الممثل السوري سامر اسماعيل: موهبة شابة تتقن حرفيّة التنوّع في الشخصيات الدرامية
سريعاً ما برز اسم الممثل السوري سامر اسماعيل، بدءًا من شخصية عمر في مسلسل عمر بن الخطاب، وريان في كسر عظم وصولاً إلى شاهين في مسلسل ولاد بديعة، وأخيراً مشاركته الناجحة في مسلسل العميل بشخصية أمير.
يتصدّر اسم سامر اسماعيل محركات البحث، للتعرّف على هذه الشخصية الفنية التي تتمتّع بدرجة كبيرة من القبول والمرونة والقدرة الإبداعية. يحترف سامر اسماعيل، التنقل بين الأدوار، فتراه يجسّد شخصية عمر بن الخطاب التاريخية بأسلوب مغاير، يختلف تماماً عن أدوار الشر أو الأكشن، وغيرها من الأعمال التي أثبتت جدارته في فن التجسيد الحي. يقوده الولع والشغف بكل ما يتعلق بعالم التمثيل، منذ تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2010.
العميل آخر أعماله
يحقق سامر اسماعيل حالياً، نجاحاً ملحوظاً من خلال دوره في مسلسل العميل المُعرَّب، الذي حاز على اهتمام المشاهدين منذ بدء عرضه على شاشة Mbc ومنصة شاهد. المسلسل المأخوذ عن العمل التركي في الداخل، يضم نخبة من النجوم والفنانين الموهوبين.
يلعب سامر اسماعيل بنجاح وتميّز دور أمير في مسلسل العميل، إذ هو ذاته شخصية صرب في النسخة التركية. ويقول سامر عن مشاركته في الأعمال المشتركة، أن كل عمل له متعة ومساحة من الإبداع، ويتيح التعرّف على أناس جدد وطريقة عمل جديدة. ويؤكّد حرصه على التواجد في مختلف الأعمال المشتركة أو المحلية، ولا يفضّل نوعاً على آخَر، بل يعتبر أن هذا الأمر يمنح الممثل غنى وثراء في تجربته.
نشاط سينمائي بارز
شهدت مسيرة سامر اسماعيل، نشاطًا سينمائيًا عربيًا وعالميًا لافتًا، إذ لعب بطولة أفلام سينمائية عدّة، كان آخرها فيلم إيراني بعنوان “ايمبرادوكس” من إخراج حمد الصراف، أدّى فيه شخصية وصفها بالغريبة نوعاً ما وخيالية ومعقدة. بالإضافة إلى مشاركته في أفلام عدّة منها، “المختارون” عام 2017 من إخراج علي مصطفى، وفيلم “شباب شياب” من إخراج ياسر الياسري، وفيلم “يوم أضعت ظلي” من إخراج سؤدد كعدان، وفيلم “العين الساحرة” من إخراج حازم زيدان.
كما برز خلال مشاركته في فيلم “تشيللو”، إلى جانب الممثل العالمي الذي فاز بجائزة الأوسكار جيرمي أيرونز وتوبين بل. وهو أول فيلم رعب عربي تم تنفيذه بميزانية ضخمة جداً.
يؤكّد سامر اسماعيل على أنه سيواصل العمل لتقديم أفضل ما عنده، وليس بالضرورة أن يصيب دائماً، ولكن هذا النهج يبقى طريقة تفكير وأسلوب عمل، ومحاولة للتطلع إلى الأمام وتقديم الأحسن والتواجد في الأماكن الأفضل.
مهمة الفن تكمن في معالجة قضايا مجتمعية وليس تجميل الواقع
يحب سامر اسماعيل الأدوار التي تحتاج إلى مجهود وتحضير، ولا تعتمد فقط على الشكل الخارجي، إذ يختبر من خلالها نفسه ومدى تطوّره، ويُظهر أدواته وإمكاناته، معتبراً أنها عملية تراكمية يعمل عليها طوال الوقت، ويتعلمها ليقدّم الأفضل. ويعتبر أن مهمة الفن اختيار زاوايا معيّنة من الحالات العامة ومعالجة المواضيع المستحقة فيها، وليست مهمته تجميل الواقع أو البحث عن جوانب مشرقة، ليظهرها مقابل الجوانب السلبية.
من فرقة الهواة المسرحية إلى عالم الشهرة والنجومية
انضم سامر إسماعيل إلى فرقة من فرق الهواة المسرحية في مدينة حمص، ورغم أن هذه الفرق تفتقر إلى الدعم المادي والمعنوي، إلا أنها كانت تنتج أعمالاً مقاربة إلى أعمال المحترفين، ولم يجن الفنانون الهواة من هذه الفرق سوى الطاقة الإيجابية التي يمنحها لهم العمل الجماعي. كل ذلك جعل سامر إسماعيل يترك مدينته حمص، ويتوجه إلى العاصمة دمشق ليلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم شارك أثناء دراسته في المعهد في بعض المسرحيات وتخرج منه عام 2010، لتبدأ مسيرته الاحترافية في عالم التمثيل.
بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، شارك اسماعيل في دور ثانوي في مسلسل جلسات نسائية، إلا أن انطلاقته الحقيقية كانت في مسلسل عمر بن الخطاب إذ جسّد شخصية الخليفة عمر بن الخطاب، وقد شارك بعدها في العديد من المسلسلات منها كليوباترا، والولادة من الخاصرة 3 ، والقربان وسلاسل دهب، حيث خاض أولى تجاربه في الأعمال الشامية. ويقول سامر اسماعيل، إنه ليس ضد أي نوع درامي، معتبراً أنه يتوجّب على كل ممثل ألا يرفض نمطًا دراميًا بشكل مطلق، فالأمر يتوقف على العمل بحد ذاته ومقدار المتعة التي يحملها وأهمية الأفكار التي ينقلها.
رفض العيش في جلباب أبيه الرسام الشهير
ولد هذا الممثل السوري الشاب، في مدينة حمص في سوريا، عاش سامر طفولته في حي عكرمة في سوريا ودرس في مدارس مدينة حمص حتى حصل على شهادة الثانوية العامة، ثم انتقل للعيش في دمشق وذلك لكي يستكمل دراسته في المعهد العالي للفنون المسرحية.
نشأ سامر إسماعيل في أجواء فنية لأن والده هو الفنان التشكيلي السوري الشهير جمال إسماعيل، ولكن سامر لم يتقبل فكرة أن يصبح رساماً مثل والده. وأوضح في أكثر من إطلالة إعلامية أن فكرة أن والده رسام أو فنان تشكيلي، جعلته في فترة معيّنة يكره الرسم ويفكر بينه وبين نفسه ما هي وظيفة أبي؟ ولماذا يعمل من داخل المنزل ولا يذهب للعمل ككل الناس. وكون مرسمه كان في المنزل، نشأ سامر مع رائحة الألوان خلال مرحلة الطفولة والمراهقة. ويقول سامر كرهت الرسم، لأن الواقع فرض الفن علينا وسيلة للعيش في غياب المؤسسات التي تنظم الفن وتعمل على تطويره ورفعه إلى مستوى يصبح مصدراً للرزق أو مهنة، لذلك ورغم حبه للمسرح كان يقاوم فكرة احتراف الفن واتخاذه مصدراً للعيش بسبب عدم الاستقرار في الدخل. ولكن يقول سامر يبدو أن المسرح فاز بالرهان في النهاية، فلم أتمكن من أخذ القرار ودراسة أي اختصاص آخر وبقيت مصراً على دخول المعهد العالي للفنون المسرحية.