الاحتباس الحراري وزيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون يهدّدان الشعاب المرجانية والحياة البحرية
حذّر الباحثون وعلماء الطبيعة، من أن 60 في المئة من الشعاب المرجانية مهدّدة بالاختفاء بحلول عام 2030، الأمر الذي يهدّد مواطن كثير من الأسماك والقشريات وغيرها من الكائنات البحرية. وتعود أسباب ذلك إلى التغييرات المناخية وعلى رأسها الاحتباس الحراري وزيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
حتى اللحظة تمكّنت الشعاب المرجانية من التعايش مع هذه التغييرات المناخية التي تحدث على سطح الأرض من خلال بنائها مستعمرات كلسية، غير أن زيادة انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون ستؤدّي إلى ارتفاع درجة حرارة البحار وزيادة الحموضة فيها، ما يؤدّي إلى تفكك المستعمرات الكلسية والقضاء على الشعاب المرجانية.
الشعاب المرجانية بؤر خلاّبة مفعمة بالحياة
تتميّز الشعاب المرجانية، باعتبارها بؤر خلابة ملوّنة مفعمة بالحياة في المحيطات، حيث توفّر مصادر لا غنى عنها للغذاء والمأوى للعديد من أنواع الأسماك، بما في ذلك الأسماك الشابة، كما أنها موطن لمجموعة متنوعة من الحيوانات كالطيور البحرية والإسفنج والكائنات المجوفة والتي تتضمّن بعض أنواع الشعاب المرجانية وقناديل البحر والديدان والقشريات بما فيها الروبيان والكركند وسرطان البحر والرخويات بما في ذلك رأسيات الأرجل.
وتتحول الشعاب المرجانية إلى اللون الأبيض وتتعرّض “للتبييض” نظراً لهروب الطحالب التكافلية من هذه الشعاب عند تعرضها للضغوط. وأدّت فترات طويلة من ارتفاع درجة حرارة سطح البحر، بشكل أعلى من المعتاد، إلى تدمير الشعاب المرجانية العالمية، وهو ما تنذر الظروف المناخية بأنه سيصبح أمراً أكثر شيوعاً. وحذّرت وكالة حكومية أميركية من أن العالم يشهد موجة جديدة ضخمة من ابيضاض المرجان، هي الرابعة منذ العام 1998. والناجمة عن درجات حرارة المحيطات القياسية، وهي مستمرة في التوسّع والتفاقم. وقد تمّ تأكيد هذه الظاهرة التي تهدّد الشعاب المرجانية، في 62 دولة وإقليماً، في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي.
كيف يمكن مساعدة الشعاب المرجانية؟
ينشط البيئيون لمساعدة الشعاب المرجانية، حيث تنتشر رحلال الغطس فوق شعاب مرجانية ضعيفة ذات جذوع بيضاء، لتدوّين الملاحظات وتصنّيف أنواع الأسماك التي تعيش في هذا النظام البيئي الهش، وتحديد أنواع المرجان، وإعادة الحياة للشعاب المرجانية، وتقييم صحة المرجان استناداً إلى لونه، في خطوات تساعد في الأبحاث العلمية. وفي حال انخفضت درجة حرارة الماء، سيكون أمامها فرصة للتعافي. لكن في الوقت الحالي، يمكن رؤية جذوعها الشاحبة من سطح الماء. وستُستخدم المعلومات التي يجمعها الغطاسون في مشروع علمي تعاوني عالمي يحمل اسم “كورال ووتش”، كما يتوّلى الغواصون أيضاً ترميم الشعاب المرجانية أو زراعة أخرى.
زرع نحو ألفي مستعمرة مرجانية
قامت جمعية “غلوبل ريف” البيئية، على مدار الأشهر الـ14 الفائتة، بزرع نحو ألفي مستعمرة مرجانية، مع نسبة استمرار بلغت نحو 75 في المئة، بحسب مدير البرنامج العلمي غافين ميلر، الذي يقول: “إنّ هذه الخطوة لن تنقذ بالفعل الشعاب المرجانية على نطاق عالمي، لكنّ تؤثّر بشكل كبير جداً على المستوى المحلي”. ويتابع: “تعاود أعداد أسماك النهاش (أسماك الشعاب المرجانية) الارتفاع، وثمة أيضاً الأسماك من نوع الينفوخية”.