أسعد الدول حول العالم: الكويت تتصدّر قائمة الدول العربية وفنلندا تحافظ على مركز الصدارة

كعادتها كل عام، أصدرت شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة تقرير السعادة العالمي لعام 2025، معلنةً عن تصنيف الدول الأكثر والأقل سعادة. ويعتمد التصنيف على معايير عدّة تشمل متوسط العمر المتوقع، الدعم الاجتماعي، الحرية الشخصية، الكرم، الفساد، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.
تفوق الدول الاسكندنافية

شهد التقرير استمرار هيمنة دول الشمال الأوروبي أي الدول الاسكندنافية على المراكز الأولى، بينما عكست القائمة السفلى واقعاً قاتماً لدول تعاني من نزاعات وأزمات اقتصادية. وحافظت فنلندا على صدارتها كأسعد دولة في العالم للعام الثامن على التوالي، مسجلة درجة 7.92 من 10 في تقييمات الحياة.
وأرجع التقرير هذا النجاح إلى عوامل عدّة أبرزها، الاستقرار الاقتصادي، النظام التعليمي المتقدم، وشبكة الأمان الاجتماعي القوية التي توفرها الدولة. وجاءت الدنمارك في المرتبة الثانية مسجلة (7.85)، ثم آيسلندا (7.80)، والسويد (7.75)، والنرويج (7.70)، لتؤكد الدول الاسكندنافية تفوقها المستمر.
واعتبر رئيس الوزراء الفنلندي أن السعادة ليست صدفة، بل نتيجة سياسات تركز على الإنسان والطبيعة معاً. وأشار التقرير إلى أن الاستثمار في الطاقة المتجدّدة والرفاهية النفسية للشباب عزّز مكانة فنلندا في ظل التحديات العالمية. وشهدت ألمانيا، تحسناً في ترتيبها من المركز 24 إلى 22، بينما تراجعت الولايات المتحدة مركزاً لتصبح في المرتبة 24، وهو أسوأ ترتيب لها على الإطلاق.
الكويت تتصدّر قائمة الدول الأسعد في العالم العربي

على الصعيد العربي، تصدّرت الكويت قائمة الدول الأسعد بمرتبة 14 عالمياً (7.25)، تلتها الإمارات في المرتبة 20 (7.10)، ثم السعودية في المرتبة 27 (6.95). ويعزى هذا التقدم إلى الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية، وتحسين جودة الحياة، وبرامج الدعم الاجتماعي التي عزّزت الشعور بالأمان بين المواطنين. كما سجلت قطر تقدماً ملحوظاً لتحتل المرتبة 32 (6.80)، مستفيدة من استقرارها الاقتصادي بعد استضافة كأس العالم 2022.
أتعس دول العالم

احتلت أفغانستان المرتبة الأخيرة كأتعس دولة في العالم (مرتبة 143، بدرجة 1.95)، حيث تواصل معاناتها من النزاعات المسلحة، والفقر المدقع، وانهيار النظام الاقتصادي منذ عودة طالبان إلى السلطة في 2021. وجاءت اليمن في المرتبة 142 (2.10)، متأثرة بالحرب الأهلية المستمرة وتدهور الأوضاع الإنسانية. كما ظهر لبنان في المرتبة 140 (2.35)، حيث أدّت الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة إلى تراجع كبير في مستوى الرفاهية.
ارتفاع متوسط السعادة العالمي

وأظهر التقرير ارتفاعاً طفيفاً في متوسط السعادة العالمي مقارنة بعام 2024، مدفوعاً بتحسن التعافي الاقتصادي بعد الجائحة وزيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية. لكن الفجوة بين الدول الأسعد والأتعس اتسعت ما يعكس تفاوتاً متزايداً في الفرص والاستقرار، وأشار خبراء إلى أن الدول التي استثمرت في التعليم والاستدامة، مثل سويسرا (المرتبة 8) ونيوزيلندا (المرتبة 10)، حافظت على مراكز متقدمة.