جاد حبيقة يروي قصة الإبداع في التصاميم ضمن حوار خاص مع “اليقظة الجديدة”

بين الأب والابن تتنقل شعلة الإبداع في دار حبيقة، كي تجذّر الإرث والجوهر لعلامة تجارية كرّمت الأزياء الراقية والملابس الجاهزة على مدى السنوات. يداً بيد يترافق المصمم البناني العالمي جورج حبيقه مع المدير الإبداعي جاد، في نسج قصة ابتكار تجسّد صوراً ظلّية تتجسّد على قوام العارضات والنجمات العربيات والعالميات، ضمن أبرز الفعاليات والمهرجانات العالمية وعلى مدرّجات عواصم الأناقة.
وكعادتها عند إطلاق أي مجموعة جديدة، أدرات تصاميم دار حبيقة الرؤوس نحوها خلال عروض الأزياء الراقية الأخيرة، ضمن فعاليات أسبوع الموضة الباريسي لموسمي شتاء وخريف 2024-25، حيث انطلقت إطلالات استثنائية لا تشبه غيرها من التصاميم، أتت مشغولة يدوياً واستغرقت ساعات طويلة لإنجازها في مشغل الدار العريقة.
لمعرفة تفاصيل أكثر عن المجموعة، أجرت “اليقظة الجديدة” حواراً مع المصمم والمدير الإبداعي جاد حبيقة، شرح من خلاله تفاصيل الإطلالات، ومعلومات أخرى تناول فيها القفزة و”المودرن تويست” التي سجّلها في الدار.
وثبة جديدة نلاحظها في دار حبيقة منذ تسلّمك منصب المدير الإبداعي. أخبرنا عن التغيير الذي أحدثته!

هذه الوثبة الجديدة هي مزيج ناتج عن دمج بين رؤيتين إبداعيتين بطريقة عصريّة ومبتكرة، حيث قمت بتحديث عدّة جوانب من خلال إعادة إحياء أرشيف الدار بأسلوب معاصر وشبابي، فضلاً عن إضفاء لمسة جريئة على القطع، وإعداد جلسات وورش عمل تشاركية مع فريق العمل تضمنت تحضير خطط استراتيجية تخلّلتها دوافع تحفيزية، وابتكار أفكار جديدة لتحقيق النتائج المرجوة؛ إلى جانب تجذير جوهر دار حبيقة في صناعة الأزياء. إلى ذلك، أخذت على عاتقي مهمّة إبراز مهارات الدار من خلال ابتكار وتقديم الملابس الجاهزة بطريقة مطابقة لملابس الخياطة الراقية.
وكوني أجسّد شخصيتي كـStory teller ، أروي قصة جديدة لدى إطلاق أي مجموعة_ متطرّقاً بذلك إلى مواضيع اجتماعية مختلفة تحاكي الأجيال كافة.
أخبرنا عن مجموعتك لخريف وشتاء 2024-25 التي عُرضت مؤخراً في أسبوع الموضة الباريسي

حملت التصاميم الأخيرة عنوان “حديقة ليليّة”، وأتت مستوحاة من الغموض الذي يخيّم على الحدائق عندما يحطّ ظلام الليل رحاله طارداً نور النهار. انطلقت هذه المجموعة على شكل مزيج شاعري يجمع بين تدرجات ألوان المغيب والظلام الحالك؛ وقد وفّر الإطار الساحر للحديقة خلال ساعات الليل، الخلفيّة المثاليّة لتقديم عرض يجمع بين الطابع الدراماتيكي والأسلوب المنمّق معتمداً على تقنيات تطريز حديثة وقصّات مبتكرة.

هذا، وتتنوّع الإطلالات بطابعها الرومنسي وسحرها على خلفيّة دراماتيكيّة ومونوكروميّة، مصنوعة من خامات غنيّة وفاخرة: مخمل حريري، ساتان دوشيس، موسلين وتويد. وتتلوّن هذه الخامات بمجموعة من التدرجات التي تُجسّد النغمات النابضة بالحياة لحديقة انطوى عليها الغروب، فتُصوّر هذه المجموعة الليل بمراحله المُختلفة بدءاً من الأثواب المُزخرفة بالكامل وصولاً إلى الإطلالات الأنيقة ببساطتها.

يُشكّل الأسود اللون الرئيسي في المجموعة، حيث تنعكس الأجواء الليليّة عبر ظلال الأزرق الداكن والبرتقالي الغامق والأخضر الممزوج بالأسود الذي يتواجد جنباً إلى جنب مع التدرجات الباستيليّة من البيج إلى الوردي، والأصفر، والليلكي.
بالنسبة لإطلالات الزفاف، أردنا في ختام العرض أن نطلق عروس الدار التي ظهرت بفستان ذي طابع ملكيّ من التول الأبيض، أتى مطرّزاً بالحبيبات اللامعة والأزهار المشغولة باليد من قماش ساتان دوشيس والدانتيل؛ حيث حوّلت الأزهار ثلاثية الأبعاد فستان الزفاف إلى لوحة فنّية منسوجة بدّقة تنبض بالأناقة والجمال في كل تفصيل.
ما الذي يلهم جاد حبيقة في تصاميمه وما التحديّات التي تواجهك؟
كل ما حولي يلهمني، من التفاصيل الصغيرة إلى الكبيرة؛ كما أملك الرغبة في خوض التجارب على اختلافاتها، حيث يحفّزني عاملي التجديد والابتكار عند إطلاق أي عمل.
بالنسبة للتحديّات، فهي ليست قليلة في عالم صناعة الأزياء، لعلّ أبرزها هو الحفاظ على التوازن بين الـ “دي أن أي” الخاص بالدار ورؤيتي الشخصية لمستقبل العلامة. إلى ذلك، هناك تصاميم تتطلّب الخوض بعدة تجارب قبل الانطلاق بتنفيذها وتسليمها بشكل نهائي، وهذا الأمر يتضارب مع الوتيرة السريعة التي تهيمن على عالم الموضة.
ما الفرق أو التجدّد الذي تحدثه عند إطلاق أي مجموعة جديدة؟

كما نلاحظ، هناك اختلاف في القصّات والوحي والثيم؛ وانطلاقاً من هذه المعايير، ينعكس الأسلوب الجديد. هذا الاختلاف واضح في كافة تفاصيل الإطلالات، سواءً لناحية المكياج والشعر أو طريقة التصوير.
ماذا أضاف لك المركز الأول في قمة فوربس 30 أندر 30 الشرق الأوسط؟
شرف كبير لي أن أتبوّأ المركز الأول في قمة فوربس 30 أندر 30 الشرق الأوسط. فقد جسّد هذا المنصب عدّة رموز أبرزها شغف متابعتي لأعمال دار حبيقة، بالإضافة إلى تحفيزي نحو تقديم الأفضل في ما يتعلق بالرؤية الجديدة للدار.
اشرح لنا عن إطلالات لفتتنا خلال عروض أسبوع الموضة الباريسي!

هذه الإطلالة عبارة عن فستان بوستير مشغول من كريب الحرير، يأتي مع قبعة وقفازات مزيّنة بالترتر باللونين الفضي والأبيض. تجدر الإشارة إلى أنّه استغرق العمل على هذه الإطلالة ما لا يقلّ عن 200 ساعة عمل.

هذه الإطلالة أتت لتجسّد “ enmenchures Americaine” أو الثقوب الأميركية، وهي مشغولة بكريب الحرير ومطرّزة بالترتر والكريستال الأزرق والأسود، حيث تم تزيين الجزء السفلي من الإطلالة بقصاصات من الزخارف الزهرية.

إطلالة “التايور” هنا مشغولة من قماش كريب الحرير، وهي مطرّزة بزخارف نباتية وترتر لامع، حيث استغرق العمل عليها لمدة 150 ساعة عمل.

أتى هذا الفستان مزيّناً بـ 21,000 قطعة من الزهور المصنوعة يدوياً من قماش الأورجانزا الحريري، وقد استغرقت صناعة هذه الزهور وعملية تزيين الفستان ما لا يقلّ عن 250 ساعة من العمل المتواصل، وتطلّبت جهود أكثر من 9 أشخاص لتجميع عناصر الفستان كافة.

استغرق العمل لإنجاز هذه الإطلالة 600 ساعة، وهي عبارة عن فستان زفاف مشغول من التول بلون الأوف وايت، أتى مطرّزاً بحبيبات الكريستال والترتر، ومزيّناً بزهور حريرية ثلاثية الأبعاد مصنوعة يدوياً، يتخلّله طرحة من التول مزيّنة على طريقة الفستان نفسها.