أوزباكستان وجهة سياحية رائدة وموطن الحضارات القديمة
تُعدّ أوزباكستان، واحدةً من أجمل البلدان في آسيا الوسطى، ووجهة مفضّلة للسياح من محبي الطبيعة والتاريخ. وتتميّز أوزباكستان بالمناطق الطبيعية والحياة البرية الشديدة التنوّع، وتشتهر بجبالها العالية التي تتراوح ارتفاعاتها بين 2500-4600 متر، وهي مناسبة للأشخاص محبي التسلق ومحبي الرياضات الشتوية، ويوجد فيها أيضاً سهول منخفضة وبحيرات رائعة تصاحبها شواطئ خلاّبة. وتتميّز دولة اوزباكستان بمناخ لطيف، معتدل معظم أيام العام ومثالي للتمتّع بالمناظر الطبيعية الخلاّبة، وبممارسة الأنشطة الخارجية المتنوّعة التي تمنحها هذه الدولة المميّزة لزائريها. فماذا ينتظركم عند زيارة أوزباكستان التي اعتبرت من أبرز الوجهات السياحية لعام 2024؟
أوزباكستان في قلب طريق الحرير
تتوسّط جمهورية أوزباكستان قارة آسيا، حيث تشترك بحدودها الشمالية والغربية مع كازاخستان، ويحدّها من الجنوب كل من أفغانستان وتركمانستان، كما وتشترك بحدودها الشرقية مع كل من قرغيزستان وطاجيكستان. تتميّز أوزباكستان بإرثٍ تاريخي وحضاري، حيث تقع ضمن أراضي أحد أقدم الطرق التجارية العالمية، وهو طريق الحرير، وقام الرحالة المسلمون خلال مرورهم من أراضي الدولة ببناء العديد من المعالم الرائعة التي لا تزال شاهدة على مرور تلك الحضارات المُترفة من أوزباكستان. وتحتضن أوزباكستان، معالم سياحية وتاريخية متنوعة، تجسّد ثقافة وإرث وحضارة هذه الدولة العريقة، إضافة إلى وفرة الحدائق التي تكفل لزوارها قضاء أجمل النزهات.
سمرقند تاريخٌ طويل من الحضارات يمتد لأكثر من 1500 عامًا قبل الميلاد
سمرقند والتي يعني اسمها قلعة الأرض، هي واحدة من أفضل مدن أوزباكستان وأكبرها. تم بناؤها على شاطئ وادي القصَّارين، ما يمنحها أروع إطلالة في لوحةٍ رًسمت بريشة فنان مرّهف الحس. تعتبر سمرقند ملتقى ثقافات العالم إذ يرجع تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد، وقد أدرجتها منظمة اليونيسكو ضمن مواقع التراث العالمي.
من أبرز المعالم في سمرقند مجمّع كور أمير الذي يعني قبر الملك، وهو يضم ضريح تيمورلنك وأبنائه وأحفاده، إضافة إلى قبر شيخه، ومدرسة وجامع. وهناك ميدان رجستان، وتعني بالفارسية المكان الرملي، إحدى أهم الوجهات الأخرى في سمرقند، ويشكّل المكان مركز المدينة وأهم معالمها، وقد رُصفت أرض الميدان بالحجارة، وتوجد بالقرب منها ثلاث مدارس إسلامية بينها مدرسة أولوغ بيك.
ويُعدّ ضريح قُثم بن العباس أحد المعالم الدينية الهامة في المدينة، ويسمّى أيضًا شاه زنده، أي الملك الحي، نسبة إلى ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، الذي استشهد في المنطقة، ودفن فيها. وتضم سمرقند آثاراً من بقايا عهد تيمورلنك، أبرزها مسجد بيبي خانوم، الذي يعكس عظمة تلك المرحلة، حيث بُني بين عامي 1399 و1405 للميلاد. ويعكس مرصد سمرقند الذي شيده أولوغ بيك حفيد تيمورلنك، والذي كان يُعرف عنه شغفه لعلم الفلك والرياضيات، مدى اهتمام الأتراك في تلك العهود بالعلم والمعرفة.
أوزباكستان: طبيعة خلاّبة والمركز الخامس في استخراج الذهب
تتمتّع أوزباكستان بطبيعتها الخلاّبة وإطلالاتها المذهلة على السهول، التلال الصخرية والأنهار، وعند النظر إلى خريطة أوزباكستان ستجد موقعها الفريد في قلب آسيا الوسطى، وهي أكبر دولة من حيث عدد سكانها، وتحتل أوزباكستان المركز الخامس في استخراج الذهب.
طشقند عاصمة أوزباكستان والوجهة السياحية الأبرز
طشقند هي أهم مدن أوزباكستان وعاصمتها، وتُعدّ الوجهة الأولى للسياحة في أوزباكستان نظرًا لما تتميّز به من جمال طبيعي، مع تنسيق رائع لربوعها، وكثرة المساحات الخضراء فيها، فعند قيامك بجولة في شوارع طشقند ستشعر أنك في متحف مفتوح من شِدّة جمال العمارة التي يرجع تاريخها إلى العصور الوسطى وهي تعانق العمارة الأوروبية الحديثة في طلّةٍ أبهى ما يكون. كما تضم طشقند عاصمة أوزباكستان، سياحة مميّزة ما بين المتاحف مثل متحف الدولة للفنون الجميلة، الحدائق والمنتزهات الرائعة مثل حديقة فيدوليار، والمساجد الأثرية، وغيرها العديد من معالم السياحة في طشقند الرائعة التي تُشبع السائح جمالًا وسحرًا.
بُخاري أعظم مدن ما وراء النهر
تعد مدينة بُخاري، وهي خامس أكبر مدن اوزباكستان، أعظم مدن ما وراء النهر. تتميز مدينة بُخاري بطابع مميّز وفريد من خلال عمارتها الباهرة وبساتينها الوافرة، وتضم 140 أثرًا معماريًا، ولعل أشهرها قُبة السامانيين، مسجد نمازكاه، مئذنة كلان ومسجد بلند، وقد صنفت اليونيسكو المدينة القديمة فيها كأحد مواقع التراث العالمي، حيث تضم المساجد الأثرية، المدارس الإسلامية بهندستها المعمارية العتيقة.
خوارزم تحتضن أبرز المعالم الأثرية والمزارات السياحية
خوارزم هو الاسم التاريخي لهذه المدينة، أما في الوقت الحاضر فإسمها هو مدينة خِيوَة، وتشتهر بأنها مسقط رأس نخبة من علماء الدين الأجلاء، كما تحتل موقعًا رائعًا عند نهر جيجون، وتتمتع بمعالم أثرية ومزارات سياحية، التي تُعتبر من أهم وعوامل الجذب السياحي لهذه المدينة. تضم العديد من المعالم المدرجة كمواقع للتراث العالمي، مثل مئذنة كونلغ تيمور الأثرية وهي الأكثر ارتفاعًا في آسيا الوسطى، جامع خيوة الرئيسي الذي شُيّد في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ومدرسة إسلام خوجة التي تنفرد بمئذنتها المزخرفة بدقة متناهية وجمال ويرجع تاريخ إنشائها إلى العام 1908، وغيرها العديد من المعالم السياحية التي تستحق الزيارة في هذه المدينة المميزة.