النظام الغذائي النباتي صحي ومفيد
على عكس ما يعتقد كثيرون، تؤمّن الحميات الغذائية النباتية احتياجات الجسم كافة، من الفيتامينات والمعادن، كما أنها تعزّز لياقة الجسم وتزيد من مقاومته للكثير من الأمراض والمخاطر الصحية.
وتظهر دراسات حديثة أن مؤشر كتلة الجسم يسجّل أعلى مستوياته لدى متناولي اللحوم وأقلها لدى النباتيين سواء أكانوا نساءً أم رجالاً ومهما كانت أعمارهم، نتيجة مجموعة من الاختلافات في محتوى المغذيات الدقيقة كالمعادن والـﭬيتامينات.
يؤكد خبراء التغذية على الفوائد الصحية التي يمكن الحصول عليها نتيجة اتّباع حمية غذائية نباتية ولو ليوم واحد في الأسبوع، شرط التخفيف من إستهلاك اللحوم وكافة البروتينات الحيوانية في الوجبات الرئيسة خلال ما تبقى من الأسبوع. فالغذاء النباتي معروف بخصائصه المفيدة للصحة، خصوصاً الألياف والـﭬيتامينات والمعادن العالية الجودة التي نجدها في الخضار والحبوب والفواكه، كما انه قليل الكوليسترول والدهون المشبّعة غير الصحية.
وتتضمّن الأطعمة النباتية الحبوب الكاملة، الخضار، البقوليات، الفاكهة، المكسرات، الزيوت النباتية البهارات والأعشاب. ويعمد بعض النباتيين الى إدخال الحليب ومشتقاته إضافة الى البيض الى نظامهم الغذائي.
فوائد النظام الغذائي النباتي
ثمة فوائد صحية عدّة تنتج عن إتباع حمية نباتية ولو ليوم واحد في الأسبوع شرط التخفيف من استهلاك اللحوم. وعلى هذه الحمية أن ترتكز على مجموعة من الخضراوات التي تساعد الجسم على التخلص من السموم، مثل الخضراوات الورقية التي تحتوي على الفيتامين” سي” كالبقدونس والسبانخ. دون إهمال الخضروات المضادة للأكسدة التي تعزّز المناعة وتقاوم الإصابة بالسرطان مثل البندورة، البروكولي والبصل والثوم.
وتعدّ الفواكه مصدراً غنياً بالـﭬيتامينات والمعادن التي تقوّي جهاز المناعة وترفع الأيض في الجسم، فالفاكهة الحمضية مثل الغريب فروت و البرتقال والليمون تشكل مصدراً رئيساً للفيتامين “سي”
كما ينصح الأطباء بالإكثار من تناول الجزر والمشمش والتوت والكرز والفراولة لغناها بمادة البيتاكاروتين والـﭬيتامين “أ” اللذين يساعدان على تقوية المناعة والحفاظ على صحة الجسم من الأمراض. كذلك تحتوي الفاكهة على نسبة عالية من الألياف التي تعزّز الشبع، ما يحافظ على الوزن ويخفض مؤشر كتلة الجسم.
النباتيون والوقاية من الأمراض
مقارنة بمن يأكلون اللحوم يحصل النباتيون على كميات أقل من الدهون المشبعة والكولسترول، كما يحصلون على كميات أكثر من ﭬيتاميني “سي” و”أ”، ومن الألياف النباتية وحمض الفوليك والبوتاسيوم والمغنيزيوم، فضلاً عن مركبات الكاروتين والفلافونيد، ونتيجة لذلك فان مستوى الكولسترول الضار LDL يكون أقل لدى النباتيين ،وكذلك ينخفض لديهم ضغط الدم، كما يقلّ مؤشر كتلة الجسم، وكذلك يتمتع النباتيون بحصانة ضد سرطان القولون بفضل استهلاكهم للسكريات المركّبة الموجودة في الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة.
الغذاء النباتي ليس دائماً كافياً
عادة ما تكون الوجبة النباتية قليلة السعرات الحرارية، وذلك لانخفاض نسبة الدهون فيها، والتي تعتبر المصدر الأول للطاقة. كما أنها تحتوي على نسبة عالية من الألياف النباتية، وهذا ما يؤدّي الى الشعور المبكر بالشبع، لكن قلّة السعرات الحرارية هذه قد تفرض تناول عدد أكثر من الوجبات وذلك للتأكد من الحصول على ما يحتاجه الجسم من مواد بروتينية لنمو الجسم وتجديد خلاياه.
والاعتماد على الغذاء النباتي حصراً قد يظهر بعض المخاطر بالنسبة الى الأطفال والنساء الحوامل، بسبب احتمال عدم حصولهم على كميات كافية من السعرات الحرارية في هذه المرحلة من التغيّرات الفيزيولوجية. علماً أنه يمكن زيادة كمية الطاقة المكتسبة من الغذاء النباتي بتناول كمية أكبر من بعض الأغذية مثل الصويا وزبدة الفول السوداني، الأﭬوكادو وحليب الصويا وحليب الأرز الكامل الدسم أو المدعّم، واستخدام السكر المكرّر لتزويد الأطفال بالطاقة واستعمال بروتين الصويا كبديل للبروتين الحيواني. هذا وقد يصاب الشخص النباتي بنقص في عنصر الحديد وفقر الدم حيث يصعب امتصاص الحديد من الخضار والفواكه بينما يسهل امتصاص الحديد المتوفر في اللحوم، ولهذا ينصح بتعويض ما يحتاجه الجسم من الحديد والإكثار من تناول الأطعمة الغنية بـﭬيتامين “ٍسي”، الذي يساعد على امتصاص الحديد من الطعام بشكل أفضل. وهنا ينصح بالإكثار من تناول حليب الصويا وعصير التفاح والبرتقال والدبس والتين واللوز والخضار ذات الأوراق الخضراء والمكسرات والبيض لتعويض النقص في بعض العناصر الغذائية والـﭬيتامينات.