آلان ديلون فارس السينما الفرنسية رحل عن 88 عاماً
ألقاب كثيرة حملها النجم الفرنسي آلان ديلون، خلال مسيرته الفنية الصاخبة. هو وحش السينما الفرنسية الوسيم، وفارسها الذي ترجّل عن صهوة جواده، ورحل عن عمر 88 عاماً، تاركاً إرثاً سينمائياً مميّزاً. برز اسم آلان ديلون، على مدار عقود طويلة ضمن أعظم الأسماء في تاريخ صناعة السينما الفرنسية، وهو واحدٌ من أبرز نجوم العصر الذهبي للسينما.
آلان ديلون :مسيرة فنية حافلة من باريس إلى هوليوود
بزغ نجم الفنان الفرنسي في فيلمين للمخرج الإيطالي لوكينو فيسكونتي، وهما فيلم “روكو آند هيز براذرز” (روكو وإخوته) إنتاج 1960 وفيلم “ذا ليبارد” (النمر) إنتاج 1963. ولعب دور البطولة إلى جانب الممثل الفرنسي المخضرم جان جابين في فيلم “ميلودي أون سو-سول” (أي رقم يمكنه الفوز) إنتاج 1963 ومن إخراج هنري فيرنوي. واشتهر بشخصيته القوية على الشاشة في أفلام حققت نجاحاً من بينها “ساموراي” إنتاج 1967 من إخراج جان بيير ميلفيل و”بورسالينو”. ولعب شخصان دوراً مهماً في مشواره الفني، هما الممثل الفرنسي جان كلود بريالي، والممثلة ميشيل كوردو التي عرّفته على زوجها المخرج إيف أليغريه، الذي منحه دوراً صغيراً في فيلمه “أرسل امرأة عندما يخفق الشيطان” سنة 1957، وكان هذا ظهوره الأول. انتظر ديلون 8 سنوات قبل أن يجرب حظّه في السينما الأميركية، بدءاً بفيلم “الرولز – رويس الصفراء”، الذي قدمه البريطاني أنتوني أسكويث سنة 1964. ولعب دور البطولة في أفلام ناجحة في ستينيات القرن الماضي من بينها “روكو وأخوته” و “الفهد”، جذب قلوب المعجبين في جميع أدواره المختلفة، من قاتل إلى محتال يتمتع بشخصية جذابة، تنوعت أدواره خلال قمة عطائه عندما كان شاباً.
المرض أبعد آلان ديلون عن الحياة الاجتماعية منذ عام 2019
تدهورت صحة آلان ديلون، منذ إصابته بسكتة دماغية في العام 2019، وكان نادراً ما يغادر منزله في منطقة فال دو لوار. وحفلت حياته الشخصية بالكثير من المحطات، وتزوّج مرتين، الأولى من الممثلة ناتالي ديلون التي منحته ابنه أنطوني، قبل أن يتزوّج عارضة الأزياء الهولندية روزالي فان بريمن التي عاشت معه 14 عاماً وأنجبت ابنته أنوشكا وابنه ألان فابيان.
طفولة صعبة وكفاح طويل وصولاً إلى الشهرة والمجد
ولد آلان ديلون، في ضاحية على مشارف باريس، وبدأ حياته بمواجهة صعوبات جمة، إذ وضع في دار للرعاية في سن 4 سنوات بعد انفصال والديه. وفر من المنزل من قبل وطرد عدة مرات من مدارس داخلية قبل أن ينضم لمشاة البحرية الفرنسية ويخدم في الهند الصينية، التي كانت مستعمرة فرنسية في ذلك الوقت. وتنقل في وظائف مختلفة، ليعود إلى فرنسا في خمسينيات القرن الماضي ويقابل الممثل الفرنسي جون-كلود بريالي، الذي اصطحبه لمهرجان كان حيث جذب انتباه أميركي يبحث عن مواهب والذي رتب له اختبار أداء، فكانت الانطلاقة في رحلة فنية طويلة ومثمرة.
مواقف إجتماعية وإنسانية بارزة
اشتهر آلان ديلون، في اتخاذ مواقف مثيرة للجدل خارج مجال الفن مثل تعبيره عن الأسف على إلغاء عقوبة الإعدام واستياءه من زواج المثليين الذي قننته فرنسا في العام 2013. كما دافع علناً عن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف واتصل هاتفياً بمؤسس الحزب جان ماري لوبان صديقه القديم ليهنئه على أداء حزبه الجيد في انتخابات محلية عام 2014. وكان آخر ظهور علني بارز لديلون خلال تسلمه للسعفة الذهبية الشرفية في “مهرجان كان السينمائي” في مايو عام 2019.
النساء في حياة آلان ديلون
في مقدمة سيرته الذاتية “آلان ديلون، أمور إيه ميموار” قال ديلون “لم أحلم مطلقا بأن أصبح ممثلاً، دخلت المهنة وواصلت التمثيل للنساء ومن أجلهنّ”، مشيراً إلى أسماء أنثوية في المجال السينمائي منهنّ بريجيت أوبير، ورومي شنايدر، وناتالي ديلون، والدة أنتوني نجله الأكبر، وميريل دارك، بالإضافة إلى والدة ولديه الأخيرين عارضة الأزياء روزالي فان بريمن. كما عمل ديلون أيضاً مع جين فوندا، وآني جيراردو، وكلوديا كاردينال، وماري لافوريه، وجان مورو، وسيمون سينيوريه، وكاترين دونوف. لكن ناشطات نسويات اعتبرنه “عنصرياً ومعادياً للمثليين وكارهاً للنساء”، وعارضن منحه سعفة ذهبية فخرية في مهرجان “كان” السينمائي عام 2019. ودافع ديلون عن نفسه قائلاً: “هل قلت إنني صفعت امرأة؟ نعم. وكان عليّ أن أضيف أنني تلقيت صفعات أكثر مما وجّهت. لم أتحرّش في حياتي بأي امرأة”. وأول امرأة يشيد بها هي والدته إديت الملقبة “مونيت” والتي أنجبته العام 1935.