ديفيد بيكهام مسيرة رياضية حافلة تُتوّج بالتكريم الملكي البريطاني

في لحظة تاريخية تعكس التقدير الرسمي لمسيرة رياضية وإنسانية استثنائية، تم الإعلان عن منح نجم كرة القدم السابق ديفيد بيكهام لقب فارس ضمن قائمة جوائز عيد ميلاد الملك تشارلز الثالث، والتي من المقرر الإعلان عنها الأسبوع المقبل. وذكرت صحيفة ذا صن أن بيكهام، قائد منتخب إنجلترا السابق، سيُدرج في القائمة الملكية بعد مرور أكثر من عقد على ترشيحه الأول للقب، وذلك عقب حصوله سابقًا على وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 2003. وسيحمل النجم الملقب بـسير ديفيد بيكهام هذا الوسام الملكي رسميًا، في حين ستُمنح زوجته فيكتوريا، المغنية السابقة في فرقة سبايس غيرلز، لقب ليدي.
تكريم تأخر

وكان بيكهام على وشك الحصول على اللقب عام 2014، لكن اسمه أُزيل من قائمة الشرف حينها بسبب تحقيقات تتعلق بمخطط مزعوم للتهرب الضريبي، بحسب تقارير صحفية. غير أن اسمه عاد ليتصدر الترشيحات في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد تقاعده الرسمي من كرة القدم في 2013، واستمراره في تقديم أعمال خيرية، أبرزها بصفته سفيرًا للنوايا الحسنة لدى منظمة اليونيسف. وتعززت التكهنات حول قرب منحه اللقب الملكي عندما شوهد مؤخرًا في محادثة ودية مع الملك تشارلز الثالث خلال معرض تشيلسي للزهور، حيث هنّأه العاهل البريطاني بعيد ميلاده الخمسين، في إشارة رمزية فُسّرت على نطاق واسع كتمهيد للتكريم المنتظر.
ديفيد بيكهام يحتفل مع الملك تشارلز بعد إعلان نبأ منحه لقب فارس
وظهر نجم كرة القدم العالمي ديفيد بيكهام في احتفال ملكي خاص، بعد أيام فقط من إعلان خبر منحه لقب فارس من قبل الملك تشارلز. وشهد قصر سانت جيمس في لندن حدثًا مميزًا، حيث احتُفلت الذكرى الخامسة والثلاثون لتأسيس مؤسسة الملك بحضور مجموعة لامعة من المشاهير، كان أبرزهم ديفيد بيكهام، الذي تواجد بكامل أناقته إلى جانب أسماء بارزة مثل ميريل ستريب، كيت وينسلت، بيني لانكاستر، والمقدم الشهير ألان تيتشماريش. وشوهد بيكهام وهو يتبادل النكات والضحكات مع الملك تشارلز، إلى جانب ميريل ستريب وكيت وينسلت، في مشهد مليء بالألفة والدفء، يعكس طبيعة الحدث الاحتفالية. كما بدا نجم الكرة المعتزل، وزوج مصممة الأزياء وعضوة فرقة سبايس غيرلز السابقة فيكتوريا بيكهام، في غاية الحماس بلقاء العاهل البريطاني، خاصة بعد إعلان منحه لقب سير رسميًا بمناسبة عيد ميلاده الخمسين.
إشادة من أساطير الكرة والجماهير بمسيرة بيكهام
وعقب الإعلان، انهالت رسائل التهنئة من نجوم الرياضة والمجتمع، حيث وصف غاري نيفيل، زميل بيكهام السابق في مانشستر يونايتد، الخبر بأنه “مستحق منذ سنوات”، مضيفًا: بيكهام لم يكن مجرد لاعب عبقري، بل قائد ملهم داخل الملعب وخارجه. هذا التكريم اعتراف بسنوات من العطاء الرياضي والإنساني. أما نجم إنجلترا الحالي هاري كين فقال عبر حسابه على منصة أكس:سير ديفيد بيكهام… يبدو اللقب رائعًا ومناسبًا تمامًا لشخص قدّم الكثير لكرة القدم والبلد. مبروك، أسطورة. من جهتها، عبّرت جماهير إنجليزية عن فرحتها، وعلّق أحد المشجعين من مانشستر قائلًا: كبرنا ونحن نقلّد تسديداته، والآن نحتفل به وهو يُكرَّم من الملك… لحظة فخر لكل من أحبّ كرة القدم.
مسيرة رياضية فريدة
وُلد ديفيد بيكهام عام 1975، وبدأ مشواره الاحترافي مع نادي مانشستر يونايتد، حيث أصبح أحد أبرز نجوم الفريق الذهبي بقيادة المدرب السير أليكس فيرغسون. وبلغت مسيرته الكروية ذروتها حين قاد يونايتد لتحقيق الثلاثية التاريخية، الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس إنجلترا، ودوري أبطال أوروبا في موسم 1998/1999. يمتلك بيكهام سجلًا فريدًا في منتخب إنجلترا، حيث خاض 115 مباراة دولية، ويحتل المركز الثالث في قائمة أكثر اللاعبين تمثيلًا للأسود الثلاثة. كما ارتدى شارة القيادة في 59 مباراة، ويُعد اللاعب الإنجليزي الوحيد الذي سجل في ثلاث نسخ متتالية من كأس العالم.
أيقونة رياضية وثقافية

لم يكن بيكهام مجرد لاعب كرة قدم، بل تحول إلى ظاهرة ثقافية عالمية بفضل مزيج من الأداء الرياضي، والأناقة الشخصية، والعمل الخيري. وبعد اعتزاله، ساهم في تأسيس نادي إنتر ميامي الأمريكي، واستمر في دعم القضايا الإنسانية عبر مؤسساته وشراكاته مع منظمات دولية. بتتويجه بلقب فارس، يُضاف إنجاز جديد إلى سجل بيكهام، الذي انتقل من ملاعب الكرة إلى قاعات التكريم الملكي، في رحلة تُجسد كيف يمكن للرياضة أن تكون جسرًا بين الشعوب، وأداة للتأثير الإيجابي المستدام.