أبرز حرّاس المرمى في تاريخ كرة القدم
عندما يتم الإعلان عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية كل عام، فإن المتوّج يكون في أغلب الأحيان أحد أفضل المهاجمين في العالم. هؤلاء المهاجمون هم في دائرة الضوء طوال الوقت، ويضعون اللمسات الأخيرة قبل أن تستقر الكرة في شباك الخصم. لا أحد يشكك في قدراتهم الطبيعية، ولكن المدافعين وعلى رأسهم حرّاس المرمى، غالبًا ما يُنسى أمرهم.
تطوّر أداء حرّاس المرمى على مرّ العصور
شهد أداء حرّاس المرمى، تطوراً بارزاَ على مدار الستين عامًا الماضية. بطبيعة الحال، قدّم بعض أعظم حرّاس المرمى على الإطلاق، بمن فيهم حارس المنتخب السوفييتي السابق ليف ياشين، أداءً من الطراز العالمي، ولكن مع تغيّر قواعد اللعبة، طرأت تغييرات على دور حارس المرمى في قلب شباك العارضة. وبات على حرّاس المرمى إتقان اللعب من الخلف بالإضافة إلى القيام بسلسلة من التصدّيات المذهلة.
وعلى مرّ هذه السنين، برزت أسماء عديدة من حرّاس المرمى، الذين قدّموا أداءً مميّزًا، بدءًا من مباريات كأس العالم وحتى نهائيات دوري أبطال أوروبا، فقد ارتقى حرّاس المرمى إلى مستوى الحدث مرارًا وتكرارًا. ومن دون جهود وأداء حرّاس المرمى لم يكن أمام الفرق فرصة تحقيق الفوز في أصعب المسابقات في العالم. فمن هم أبرز حراس مرمى الذين قدموا أفضل أداء على مرّ العصور؟
حارس المرمى الإنجليزي جوردون بانكس
جوردون بانكس هو أعظم حارس مرمى إنجليزي على مر العصور. قدّم بانكس مسيرة دولية امتدت لتسع سنوات من 1963 إلى 1972، وأذهل حارس مرمى ستوك سيتي السابق، الجميع بردود أفعاله السريعة وهدوئه بين العارضتين. فاز بكأس العالم مع منتخب بلاده في عام 1966، لكن مباراته الأكثر إثارة للإعجاب جاءت بعد أربع سنوات. فخلال مباراة في مرحلة المجموعات ضد البرازيل، قام بانكس بما يُعتبر الآن أعظم تصدٍ على مر العصور، إذ انقضّ بسرعة على يمينه، وأوقف بطريقة ما ضربة رأس بيليه المثالية على خط المرمى، ومن الصعب تصديق ذلك حتى الآن. خسرت إنجلترا 1-0، لكن بانكس أثار الإعجاب طوال المباراة ليتم إدراج اسمه في هذه القائمة.
حارس المرمى الإنجليزي جو هارت
شكّل جو هارت، عنصرًا أساسيًا خلال فوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لأول مرة على الإطلاق، ولكن بعد ثلاث سنوات، كان يكافح من أجل استعادة لياقته. وعلى الرغم من كل المشاكل التي عانى منها، قدّم حارس مرمى توتنهام المستقبلي أداءً بارزاً للحفاظ على مكانة أحد أفضل الفرق على الإطلاق. خلال الهزيمة 1-0، والتي كان من المفترض أن تكون أكثر من ذلك بكثير، خارج أرضه أمام برشلونة، تصدّى حارس المرمى لعشر تسديدات إجمالية، وهو رقم قياسي لحارس مرمى إنجليزي في دوري أبطال أوروبا. كان الأمر وكأنه خاض مبارزة شخصية مع ليونيل ميسي ورفاقه، حيث قفز بأعجوبة من قائم إلى آخر لحرمانهم من التسجيل.
حارس المرمى الهولندي تيم كرول
كان تيم كرول، أحد أكثر حرّاس المرمى موثوقية في الدوري الإنجليزي الممتاز خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لم يكن أبدًا من الأفضل، لكنه كان ثابتًا في أدائه. وفي نوفمبر 2013، رفع الهولندي أداءه إلى مستوى لم يصل إليه سوى عدد قليل جدًا من قبل، إذ ترك جماهير توتنهام خائفة عندما حقق نيوكاسل فوزًا مذهلاً 1-0 على ملعب وايت هارت لين. طوال المباراة، صمد كرول، فقد أبعد أولاً رأسية روبرتو سولدادو فوق العارضة قبل أن يدفع تسديدة باولينيو التي كانت متجهة إلى الزاوية العليا في الشوط الأول. وكرّر الأداء نفسه في الشوط الثاني، إذ حرم كريستيان إريكسن من مسافة قريبة وركلة حرّة مذهلة من جيلفي سيجوردسون.
حارس المرمى الإسباني ديفيد دي خيا
في أوج عطائه، كان ديفيد دي خيا، أحد أفضل حراس المرمى في العالم. بفضل ردود أفعاله السريعة وتصدياته، كان الإسباني موثوقًا به في أولد ترافورد، ولكن خلال مسيرته التي لا تُنسى، كان أداءه خارج أرضه أمام آرسنال في ديسمبر 2017 هو الأفضل على الإطلاق. دمر الجانرز، مانشستر يونايتد، مسجلاً 33 تسديدة مقابل ثماني تسديدات ليونايتد. ومع ذلك، لم يتمكنوا من تجاوز دي خيا إلا مرة واحدة. لقد تصدّى لـ 14 تسديدة، وهو أكبر عدد في مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز على الإطلاق، والذي شهد في وقت ما نزوله بسرعة لمنع تسديدة قوية من ألكسندر لاكازيت قبل أن يقفز ويرمي ساقه لمنع أليكسيس سانشيز من تسجيل الكرة المرتدة. معجزة لا تصدق من الطراز العالمي.
حارس المرمى البلجيكي تيبو كورتوا
على الرغم من كل النجاح الذي حقّقه تحت قيادة يورجن كلوب، إلاّ أن ليفربول عانى أيضًا من نصيبه من الخيبات. بعد الخسارة أمام ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018، تكرّرت القصة في عام 2022 بفضل الأداء المذهل من كورتوا، الذي يُعد أحد أفضل لاعبي بلجيكا على الإطلاق. وقد حفرت المباراة اسم حارس المرمى في التاريخ لجائزة أفضل حارس مرمى في العام من FIFPro من خلال إنقاذ سبع تسديدات والحفاظ على فرص بقيمة 2.19 هدفًا متوقعًا خارج المرمى. أتيحت لمحمد صلاح فرص، وكذلك فعل ماني، لكن تم إيقافهما باستمرار. على المسرح الأكبر، ارتقى نجم تشيلسي السابق إلى مستوى المناسبة.
حارس المرمى التشيكي بيتر تشيك
وأخيراً، يتصدّر القائمة الأداء المعجزة الذي قدّمه بيتر تشيك في نهائي دوري أبطال أوروبا 2012، والذي قد يصفه البعض بأنه رائع. دخل تشيلسي المباراة وهو الفريق الأضعف؛ فلم يكن لديه جون تيري، أحد أعظم المدافعين في كل العصور، ولا رايان بيرتراند في خط الوسط الأيسر. وفي مواجهة فريق بايرن ميونيخ، لم يكن لدى أحد أي أمل بالفوز. ومع ذلك، أحبط تشيك الفريق طيلة المباراة. وعندما سجل ديدييه دروجبا هدفاً برأسه في اللحظات الأخيرة ليساعد في إرسال المباراة إلى ركلات الترجيح، بدا الأمر وكأنه مكتوب على الحائط أن حارس المرمى سيعلن النصر للبلوز. وقد فعل ذلك بالضبط، حيث تصدّى لضربتي إيفيكا أوليتش وباستيان شفاينشتايجر ليفوز بالبطولة. ومن خلال تصديه لست تسديدات طوال المباراة، قدّم أداءً من من الطراز العالمي.