أوبن أيه آي نجاح تقني رائد … يقابله فشل إداري يهدّد بالإفلاس
بعد إطلاقها برنامج تشات جي بي تي، تحوّلت شركة أوبن إيه آي الى حديث الساعة في عالم التكنولوجيا في مختلف القطاعات، سواء أكانت مرتبطة بعالم التكنولوجيا أم لا. صحيح ان برنامج تشات جي بي تي ليس برنامج الذكاء الاصطناعي الوحيد لكنه دون أدنى شك الأشهر والأكثر استقطابًا للجمهور. لذا كان من الصعب على الكثير استيعاب التقارير التي تشير إلى إفلاس شركة “أوبن إيه آي” خلال الأشهر المقبلة بسبب تكاليف التقنية المرتفعة. إذ يبدو أن النجاح الرائد في الابتكار والتكنولوجيا لا يصاحبه بالضرورة نجاح تجاري.
تكلفة تتجاوز 700 ألف دولار يوميًا
في العام الماضي، ظهر تقرير في منصة تيكنيكست يتحدَث عن تكاليف تشغيل خدمات شات جي بي تي يوميًا، وبحسب هذا التقرير، فإن تكلفة تشغيل الخدمة يوميًا تصل إلى 700 ألف دولار.
رغم أن التكلفة الكلية لتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي لدى شركة “أوبن إيه آي” تبدو غير منطقية للغاية، فإنها تعكس حقيقة هذا القطاع الذي يحتاج في الوقت الحالي إلى جيوب عميقة قادرة على الإنفاق عليه.
تمكَن التقرير من توزيع تكاليف تشغيل الخدمة عبر 8 قطاعات مختلفة، تبدأ مع تكلفة البحث والتطوير التي تكلف 4 في المئة من إجمالي التكاليف اليومية، ثم 21 في المئة لعملية توليد الصور من الأوامر النصية ودمجها في الواجهات البرمجية بشكل سهل، ثم 2 في المئة تكلفة كل من مساحات تخزين الرسائل والاختبار وضمان الجودة إلى جانب الصيانة والتحديثات. وتنفق الشركة حوالي 1 في المئة من إجمالي التكاليف اليومية على عمليات التطوير ومراقبة الأداء فضلا عن 3 في المئة خاصة بدمج التحديثات والتوافق مع المنصات والتطبيقات الأخرى.
ولكن الحفرة الأكبر إنفاقًا في واجهة “أوبن إيه آي” البرمجية هي تكلفة الأوامر النصية وتوليد النصوص المستمر، إذ تصل كلفة توليد النصوص إلى 65 في المئة من إجمالي الإنفاق اليومي للمنصة، أي أن توليد النصوص والإجابة على الأسئلة مهما كانت يكلف الشركة يوميًا أكثر من 450 ألف دولار تقريبًا.
محاولات الإنقاذ
عند النظر إلى أنباء خسارة الشركة وتكاليف تشغيلها يتبادر إلى الذهن تساؤل مباشر حول الخدمات المدفوعة التي تقدمها الشركة، إذ تعرض خدمات مدفوعة سواء كانت من “شات جي بي تي” أو غيرها من الخدمات الأخرى التي تقدمها للمستخدمين والشركات على حد سواء.
ولكن هذه الخدمات المدفوعة قد لا تقدم أرباحًا قادرة على تغطية إنفاق الشركة، فقد ذكر تقرير “مانش” أن الخدمات المدفوعة للأفراد والشركات في “أوبن إيه آي” لا تدر إلا 3 مليارات دولار سنويًا على الشركة، وهو لا يكفي لتعويض الخسارة التي تواجهها الشركة.
تحاول “أوبن إيه آي” إيجاد حلول أخرى مبتكرة لمعالجة هذه الخسارة، بدءًا من التعاقد مع آبل لتقديم خدماتها في هواتف آيفون الجديدة، وحتى محاولة تطوير محرك بحث منفصل خاص بها، ولكن هل تنجح هذه المحاولات في معالجة الأزمة أم تختفي “أوبن إيه آي” التي كانت سببًا في انتشار الذكاء الاصطناعي؟