أبرز توجّهات التكنولوجيا لعام 2025: التعلّم المستمر ضرورة
متابعة توجّهات التكنولوجيا الجديدة أمر بالغ الأهمية سواء أكان للأفراد أم الشركات الطامحة للبقاء على قدر المنافسة في ظلّ المشهد الرقمي السريع التطوّر الذي يشهده العالم في السنوات الأخيرة. فالتكنولوجيا اليوم تتطوّر بوتيرة سريعة، ما يتيح تغييرًا وتقدّمًا أسرع، ليس على المستوى التقني فحسب، وإنما في مختلف مجالات الحياة. ففي عالم الغد لن تبقى المهن كما نعرفها اليوم بل ستخضع إلى الكثير من التغييرات التي يفرضها التطوّر التكنولوجي الذي بدوره سيحتّم علينا التعلّم باستمرار … وإلا سيتخطّانا الزمن، ذلك أن المستقبل المهني لكلّ منا مهما كان اختصاصه، لن يبقى كما هو في عالم بلا تلامس، عالم الغد. لذا علينا أن نُبقي أعيننا دائمًا على أبرز توجهّات التكنولوجيا والانفتاح دومًا على التعلّم المستمرّ لمواكبته، بدافع الضرورة، إن لم يكن الرغبة!
اليوم، وعلى مشارف العام 2025، ما رأيكم بلمحة عن أبرز توجّهات التكنولوجيا التي علينا الحرص على مراقبتها ومواكبتها خلال هذا العام.
التكنولوجيا في مجال العمل الإداري والحوكمة
إنتاجية أعلى ومشاكل أقلّ
الذكاء الإصطناعي التوليدي
نبدأ قائمة توجّهات التكنولوجيا الجديدة بالحديث المتداول، وهو الذكاء الإصطناعي، إذ من المتوقّع أن يهيّمن الذكاء الاصطناعي التوليدي كواحد من التوجّهات التكنولوجية الرئيسية في عام 2025، ما يعيد تشكيل الصناعات من خلال قدرته على إنشاء محتوى متطوّر للغاية وشبيه بالإنسان: من النصوص والصور إلى الصوت والمحاكاة المعقّدة. إن التطورات في النماذج التوليدية، مثل GPTs، والأنظمة المتعدّدة الوسائط، تدفع التطبيقات الجديدة في إنشاء المحتوى وأتمتة التصميم والتجارب التفاعلية.
لا تعمل هذه التكنولوجيا على تعزيز الإنتاجية فحسب، بل إنها تعمل أيضًا على إحداث ثورة في كيفية تعامل الشركات مع حل المشكلات وإشراك العملاء في العمليات الإبداعية، عبر مختلف القطاعات. في عام 2025، ستواصل المؤسسات دمج الذكاء الإصطناعي التوليدي في سير العمل للإبتكار بشكل أسرع وتوفير خدمات مخصّصة على نطاق واسع.
وبحسب جامعة بيرديو، فإنّ حجم سوق الذكاء الإصطناعي التوليدي المتوقّع بحلول عام 2030، سيكون حوالي 667.9 مليار دولار، وبالتالي فإنّ القيمة المضافة المتوقّعة للذكاء الإصطناعي التوليدي على الاقتصاد العالمي ستكون حوالي 4.4 تريليون دولار سنويًا.
كذلك أشار مؤتمر جارتنر للرؤساء التنفيذيين لشؤون المعلومات والرؤساء التنفيذيين في قطاع تكنولوجيا المعلومات، الذي عقد بين 19 و21 نوفمبر الماضي في دبي، الى الذكاء الإصطناعي الوكيل كونه من أبرز التوجّهات الاستراتيجية التي يجب تبنّيها في قطاع التكنولوجيا لعام 2025. إذ تقوم أنظمة الذكاء الإصطناعي هذه وبصورة مستقلة، بالتخطيط واتخاذ خطوات عملية من أجل تحقيق الأهداف المحدّدة من قبل المستخدم. ويقدّم الذكاء الإصطناعي وعوداً بقوة عاملة افتراضية قادرة على التقليل من أعباء العمل البشري وتعزيزه. وتتوقّع جارتنر أن يتم اتخاذ نحو 15 في المئة على الأقل من قرارات الأعمال اليومية بصورة مستقلة من قبل ذكاء إصطناعي وكيل، وذلك بحلول عام 2028، مقارنة بنسبة صفر في المئة في عام 2024. وستسهم قدرات هذه التكنولوجيا المستندة إلى تحقيق الأهداف، في تقديم أنظمة برمجيات أكثر قابلية للتكيّف وقادرة على إتمام مجموعة متنوعة من المهام.
ويتمتّع الذكاء الإصطناعي الوكيل، بالقدرة على تحقيق رغبة الرؤساء التنفيذيين لشؤون تكنولوجيا المعلومات بزيادة الإنتاجية في جميع أرجاء المؤسسة. ويسهم هذا الحافز في دفع المؤسسات والمزوّدين إلى استطلاع وابتكار وترسيخ التكنولوجيا والممارسات المطلوبة، لتقديم هذا النوع من الوكالة بطريقة مُحكمة وآمنة وموثوقة.
AI TriSM
إدارة الثقة والمخاطر والأمن في الذكاء الإصطناعي
تركّز تكنولوجيا AI TriSM على ضمان الاستخدام الموثوق والمسؤول لأنظمة الذكاء الإصطناعي. وهو يعالج الحاجة المتزايدة إلى الشفافية وتخفيف المخاطر والأمان في تطبيقات الذكاء الإصطناعي من خلال تضمين الثقة وتقييم المخاطر الصارم، وضمانات الخصوصية طوال دورة حياة الذكاء الإصطناعي.
يتيح AI TriSM للمؤسسات إدارة المخاطر المتعلقة بالذكاء الإصطناعي بشكل فعّال مع تعزيز الثقة بين أصحاب المصلحة والامتثال إلى المعايير التنظيمية من خلال تنفيذ الأطر التي تعزّز القدرة على التفسير واكتشاف التحيّز والحوكمة القوية.
ومع تزايد تكامل أنظمة الذكاء الإصطناعي في عمليات صنع القرار الحاسمة، يضمن AI TriSM بقاءها أخلاقية وآمنة وشفافة. يعزّز هذا النهج ثقة أصحاب المصلحة ويقلل من التعرّض للمخاطر ويدعم تبنّي الذكاء الإصطناعي المستدام بما يتماشى مع التوقّعات المجتمعية والمتطلبات القانونية. وبذلك، يضع AI TriSM معيارًا جديدًا لنشر الذكاء الإصطناعي، يعطي الأولوية للثقة والمساءلة والسلامة.
وتتوقع جارتنر أن تواجه المؤسسات التي تتبنّى منصات شاملة لحوكمة الذكاء الإصطناعي نسبة أقل من الحوادث الأخلاقية بنحو 40 في المئة مقارنة بالمؤسسات التي لا تمتلك مثل هذه الأنظمة بحلول عام 2028
الأمن المضاد للمعلومات المضلّلة من خلال تقنية بلوكتشين
تم تطوير تقنيّة Blockchain في البداية من أجل Bitcoin، وهي تجد تطبيقات جديدة تتجاوز العملات المشفّرة. تتبنّى الصناعات بلوكتشين لقدرتها على توفير الشفافية وتعزيز الأمان والحدّ من الاحتيال. تشمل الاستخدامات تتبع مصدر السلع في سلاسل التوريد وتوفير أنظمة تصويت مقاومة للتلاعب وإدارة السجلات الطبية الآمنة.
يعتبر الأمن المضاد للمعلومات المضللة، فئة ناشئة من التكنولوجيا تميّز بشكل منهجي ماهية الثقة، وتهدف إلى توفير أنظمة منهجية تضمن النزاهة وتقيّم الأصالة وتمنع انتحال الهوية وتتبع انتشار المعلومات الضارة. وتتوقع شركة جارتنر أن يقوم نحو 50 في المئة من الشركات بحلول عام 2028، باعتماد منتجات أو خدمات أو ميزات مصممة خصيصاً للتعامل مع حالات استخدام الأمن المضاد للمعلومات المضللة مقارنة بأقل من 5 في المئة من الشركات في الوقت الحالي.
التشفير بعد الكمومي
يوفّر التشفير بعد الكمومي حماية للبيانات والقدرة على مقاومة مخاطر فك تشفير الحوسبة الكمومية. ومع التطوّرات التي شهدتها الحوسبة الكمومية على مدار الأعوام الماضية، فمن المتوقع أن تنتهي العديد من أنواع التشفير التقليدي المستخدمة على نطاق واسع. ونظراً لصعوبة تبديل أساليب التشفير، لذلك يجب أن يكون لدى المؤسسات فترة أطول تتيح لها للإستعداد لحماية الأمور الحساسة والسرية.
وتتوقّع شركة جارتنر أن تؤدّي التطوّرات في الحوسبة الكمومية بحلول عام 2029، إلى جعل معظم أساليب التشفير التقليدي غير المتماثل غير آمنة للاستخدام.
حوسبة الحافة
تتضمّن حوسبة الحافة معالجة البيانات بالقرب من مصدر توليد البيانات، بدلاً من الاعتماد على مركز بيانات مركزي. وهذا هام بشكل خاص للتطبيقات التي تتطلب معالجة واتخاذ قرارات في الوقت الفعلي دون التأخير الذي قد يترتب على الحوسبة السحابية. وتشمل التطبيقات المركبات ذاتية القيادة، وإنترنت الأشياء الصناعي، ومعالجة البيانات المحلية.
الذكاء المحيطي غير المرئي
يتم دعم الذكاء المحيطي غير المرئي، عبر مجموعة من العلامات وأجهزة الإستشعار الذكية الصغيرة ذات التكلفة المنخفضة للغاية، والتي توفّر إمكانية التتبع والاستشعار على نطاق واسع وبأسعار معقولة. وسيتيح الذكاء المحيطي غير المرئي على المدى الطويل، الدمج الأعمق لأدوات الاستشعار والذكاء في مجريات الحياة اليومية.
ومن المتوقّع أن تركز الأمثلة المبكّرة للذكاء المحيطي غير المرئي بحلول عام 2027، على حل المشكلات الفورية، مثل فحص مخزون التجزئة أو الخدمات اللوجستية للبضائع القابلة للتلف وذلك من خلال تمكين التتّبع والاستشعار الآني، وبتكلفة منخفضة من أجل تحسين الكفاءة وإمكانية الاطلاع على الجوانب المختلفة للعمليات.
الحوسبة العصبية أو تحسين القدرات العصبية
الاتجاه التكنولوجي الناشئ التالي، هو الحوسبة العصبية الشكلية التي تنطوي على تصميم شرائح كمبيوتر تحاكي الهياكل العصبية وطرق المعالجة في الدماغ البشري. تعالج هذه الشرائح المعلومات بطرق مختلفة جوهريًا عن أجهزة الكمبيوتر التقليدية، ما يؤدّي إلى معالجة أكثر كفاءة لمهام مثل التعرّف على الأنماط ومعالجة البيانات الحسيّة. يمكن أن تنتج هذه التكنولوجيا تحسينات كبيرة في كفاءة الطاقة والقدرة الحسابية، وخاصة في التطبيقات التي تتطلب التعلّم والتكيّف في الوقت الحقيقي.
يساعد تحسين القدرات العصبية على تحسين القدرات الإدراكية البشرية باستخدام التكنولوجيا القادرة على قراءة نشاط الدماغ وفك تشفيره. وتقوم هذه التكنولوجيا بقراءة دماغ الشخص باستخدام واجهات الدماغ-الآلة أحادية الاتجاه أو واجهات الدماغ-الآلة ثنائية الاتجاه (BBMIs). وينطوي هذا التطور على إمكانيات ضخمة في ثلاثة مجالات رئيسية هي: رفع مهارات الإنسان والتسويق من الجيل التالي والأداء. وسيسهم تحسين القدرات العصبية في تحسين القدرات الإدراكية، وتمكين العلامات التجارية من معرفة ما يفكر فيه المستهلكون وما يشعرون به، إضافة إلى تعزيز القدرات العصبية البشرية من أجل تحسين النتائج.
وتتوقّع جارتنر أن يتم بحلول عام 2030، تحسين قدرات 30 في المئة من العاملين في مجال المعرفة بفضل تقنيات مثل واجهات الدماغ-الآلة ثنائية الاتجاه BBMIs (سواء كانت ممولة من قبل جهات العمل أو ممولة ذاتياً) ، للبقاء على صلة بانتشار الذكاء الإصطناعي في أماكن العمل، وذلك في ارتفاع عن الرقم المسجّل في عام 2024، والبالغ أقل من 1 في المئة.
توسيع 5G
الاتجاه التكنولوجي الناشئ التالي هو 5G! يعد الجيل الخامس من شبكات الهاتف المحمول 5G، بسرعات تنزيل وتحميل بيانات أسرع بشكل ملحوظ، وتغطية أوسع، واتصالات أكثر استقرارًا. إن توسع شبكة الجيل الخامس يسهّل التقنيات التحويلية مثل إنترنت الأشياء والواقع المعزّز والمركبات الذاتية القيادة من خلال توفير الاتصالات العالية السرعة.
الحوسبة المكانية
تجارب أكثر واقعية وأقل تكلفة
تسهم الحوسبة المكانية في تعزيز العالم المادي رقميًا، من خلال استخدام تقنيات مثل الواقع المعزّز والواقع الافتراضي، الأمر الذي يمثل المستوى التالي من التفاعل بين التجارب المادية والافتراضية. وسيساعد استخدام الحوسبة المكانية في زيادة فعالية المؤسسات خلال فترة الأعوام الخمسة إلى السبعة المقبلة، من خلال سير العمل المبسّط والمستويات الأفضل من التعاون. وتتوقع جارتنر أن تنمو الحوسبة المكانية لتصل إلى 1.7 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2033، مرتفعة عن الرقم المسجّل في عام 2023، والبالغ 110 مليار دولار أميركي.
الواقع الافتراضي 2.0
تقدّم تقنيات الواقع الافتراضي المحسّنة تجارب غامرة أكثر، وواقعية. مع التحسينات في دقة العرض وتتبع الحركة والعناصر التفاعلية، أصبح الواقع الافتراضي أكثر انتشارًا في سياقات الألعاب والتدريب والعلاج. أصبحت أنظمة الواقع الافتراضي الجديدة أيضًا أكثر سهولة في الاستخدام، مع سماعات رأس أخف وزنًا وعمر بطارية أطول، ما قد يؤدّي إلى تبنّي أوسع من قبل المستهلكين ودمجها في الحياة اليومية.
الواقع المعزّز
في عام 2025، من المتوقّع أن يصبح الواقع المعزّز اتجاهًا تقنيًا رئيسيًا، مع مزيد من التكامل في تطبيقات المستهلك والشركات. ومع تطور الأجهزة، مثل نظارات الواقع المعزّز المتقدّمة والتحسينات في الأجهزة المحمولة، سيقدّم الواقع المعزّز تجارب تفاعلية. ومن المقرّر أن تعمل هذه التكنولوجيا على تحويل الصناعات مثل البيع بالتجزئة والعقارات والتعليم، من خلال تحسين كيفية تصور المستخدمين للمنتجات والتعلم والتفاعل مع بيئاتهم. ستسمح الحلول التي تعمل بتقنية الواقع المعزّز للمستخدمين بتركيب المعلومات الرقمية بسلاسة ما يسدّ الفجوة بين التجارب المادية والرقمية.
الواقع الممتد XR للتدريب
يشمل الواقع الممتد XR، الواقع الافتراضي VR والواقع المعزّز AR والواقع المختلط MR، ما يوفّر تجارب تدريب غامرة. تستخدم الصناعات مثل الرعاية الصحية والطيران والتصنيع، الواقع الممتد لمحاكاة التدريب العملي الخالي من المخاطر والتي تحاكي سيناريوهات الحياة الواقعية. تعمل هذه التكنولوجيا على تحسين نتائج التعلم وتعزيز المشاركة وتقليل تكاليف التدريب.
التوائم الرقمية
التوائم الرقمية، هي نسخ افتراضية للأجهزة المادية للمحاكاة والمراقبة والصيانة. يتم استخدامها على نطاق واسع في التصنيع والسيارات والتخطيط الحضري لتحسين العمليات والتنبؤ بالقضايا المحتملة. تمكّن التوائم الرقمية الشركات من اختبار التأثيرات والتغييرات في مساحة افتراضية، ما يقلّل من تكاليف الاختبار في العالم الحقيقي والوقت.
التكنولوجيا الطبية
تشخيص أسهل ومراقبة أكثر فعالية
يعتبر الطبّ من أهم القطاعات التي تتأثّر بالتطوّر التكنولوجي إن بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي حين تكثر الأمثلة عن التأثير غير المباشر، هذه جولة على أحدث التقنيات ذات التأثير المباشر على مهنة الطب.
الطب الشخصي
يستخدم الطب الشخصي ونهج العلاج، العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة، لتشخيص وعلاج الأمراض بدقة. وقد مكّنت التطورات في علم الجينوم والتكنولوجيا الحيوية، الأطباء من اختيار العلاجات التي تزيد من الفعالية وتقلل من الآثار الجانبية. ويشكل الطب الشخصي تحولاً كبيراً في علم الأورام، إذ يمكن للعلاجات المحدّدة استهداف الطفرات الجينية في الخلايا السرطانية، ما يؤدّي إلى نتائج أفضل للمرضى.
أجهزة مراقبة الصحة القابلة للإرتداء
تراقب الأجهزة القابلة للإرتداء المتقدّمة الآن باستمرار، مقاييس الصحة المختلفة، مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم وحتى مستويات السكر في الدم. تتصل هذه الأجهزة بالهواتف الذكية وتستخدم الذكاء الإصطناعي لتحليل البيانات، ما يوفّر للمستخدمين رؤى حول صحتهم وتحذيرات مبكّرة حول المشكلات الصحية المحتملة. هذا الاتجاه يقود التحوّل نحو الرعاية الصحية الوقائية ورؤى الصحة الشخصية.
الطب عن بعد
يتيح الطب عن بعد للمرضى استشارة الأطباء عبر منصات رقمية، ما يقلل من الحاجة إلى الزيارات الجسدية. أصبح توفير الرعاية الطبية المستمرة أثناء المواقف مثل جائحة كوفيد-19، أمرًا حيويًا. ويتوسّع الطب عن بعد ليشمل المزيد من الخدمات ويصبح طريقة منتظمة لتقديم الرعاية الصحية.
تكنولوجيا النانو
تنطوي تكنولوجيا النانو على التلاعب بالمادة على المستويات الذرّية والجزيئية، وتعزيز أو إنشاء مواد وأجهزة ذات خصائص جديدة، والتطبيقات الواسعة النطاق، بما في ذلك أنظمة توصيل الأدوية الأكثر فعالية، وذلك بالطبع فضلاً عن الابتكارات في الإلكترونيات مثل الرقائق الأصغر والأكثر قوة.
التكنولوجيا المستدامة
مستقبل أكثر إشراقًا
تُعتبر التكنولوجيا المستدامة اتجاهًا محوريًا، إذ تعطي المنظمات الأولوية بشكل متزايد للإبتكارات الصديقة للبيئة لمكافحة تغيّر المناخ والحد من التأثير البيئي. يشمل هذا الاتجاه تطوير واستخدام التقنيات التي تقلل من استهلاك الطاقة، وخفض انبعاثات الكربون، وتعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري. ومن مراكز البيانات التي تعمل بالطاقة المتجدّدة والأجهزة الموفّرة للطاقة إلى الحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تعمل على تحسين استخدام الموارد، تعيد التكنولوجيا المستدامة تعريف كيفية عمل الشركات مع التركيز على التوازن البيئي الطويل الأجل.
إن الدفع نحو التكنولوجيا المستدامة، مقرون بوعي المستهلك المتزايد والتفويضات التنظيمية الأكثر صرامة، والحاجة إلى أن تثبت الشركات إلتزامها بالمسؤولية الاجتماعية. تستفيد الشركات من تقدم إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين، لتعزيز الاستدامة في سلاسل التوريد وإدارة النفايات وشبكات الطاقة.
في عام 2025 وما بعده، سيكون تبنّي التكنولوجيا المستدامة مؤشراً على الالتزام البيئي وميزة تنافسية، إذ تضع المنظمات التي تتبنى هذه الابتكارات، نفسها كقادة متطلعين إلى المستقبل في سوق حساسة بشكل متزايد للتأثير البيئي.
تقنيات الطاقة الخضراء
تركّز الابتكارات في تقنيات الطاقة الخضراء على تعزيز كفاءة وخفض تكاليف مصادر الطاقة المتجدّدة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحيوية. وتشمل التطورات تصميمات جديدة للخلايا الكهروضوئية، وطواحين الهواء التي تعمل بسرعات رياح أقل، والوقود الحيوي من الكتلة الحيوية غير الغذائية. وتعتبر هذه التقنيات بالغة الأهمية للحدّ من البصمة الكربونية العالمية وتحقيق أهداف الاستدامة.
التكنولوجيا الحيوية في الزراعة
يعمل التقدم في التكنولوجيا الحيوية على إحداث ثورة في الزراعة من خلال تمكين تطوير المحاصيل ذات السمات المحسنة، مثل زيادة مقاومة الآفات والأمراض، وتحسين الملامح الغذائية، وزيادة الغلة. تُستخدم تقنيات مثل تحرير الجينات CRISPR لإنشاء محاصيل يمكنها تحمّل الضغوط البيئية مثل الجفاف والملوحة، وهو أمر بالغ الأهمية في التكيّف مع تغيّر المناخ وتأمين إمدادات الغذاء.
الميكروبات التي تلتقط الكربون: كذلك ظهرت حلول جديدة للتكنولوجيا الحيوية، مثل الميكروبات المصمّمة لالتقاط ثاني أكسيد الكربون، ما يساهم في الممارسات البيئية المستدامة
الأعلاف المستدامة والمواد البديلة: كما اكتسبت التطوّرات في الزراعة والتصنيع المستدامين، مثل الأعلاف البديلة للماشية والمواد المرنة الحرارية للتدفئة والتبريد الموفرة للطاقة، زخمًا كبيرًا.
تكنولوجيات رائدة لواقع يحاكي الخيال
لا أحد ينكر التّطوّر الهائل للتكنولوجيا في عالمنا اليوم والتي حوّلت كلّ ما كنّا نراه في أفلام الخيال العلمي الى واقع ملموس وعاديّ. فما هي أبرز التقنيات التي سيتعزّز وجودها في حياتنا اليومية خلال الأشهر المقبلة.
الروبوتات المتقدّمة
تطوّرت تكنولوجيا الروبوتات لإنشاء آلات يمكنها أداء مهام معقّدة بشكل مستقل أو مع الحد الأدنى من الإشراف البشري. يتم استخدام هذه الروبوتات في قطاعات مختلفة، بما في ذلك التصنيع، حيث تؤدّي مهام دقيقة ورعاية صحية كمساعدين جراحين ومنازل للمساعدة الشخصية. إن التقدم في مجال الذكاء الإصطناعي والتعلّم الآلي، يجعل الروبوتات أكثر قدرة وقابلية للتكيف.
الروبوتات المتعدّدة الوظائف
تتمتّع الآلات المتعدّدة الوظائف بالقدرة على أداء أكثر من مهمة واحدة، وستحل محل الروبوتات المخصصة للمهام والمصمّمة خصيصاً لأداء مهمة واحدة بشكل متكرّر. وستسهم وظائف هذه الروبوتات الجديدة في تحسين الكفاءة وتحقيق عائد على الاستثمار بشكل أسرع، وتم تصميمها للعمل في عالم يوجد فيه عنصر بشري، الأمر الذي يساعد بدوره في تسريع عمليات النشر وزيادة سهولة التطوير المستقبلي. وتتوقّع جارتنر أن يتفاعل 80 في المئة من البشر مع الروبوتات الذكية بشكل يومي بحلول عام 2030، في ارتفاع من النسبة الحالية التي تبلغ أقل من 10 في المئة.
المركبات الذاتية القيادة
الاتجاه التكنولوجي الناشئ التالي هو المركبات الذاتية القيادة، والتي تستخدم الذكاء الإصطناعي وأجهزة الاستشعار والتعلم الآلي للتنقل والعمل دون تدخل بشري. وفي حين لا تزال السيارات الذاتية القيادة بالكامل قيد التطوير، هناك تقدم كبير في دمج مستويات الاستقلالية في وسائل النقل العام والخدمات اللوجستية للشحن، ما قد يقلل من الحوادث ويحسّن إدارة المرور ويقلّل الانبعاثات.
السياحة الفضائية
تحرز الرحلات الفضائية التجارية تقدمًا كبيرًا مع شركات مثل سبيس إكس وبلو أوريجين. تهدف هذه التطورات إلى جعل السفر إلى الفضاء متاحًا لأكثر من مجرّد روّاد الفضاء. تتراوح العروض الحالية من الرحلات القصيرة دون المدارية التي توفّر بضع دقائق من انعدام الوزن إلى خطط الرحلات المدارية. تفتح السياحة الفضائية آفاقًا جديدة للمغامرة وتدفع الحدود في تكنولوجيا الفضاء والأبحاث.
إنترنت الأشياء
تتضمّن تقنية إنترنت الأشياء في المدن الذكية، دمج أجهزة إستشعار وأجهزة مختلفة تجمع البيانات لإدارة الأصول والموارد والخدمات بكفاءة. ويشمل ذلك مراقبة حركة المرور ووسائل النقل العام للحدّ من الازدحام واستخدام الشبكات الذكية لتحسين استخدام الطاقة وتنفيذ أنظمة متصلة للسلامة العامة وخدمات الطوارئ. ومع استمرار نمو المدن، تساعد إنترنت الأشياء في إدارة التعقيدات وتحسين الظروف المعيشية للسكان.