جورج شقرا في حوار خاص مع اليقظة الجديدة: رحلة الإلهام والأجواء الأوبرالية في التصاميم
في إلهام مُستمد من الموسيقى والتراث والثقافة، تتعانق الموضة مع الفن في تصاميم جورج شقرا، فتنتج لوحات من الألوان والأنسجة بقالب فنيّ ساحر؛ حيث يجمع المصمم اللبناني العالمي أنوثة المرأة من جوانبها كافة ويمسك بخيوطها قاطبة، ويجسّدها من خلال أنماط عصرية تشبه التحفة.
من الأجواء الأوبرالية إلى الستايل، ومن فنّ العمارة إلى جسد منحوت مشبّع بالتطريزات، ترافق إبداع شقرا الشخصي، أنامل تزخرف بحرفية من داخل مشغله، لتساهم بذلك في تكوين علامة تجارية مفعمة بالفخامة المستدامة تحتضن السيدة بأناقة استثنائية.
كما يستمد جورج شقرا إلهامه من ثقافات البلدان وحضاراتها، فينقل من العالم وإليه، تصاميم فنيّة في لوحات متنقلّة تجسّد تاريخ وتراث وحاضر ومستقبل. لمجموعته الأخيرة للأزياء الراقية لموسمي خريف وشتاء 2024/2025، المستوحاة من مدينة فيرونا الإيطالية الساحرة، استحضر جورج شقرا جوهر ساحة المسرح الروماني أرينا دي فيرونا، أعظم دار أوبرا كلاسيكيّة في البلاد، محوّلاً تراثها الأوبرالي الغني إلى سيمفونية بصريّة تجسّد عظمة الألحان المهيبة والتراكيب الدرامية.
عن هذه المجموعة وغيرها، أجرت “اليقظة الجديدة” حواراً خاصاً مع جورج شقرا، كي نغوص أكثر في عمق تصاميم المبدع اللبناني العالمي.
ما أكثر ما يلهمك في التصاميم؟ وكيف تغيّر الإلهام بين الأمس واليوم؟
يلهمني المزيج الذي يتكوّن منه التراث الثقافي وتتضمنه البيئة المحيطة بي؛ فضلاً عن ما أشهده خلال سفراتي وتجارب الحياة الشخصية وأسلوب الحياة. في الماضي، كان الإلهام مستمدًا بشكل رئيسي من الفنون الكلاسيكية والطبيعة، بينما اليوم أجد نفسي متأثرًا بالعوامل العصرية والتكنولوجيا والتغيّرات الاجتماعية. فقد تطور الإلهام مع الزمن ليعكس تطلعّات المرأة العصرية وأسلوب حياتها، مع الحفاظ على لمسة الأناقة والفخامة التي تميّز دار جورج شقرا.
من فرنسا إلى إيطاليا، تجسّد في أزيائك حضارات ومدناً. ما العنصر الذي يستهويك في ذلك؟
لعلّ أكثر ما يستهويني لتجسيد الحضارات من خلال تصاميمي هي القدرة على دمج التاريخ الغنيّ والتنوّع الثقافي لكل مدينة، حيث يتحقق ذلك عبر ابتكار أزياء تحمل روح المكان وأصالته. كما أسعى دائمًا إلى تجسيد الرقي والفخامة اللذين تشتهر بهما هذه المدن، فضلاً عن القصص والروايات التي تعكس هوية كل مكان.
إيطاليا هي بين البلدان الأحب على قلبك. صف لنا علاقتك معها!
تحتلّ إيطاليا مكانة خاصة في قلبي بسبب تاريخها العريق في الفنون والحرف اليدوية، بالإضافة إلى تجسيدها للجمال وما تحتويه من تفاصيل دقيقة في كلّ ما تتضمنه من مرافق وأسلوب حياة. كما أنظر إلى إيطاليا كمصدر إلهام كبير بسبب تنوّعها الثقافي والفنيّ، ناهيك عن تأثيرها العظيم الأثر لناحية الأناقة والابتكار في مجالي الموضة والتصميم.
من هي المرأة التي أردت تجسيدها في عروض الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2024-25؟
في عروض الأزياء الراقية لخريف وشتاء 2024-25، أردت تجسيد المرأة العصرية، القويّة والمستقلة، والتي تحتفظ بأنوثتها ورقيّها. فأنثى جورج شقرا تعشق التميّز والجمال في الموسم القادم، وتبحث عن القطع التي تعبر عن شخصيتها الفريدة وتكمل أناقتها بأسلوب يجمع بين الفخامة والحداثة.
تطريزات دار جورج شقرا تفرض نفسها على ساحة الموضة. أخبرنا أكثر عن مشغلك!
يتميّز مشغل جورج شقرا بالدقة العالية والتفاني في العمل الحرفي، حيث يتم تنفيذ التطريزات على أيادي فنيّين من أصحاب الخبرات الذين يهتمون بأدق التفاصيل. كما أعتمد في مشغلي على تقنيات تقليدية وحديثة لابتكار تصاميم فريدة تمزج بين الفخامة والتفرّد، حيث تتجسد الفخامة الفنيّة وتروي حكايات من الإبداع والإلهام.
من خلال عرضك الأخير للأزياء الراقية، ما هي أبرز اتجاهات تصاميم وألوان شتاء 2025؟
تميل اتجاهات تصاميم وألوان شتاء 2025 إلى الألوان الدافئة والغنيّة مثل الأحمر الداكن والأزرق العميق، بالإضافة إلى الألوان المحايدة الكلاسيكية مثل الأسود والرمادي. كما تميّزت التصاميم بالتفاصيل الدقيقة والتطريزات الراقية، مع التركيز على الأقمشة الفاخرة التي تمنح القطع لمسة من الأناقة والرقي. هذا، واعتمدت تقنيات جديدة في ما يتعلّق بالقص والتفاصيل، مما أضفي على التصاميم طابعًا عصريًا ومميّزًا.
ما التحديّات التي تواجهك اليوم خاصة مع الثورة التي أحدثتها تقنية الذكاء الاصطناعي؟
بظلّ التطوّر التكنولوجي، لا سيّما الثورة التي أحدثتها تقنية الذكاء الاصطناعي، نسعى إلى إعداد آليات وطرق مبتكرة لدمج التكنولوجيا في عملية التصميم والإنتاج دون المساس بجودة الحرف اليدوية والتفاصيل الدقيقة التي تشتهر بها الدار؛ كما نسعى في الوقت نفسه إلى الحفاظ على هوية العلامة التجارية وتميّزها في سوق الموضة العالمي المتغيّر بسرعة.
اشرح لنا تفاصيل عن الإطلالات التالية من عروض الأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2024-25:
نحن أمام إطلالة تنبض بالحياة، أتت كبيرة الحجم يتخلّلها الكشكش، ومشبعة بالترتر ومشغولة من الحرير والجلد الصناعي، باللون الذهبي الوردي والباستيل المعدني.
هذا فستان من الكريب باللون الأسود، أتى مكشوف الظهر بياقة عالية مزيّناً بالترتر باللونين الأبيض والفضي، يتخلله شقّ على الساق؛ فيما ازدانت الطلّة بقفازات مستوحاة من طابع الأوبرا لتجسّد سيمفونية بصرية.
هذه إطلالة لمّاعة يحتضنها الكايب بقصة فستان سترابلس وقطار. تعزّز هذه الإطلالة مفهوم المظهر الأثيري بتطريزاتها المشبعة بالترتر وتصميمها المتابين.