الأوفر حظًا في أوسكار 2025 :إميليا بيريز يتراجع وأنورا في الريادة
أسابيع قليلة أن لم نقل أيامًا، تفصلنا عن حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ97 المنتظر في 2 مارس المقبل على مسرح دولبي في لوس آنجليس. وتبدو المنافسة محتدمة هذا العام مع وجود عدد كبير من الأفلام في 23 فئة مختلفة تكرّم أهم أفلام عام 2024.
إميليا بيريز الأكثر ترشيحًا والأكثر إثارة للجدل
لا شكّ في أن فيلم إميليا بيريز كان من أبرز أفلام 2024 إذ إنه حصد الكثير من الجوائز والترشيحات، وآخرها 13 ترشيحًا لجوائز الأوسكار. وبالتالي يعتبر إميليا بيريز أكثر فيلم غير أميركي يحصل على مثل هذا العدد من الترشيحات، والفيلم من إنتاج كل من المكسيك وفرنسا وبلجيكا.
تشمل ترشيحات الأوسكار لهذا الفيلم كل من أفضل فيلم، وممثلة في دور رئيسي (كارلا صوفيا غاسكون)، وممثلة في دور مساعد (زوي سالدانا)، وفيلم دولي ومخرج (جاك أوديار)، وسيناريو مقتبس، ومونتاج، وصوت، وتصوير، وماكياج وشعر، وموسيقى تصويرية، وأغنية أصلية.
الفيلم موسيقي كوميدي، وتدور أحداثه في أجواء من الجريمة والإثارة، في مزيج لا يتكرر كثيرًا بين الأفلام السينمائية.
ولكن على الرغم من هذا النجاح إلا أن فيلم إميليا بيريز لاقى الكثير من الانتقادات من الجمهور والنقاد في المكسيك الذين انتقدوا تمثيل الثقافة المكسيكية وكلمات الأغاني واللجوء إلى الصور النمطية في التعامل مع الشخصيات المكسيكية والحوار الإسباني.
تصريحات كارلا صوفيا غاسكون تقلل من فرص النجاح
مع 13 ترشيحًا كان فيلم إميليا بيريز أقوى فرصة لمنصة نتفليكس للفوز أخيرًا بأول جائزة أفضل فيلم، إلا أنّ تصريحات كارلا صوفيا غاسكون كان لها أثر سلبي جدًا على الحظوظ. فقد كشف أحد الصحافيين بعض تغريدات غاسكون القديمة والتي تهين فيها الكثير من الثقافات فضلاً عن الممثلين وحتّى لجنة جوائز الأوسكار. وكأنّ هذا لم يكن كافيًا واصلت غاسكون حملتها إذ كتبت رسالة طويلة على منصة إكس متحدية هوليوود ريبورتر وجميع منتقديها وكتبت: “كلما حاولتم إغراقي، كلما زاد ذلك من قوتي”. في مقابلة لاحقة مع CNN En Español ، أجهشت غاكسون في البكاء، وادّعت أن منشورًا على إكس أظهر أنها تهين فيه زميلتها في بطولة إميليا بيريز، سيلينا جوميز، قد تم التلاعب به، وقالت: “لا يمكنني التنازل عن ترشيح الأوسكار لأنني لم أرتكب أي جريمة”.
ديمي مور تفوز بجائزة “اختيار النقاد”… وتقترب من الأوسكار
فازت ديمي مور بجائزة أفضل ممثلة خلال توزيع جوائز اختيار النقاد “كريتيكس تشويس” في لوس أنجليس، ما يعزّز كونها الأوفر حظا للفوز بأوسكار أفضل ممثلة، في وقت تتراجع فيه حظوظ الإسبانية كارلا صوفيا غاسكون بسبب جدل أثارته تصريحات سابقة لها.
وفازت مور بالجائزة عن دورها في فيلم The Substance، الذي نال أيضا جائزة أفضل سيناريو أصلي في “كريتيكس تشويس”، وهي جوائز يمنحها نقّاد السينما.
وفي هذا الفيلم الذي تولت إخراجه الفرنسية كورالي فارجا، تؤدّي ديمي مور دور نجمة هوليوودية سابقة تُدمن عقارًا لتجديد الشباب.
وكانت مور قد نالت جائزة جولدن جلوب عن هذا الدور في يناير الماضي وتُعدّ الأوفر حظا لنيل أوسكار أفضل ممثلة.
زوي سالدانا منافسة قوية
صحيح أنّ تصريحات غاسكون قد أبعدت فيلم إميليا بيريز عن أوسكار أفضل فيلم وأفضل ممثلة، إلا أن الفيلم لا زال يملك فرصة فوز زوي سالدانا بأوسكار أفضل ممثلة مساعدة. وتعتبر سالدانا الآن الأوفر حظًا والمنافسة الأقوى.
Anora الأوفر حظًا
منذ بداية العام 2025 حصد فيلم “انورا” أحدث أفلام شركة نيون ثلاث عريقة ما يجعله في مقدّمة المنافسين على جائزة أوسكار افضل فيلم. إذ حصد انورا جائزة اختيار النقاد إضافة الى جائزة نقابة المنتجين وجائزة نقابة المخرجين. والجدير بالذكر بشكل خاص أنّه تم إغلاق التصويت على جائزة اختيار النقاد قبل أسابيع من تصاريح كارلا صوفيا غاسكون التي قوضت احتمالات حصول إميليا بيريز على جائزة أفضل فيلم، بعبارة أخرى، أنورا لم يفز لمجرّد تعرّض فيلم إميليا بيريز لفضيحة.
في حين أن كل هذا يعد أخبارًا مثيرة لمخرج الفيلم شون بيكر وشركائه، غير أن الفوز بثلاث جوائز Critics’ Choice/PGA/DGA ليس ضمانًا لجائزة الأوسكار، وهذه حقيقة اكتشفتها شركة Neon المنتجة للفيلم قبل خمس سنوات عندما فاز فيلمها Parasite بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم على الرغم من أنّ فسلم 1917 المنافس كان قد فاز بجوائز Critics’ Choice وPGA وDGA ذلك العام.
وبالعودة الى “أنورا” فهو فيلم كوميدي درامي من تأليف وإخراج ومونتاج شون بيكر، يتناول قصة الزواج القصير بين أنورا، وهي راقصة في أحد الملاهي، وفانيا زاخاروف ابن رجل روسي ذو نفوذ كبير، وخلال هذه العلاقة تكتشف أنورا الكثير عن نفسها ومكانتها في العالم.
حصل الفيلم على العديد من الجوائز، وعلى رأسها جائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي، كما حصل على 6 ترشيحات في جوائز الأوسكار: أفضل فيلم، ومخرج، وأفضل ممثلة في دور رئيسي (مايكي ماديسون)، وأفضل ممثل في دور مساعد (يورا لبوريسوف)، وسيناريو أصلي، ومونتاج.
ويعد هذا ترشيح الأوسكار الأول للمخرج شون بيكر الذي قدّم على مدار مسيرته السينمائية أفلاما محدودة الميزانية.
أدريان برودي وتيموثي شالاميت، منافسة محتدمة
أدريان برودي ليس غريبًا على جوائز الأوسكار. منذ أكثر من عقدين من الزمان، صنع التاريخ باعتباره أصغر فائز بجائزة أفضل ممثل على الإطلاق لأدائه المؤثر في The Pianist لعام 2002. ومنذ ذلك الحين، ظل حضوره ثابتًا في هوليوود، حيث لعب أدوارًا في أفلام رفيعة المستوى مثل King Kong وMidnight in Paris وThe Grand Budapest Hotel. ومع ذلك، وعلى الرغم من عمله المستمر، فإن مسيرة برودي بعد الأوسكار لم تضعه دائمًا في المقدمة للحصول على جائزة الأوسكار الثانية – حتى الآن.
ومع فوزه بجائزة جولدن جلوب بالفعل عن The Brutalist، عاد برودي إلى الظهور كمنافس قوي في سباق أفضل ممثل، إذ حظي أداؤه في هذه الملحمة التاريخية لبرادي كوربيت بإشادة واسعة النطاق.
من جهة أخرى يحظى أداء تيموثي شالاميت في فيلم A Complete Unknown بإشادة واسعة النطاق لعمقه وتنوّعه. فهو يجسد شخصية بوب ديلان الشاب ويجسّد سلوكيات الموسيقي الشهير والتعقيد العاطفي وراء تحوله إلى رمز ثقافي.
اكتسب شالاميت 20 رطلاً من أجل الدور ليتعمق أكثر في الفروق الدقيقة الجسدية والنفسية للشخصية. وقد سلّط النقاد الضوء على قدرته على توجيه جوهر ديلان دون تقليده حيث أضاف شالاميت لمسته المميزة إلى التصوير.
وقد نال عمله في الفيلم استحسان النقاد، ما جعله أحد أبرز المتنافسين للفوز بجائزة أفضل ممثل في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2025.