أدريان برودي: أصغر ممثل يحصل على جائزة الأوسكار

شكلّت انطلاقة عام 2025، لحظة فاصلة في مسيرة النجم الأميركي أدريان برودي، فبعد تتويجه بجائزة أفضل ممثل في حفل جوائز غولدن غلوب عن دوره في فيلم The Brutalist، يترقب أحد أبرز ممثلي هوليوود في العصر الحديث حفل جوائز الأوسكار بعد الإعلان عن ترشيحه للمنافسة على جائزة أفضل ممثل عن الفيلم نفسه. برودي الذي حقق حلم التتويج خلال مسيرته الفنية، حيث كان أصغر ممثل يحصل على جائزة الأوسكار عام 2003 عن فيلم The Pianist، ولم يكن يومها يتعدى الـ 29 عامًا من عمره، يجسّد نموذجاً بارزاً للاجتهاد والإصرار والعزيمة. يتقن برودي فن الإبهار ويؤدّي أدواره ببراعة إذ يتقمص الشخصيات ويتماهى معها إلى أبعد الحدود.
قدّم أدريان برودي فيلم The Brutalist ، الذي حقق إنجازًا كبيرًا في حفل غولدن غلوب 2025، حيث حصل على ثلاث جوائز مرموقة، أفضل فيلم درامي، أفضل ممثل، والتي نالها أدريان برودي، وأفضل مخرج، والتي فاز بها المخرج برادي كوربيت. يقدم الفيلم رحلة إنسانية عميقة تعكس الصراعات والتحديات التي تواجه الإنسان في عالم مليء بالتعقيدات. وأُدرج الفيلم ضمن ترشيحات الأوسكار لعام 2025. وربما يتسبب فيلم The Brutalist في تأخير التصويت على الأفلام التي ستترشح لجائزة أوسكار 2025، وذلك بسبب طول مدة الفيلم التي تصل إلى 3 ساعات و 34 دقيقة. وبسبب طول مدة فيلم، إعترف بعض الناخبين في أكاديمية الفنون وعلوم الصور المتحركة، بأنهم لم يتمكنوا من مشاهدة الفيلم وأنهم لم يتمكنوا من إنهائه بسبب وقت التشغيل الطويل وبالتالي سينعكس ذلك على قرار التصويت.
فيلم The Pianist محطة مفصلية في مسيرته

حقق أدريان برودي، إنجازًا استثنائيًا بفوزه بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل عن دوره في فيلم “عازف البيانو” عام 2003. واستعدادًا لهذا الدور، تعلم برودي عزف مقطوعات شوبان على البيانو، وخسر حوالي 30 رطلًا من وزنه، كما عزل نفسه تمامًا وتخلى عن سيارته وشقته ليتعايش مع الدور بشكل كامل. جسّد أدريان برودي شخصية فلاديسلاف سبيلمان الناجي من الهولوكوست ويقول النجم: “ما حدث كان تحولًا جسديًا ضروريًا لسرد القصص، لكن هذا النوع من التحول فتح لي، روحيًا، فهمًا عميقًا للفراغ والجوع بطريقة لم أكن أعرفها من قبل، لكن في المقابل ترك هذا التحول آثارًا دائمة مثل الأرق ونوبات الهلع”، موضحًا أنه عانى من اضطراب ما بعد الصدمة من التجربة بأكملها. وأضاف: “لقد عانيت بالتأكيد من اضطراب في الأكل لمدة عام على الأقل، ثم أصبت بالاكتئاب لمدة عام، ثم يكمل مازحًا، إن لم يكن مدى الحياة”.
حرفيته وواقعيته في أداء أدواره تعرضه لمواقف خطرة
لم يكن فيلم The Pianist فقط هو ما وضع برودي في موقف صعب، إذ إنه تعرّض لمواقف فريدة من نوعها أثناء تصوير أدوار مختلفة، كونه يحرص على تجسيد أدواره بحرفية عالية. فعندما صوّر فيلم The Jacket الصادر عام 2005 طلب من المخرج جون مايبوري تركه مرتديًا سترة مقيدة حتى يتمكن من الشعور بها، وعندما صوّر فيلم Summer of Sam إنتاج عام 1999 تعرض لضربة في وجهه من شخص ما عن طريق الخطأ ما تسبّب في حدوث خدش دائم. وعندما صوّر فيلم Oxygen، الذي جسّد فيه دور قاتل متسلسل يرتدي تقويمًا، اختار عدم الحصول على تقويم اصطناعي، مضيفًا: “لم أكن أعرف مدى الألم اللعين حتى غرزوا كماشة في أسناني”. وقدم برودي مجموعة من الأعمال المميزّة التي أظهرت موهبته الكبيرة، من أبرزها: King Kong عام 2005، Predators عام 2010. وشارك في أكثر من 60 عملا فنياً.

من العروض الساحرة إلى هوليوود
ولد أدريان برودي في نيويورك عام 1973، والده هو إليوت برودي مدرّس تاريخ متقاعد، ووالدته سيلفيا بلاشي، مصورة فوتوغرافية. التحق أدريان بالأكاديمية الأميركية للفنون المسرحية وإغوارديا الثانوية للفنون المسرحية في نيويورك، ما ساعده في تطوير موهبته. منذ طفولته، برز أدريان برودي بعروضه الساحرة في أعياد الميلاد تحت اسم “أدريان المذهل”. وبدأ نشاطه الفني بمسلسل Home at Last عام 1988. إلا أن بدايته السينمائية الحقيقية، كانت مع قيامه بأداء دور صغير في فيلم New York Stories عام 1989. خلال التسعينيات، شارك برودي في العديد من الأفلام، حيث كان يؤدّي أدوارًا مساندة مثل فيلم The Boy Who Cried Bitch، وفيلم King of The Hill، وفيلم Natural Born Killers. ويعود الفضل إلى والدته في شعوره بالراحة أمام الكاميرا، إذ كان يرافقها في مهامها الصحفية. شارك برودي أيضًا في بعض الأعمال التلفزيونية، حيث تألق في دور البطولة في مسلسل Houdini عام 2014، الذي نال عنه ترشيحًا لجائزة إيمي. كما ظهر في أحد أجزاء المسلسل الشهير Peaky Blinders. وفي عام 2021، تألق في المسلسل القصير Chapelwaite، المستوحى من واحدة من قصص ستيفن كينغ.
يهتم بالموضة ويعشق الهيب هوب

إدريان برودي متابع جيد لعالم الموضة، ويحرص على حضور عروض الأزياء الرجالية باستمرار، وشارك بنفسه في عرض أزياء برادا لتشكيلة خريف وشتاء 2012 على منصة العرض. وفي عام 2004 أطلقت عليه مجلة لقبEsquire، “الرجل الأكثر أناقة في أميركا”. ويعشق برودي موسيقى الهيب هوب، وفريقه المفضّل هو The Beatnuts.