إيمان خليف بعد إثبات جدارتها على الحلبة .. تبدأ معركتها القضائية
الميدالية الذهبية لم تُنس الملاكمة الجزائرية إيمان خليف الظلم الذي تعرّضت له إثر الحملة عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام، التي شكّكت بأنوثتها واعتبرتها ذكرًا بيولوجيًا ، الأمر الذي ترك أثرًا عميقًا في قلب إيمان خليف، التي نجحت بإبقاء مشاعرها على الحياد وأكملت مسيرتها الأولمبية نحو الذهب بكل احترافية. أما اليوم فبعد انتهاء صخب الأولمبياد، حان موعد محاسبة المتنمّرين.
ماسك وترامب أبرز المتهمين
بعد الجدل الذي لف مشاركة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في أولمبياد باريس والاتهامات “البغيضة” التي سيقت ضدها بحسب وصفها، انطلق أمس الأربعاء المسار القضائي. فقد فتحت النيابة العامة الفرنسية تحقيقاً إثر شكوى تقدّمت بها إيمان خليف بتهمة التنمّر الإلكتروني
أما الملاحقون في تلك الشكوى فهم: مالك منصة إكس إيلون ماسك، فضلاّ عن الكاتبة البريطانية مؤلفة السلسلة الشهيرة هاري بوتر جي كي رولينغ، بالإضافة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
والسبب يكمن في تغريدات وتعليقات اعتُبرت تنمراً مؤلماً بالنسبة لخليف، التي قالت في مقابلة مؤخراً، إن ما تعرّضت له خلال الأولمبياد، دفعها إلى البكاء كلّ يوم وحيدة في غرفتها.
تغريدات مسيئة
علقت مؤلفة سلسلة هاري بوتر في تغريدة على حسابها في منصّة أكس، على المباراة التي جمعت الشابة الجزائرية ابنة الـ 25 عاماً مع منافستها الإيطالية أنجيلا كاريني، التي انسحبت وهي تبكي بعد 46 ثانية فقط، معتبرة أن “عنف الذكور أصبح ضد المرأة رياضة أولمبية”.
وكتبت فوق صورة لخليف وكاريني إن هذا المشهد أظهر “ابتسامة رجل يعرف أنه محمي من قبل مؤسسة رياضية كارهة للنساء.. ويستمتع بضرب امرأة وتحطيم حلم حياتها.
بدوره، نشر المرشّح الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب صورة من المباراة نفسها، وعلّق عليها كاتبًا: “سأبعد الرجال عن الرياضات النسائية”.
أما ايلون ماسك فشارك منشورًا للسبّاح الأميركي رايلي جاينز على موقع اكس يفيد أيضًا بأن: “الرجال لا ينتمون إلى الرياضات النسائية”. وأضاف كاتباً “بالتأكيد” في إشارة إلى موافقته على تلك الفكرة التي تحمل اتهاماً للبطلة الجزائرية بأنها رجل.
وكانت إيمان خليف قد تقدّمت بشكوى الأسبوع الماضي لدى مركز مكافحة الكراهية الإلكتروني التابع لمكتب المدّعي العام في باريس، حسب ما أكّد محاميها نبيل بودي، وقال حينها في بيان : “الملاكمة قرّرت بعد فوزها بالميدالية الذهبية خوض معركة جديدة، معركة العدالة والكرامة والشرف، إذ تقدّمت بشكوى بشأن أعمال التنمّرالإلكتروني الجسيمة التي تعرضت لها”.
إيمان خليف: ذهبية رغم المعاناة
أحرزت خليف ذهبية الملاكمة في وزن 66 بعدما تغلّبت على الصينية ليو يانغ المصنفة ثانية 5-0 بإجماع الحكام، وأصبحت أول ملاكمة جزائرية وإفريقية تحصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية، إلا أن فوزها هذا رافقته حملات واسعة النطاق ضدها واتهامات لها بأنها رجل حينا أو متحولة حيناً آخر. إلا أن الفتاة أكدت لاحقاً أنها ولدت أنثى وعاشت أنثى، متأسفة على هذا الكم من الظلم والمس بكرامتها الذي تعرضت له.