاصة، وهي مسجّلة لدى هيئة الإشراف على التراث المعماري والمناظر الطبيعية. وعلى الرغم من إجراء تحديثات على العقار عبر القرون، لكن المنزل لا يزال يحتفظ بتفاصيل كثيرة، من بينها كنيسة صغيرة مخطّطة بشكل متعدّد الأضلاع، تعدّ مثالاً على الهندسة المعمارية الدينية في القرن السابع عشر. وتحتوي الفيلا على حمام سباحة بمساحة 750 قدم مربعة، وثماني غرف نوم، ومطبخين، و11 حماماً ومكتبة، وغرفة للياقة البدنية. هناك أيضاً مدخلان منفصلان إلى شقة بأربع غرف لحارس الفيلا وشقة بغرفتي نوم. في الخارج، تحتوي الأرض على مزارع ليمون وزيتون، أشجار سرو، وحديقة زهور تم تجديدها في أوائل القرن العشرين.
هندسة معمارية مذهلة وتصاميم داخلية وخارجية استثنائية
تشهد فيلا أنتينوري، على براعة الهندسة المعمارية، حيث تم تصميم حدائق تحيط بها من قبل المهندس المعماري الإنجليزي سيسيل بينسينت، وتعدّ هذه الحدائق بحد ذاتها معجزة، حيث تتميز بأسراب الزهور المنسقة بعناية والأشجار الشاهقة والممرات المتناظرة التي تقود الزوار عبر قرون من فن البستنة. وعند دخول فيلا أنتينوري، يُستقبل الزوار بأبهى حلة تعكس ماضيها النبيل. وتحتوي على شرفة بانورامية تطل على الحدائق الخضراء للممتلكات، ما يزيد من جاذبية جوهرها الأرستقراطي. بالإضافة إلى الفيلا الرئيسية، تتضمن المرافق الأخرى مبرداً للبرتقال، وبيت زجاجي، ومرآب، ومباني زراعية متنوعة، تساهم جميعها في زيادة جمال وسحر المكان. مع ساعة مُعدة بأمر من ماركيزة ناثالي أنتينوري تزين واجهتها، تحافظ فيلا أنتينوري ليس فقط على تراثها المعماري، ولكنها تحفظ أيضاً التراث الثقافي لسكانها البارزين في الماضي. كما تضيف وهجاً لتاريخ العقار، الذي يمتد عبر قرون، ويشمل رعاية فنية وتأثيراً ثقافياً، وقيمة لا تُقدر بثمن إلى جاذبيتها.
وتجسّد فيلا أنتينوري، البيت العائلي المُحبب لفرانشيسكو ديل جيوكوندو وزوجته موناليزا، منارةً لتراث فلورنسا وعظمة النهضة. ولا توجد وثائق تثبت أن صاحبة لوحة الموناليزا، عاشت في الفيلا، لكن ليس هناك شك في أنها كانت مملوكة لعائلة زوجها في الوقت الذي رسمت فيه اللوحة. ويعتقد الخبراء أن اللوحة رُسمت في الفترة بين عامي 1503 و 1506. وعلى الرغم من أنه من المعروف أن الفيلا تم بيعها لآخر عائلة إيطالية ثرية في الستينيات من القرن الماضي، يرغب الأصحاب الحاليون في البقاء على خصوصيتهم، حسب تقرير من التيليغراف.
الموناليزا لا تزال محط اهتمام فني وثقافي
دارت حول لوحة الموناليزا، قصص كثيرة، وحاول المتخصصّون في مجال الفن شرحها وتحليلها على مرّ الزمن، كما وُصفت بأنها من أكثر الأعمال الفنية التي تمّت محاكاتها بشكلٍ ساخر حول العالم، وهي لا تزال تستقطب آلاف الزوّار الذين يسعون لالتقاط صورهم الشخصية بجانبها في متحف اللوفر.