بودكاست سعودي يصل إلى العالمية ويحقق أعلى المشاهدات في تاريخ يوتيوب

إنجازٌ استثنائي، حققته “بودكاست فنجان” من “ثمانية” السعودية، حيث نجحت إحدى حلقات هذا البودكاست، في تسجيل رقم قياسي عالمي بعدد مشاهدات تجاوزالـ 110 ملايين مشاهدة، ما جعلها أكثر حلقة بودكاست مشاهدة في تاريخ منصة يوتيوب. هذا الإنجاز يتفوق على مقابلة جو روغان الشهيرة مع الملياردير الأميركي إيلون ماسك، والتي حصلت على 68 مليون مشاهدة خلال خمس سنوات. لكن الحلقة السعودية بعنوان “كيف تنجح العلاقات” التي عرضها “بودكاست فنجان” من “ثمانية” السعودية، قد أزاحت هذا الرقم وتصدّرت المشهد. انطلقت “ثمانية” في عالم البودكاست عام 2016، وقامت ببناء برنامجها الرئيسي “فنجان” من الصفر. وبعد تجارب كثيرة على مدار أعوام، استطاع البودكاست أن يحقق هذه الصيغة المجرّبة والمثبتة التي حطمت الرقم القياسي.
كيف نجحت بودكاست فنجان السعودية في تحقيق هذا الرقم القياسي؟
استضاف المؤسس والرئيس التنفيذي لـ بودكاست فنجان، عبد الرحمن أبو مالح، في هذه الحلقة المدرّب البارز في مجال العلاقات ياسر الحزيمي، الذي لاقت خبرته في تعزيز الوعي الذاتي والتواصل صدى عميقاً مع الرغبات الإنسانية المشتركة مع الرغبة في نشر الوعي، ومساعدة الناس على النمو، والتواصل “بعمق” مع الآخرين. وتناول الحزيمي خلال الحلقة العديد من جوانب العلاقات والتطوير الشخصي، إلا أن بعض المواضيع لاقى صدى خاصاً لدى المستمعين، وأبرزها العلاقات السامة والتنمّر والجدالات.
أسلوب مباشر وخالي من التعقيدات
يتميّز الحزيمي، بأسلوبه المباشر والخالي من التعقيدات، ما يجعل نصائحه تبدو في متناول الجميع، وليس مجرد أطروحات أكاديمية. حيث قام الحزيمي بتركيز نصائحه في عبارات قصيرة وقابلة للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي. من بين تلك التي انتشرت بسرعة: التواضع: “كلما عملقت الآخرين، قزّمت نفسك”. الأصالة: “كلما اتسعت الفجوة بين حقيقتك وقناعك، كلما تعمقت فجوة الاكتئاب”. التأمل الذاتي: “الحكماء لا يكسرون المرآة عندما يرون انعكاساً غير مرضٍ، فهي ببساطة تقوم بعملها وتظهر الحقيقة”. هذه العبارات الموجزة لخصت تعاليمه بشكل يترك أثراً ويجعلها سهلة الحفظ والنقل، ما حفّز المشاهدين على نشر البودكاست.

الانتشار العالمي
كانت المفاجأة الكبرى في هذه الحلقة، في مدى انتشارها على نطاق دولي. بالإضافة إلى ذلك، اختار 21% من المشاهدين متابعة الحلقة مع ترجمة إلى الإنجليزية، ما جعل المحتوى متاحاً لغير الناطقين بالعربية. وهذا يثبت أن الإرشادات المقدمة بأسلوب حواري يمكنها أن تتجاوز حواجز اللغة. وجاء ما يزيد عن 74% من المشاهدات من خارج المملكة العربية السعودية. ولقد اجتذب البودكاست جمهوراً واسعاً في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولكنه أيضاً تخطى الحدود ليصل إلى مستمعين من مختلف أنحاء العالم. وكانت أكبر فئة عمرية متابعة تتراوح بين 25 و34 عاماً، ما يعكس اهتمام المهنيين الشباب والجيل الألفي الذي يعاني من الإرهاق.
معايير جديدة في الحوار تعتمدها “ثمانية”
تقدم “ثمانية” معياراً جديداً من خلال اتباع الخطوات التالية، والتي تهدف إلى جعل المحتوى حوارياً لا محاضرة، والتخلي عن المحاضرات أو الخطابات المسبقة. فتح الباب للضعف الشخصي لتعزيز الاتصالات الحقيقية. اعتماد التبسيط، وعدم الغرق في المصطلحات أو التفاصيل التي قد تجعل المستمعين يفقدون التركيز. إلى جانب تبسيط حتى الموضوعات المعقدة لتصل إلى جوهر الحقائق. استخدام عبارات قابلة للمشاركة، وإضافة بعض العبارات القوية التي يمكن مشاركتها بسهولة على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض العبارات التي تترك أثراً يمكنها أن تنشر البودكاست عالمياً.
وشكلت هذه الحلقة، من بودكاست فنجان” من “ثمانية” السعودية، دلالة واضحة على أن الناس يبحثون عن إرشادات أكثر عمقاً حول الصحة النفسية، والعلاقات، وعيش حياة هادفة. وبالنظر إلى الصورة الأكبر، قد تكون هذه الحلقة إشارة إلى اتجاه أكبر، في الوقت الحالي، إذ تأتي معظم حلقات البودكاست الضخمة من دول ناطقة باللغة الإنجليزية. لكن هذا الحدث يجعلنا نؤمن بأننا على أعتاب ثورة بودكاست عالمية.